تايلاند وكمبوديا توقعان اتفاقية هدنة موسّعة بعد صراع حدودي دامٍ استمر خمسة أيام في يوليو
نُشر في 26 أكتوبر 2025
كوالالمبور، ماليزيا — وقعت تايلاند وكمبوديا، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كوالالمبور، اتفاقية هدنة موسعة تعتّمِد على الاتفاق السابق الذي أنهى الاشتباكات الحدودية الدامية في يوليو.
وقع الاتفاق يوم الأحد رئيس وزراء كمبوديا هُن مانيت ورئيس وزراء تايلاند أنوتين تشارنڤيراكول على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان)، بعد وقت قصير من وصول ترامب. وشارك في التوقيع أيضاً رئيس وزراء ماليزيا المضيف أنور إبراهيم، في أول زيارة لترامب إلى آسيا منذ عودته إلى البيت الأبيض.
«لقد حققنا ما قال كثيرون إنه مستحيل»، قال ترامب، الذي وضع توقيعه على الاتفاقية إلى جانب توقيع أنور إبراهيم. ووصف أنوتين الاتفاق بأنه «يضع لبنات بناء لسلام دائم»، بينما اعتبر هُن مانيت أنّه «يوم تاريخي».
الرسوم الجمركية كسلاح ضغط
يبني الاتفاق على هدنة سابقة أفضت عنها مفاوضات قبل ثلاثة أشهر، حين استخدم ترامب تهديد رفع الرسوم الجمركية على البلدين كأداة ضغظ لإقناعهما بوقف خمسة أيام من القتال الذي أودى بعشرات القتلى وأدى إلى نزوح مئات الآلاف.
تشمل المرحلة الأولى من الاتفاق إطلاق سراح تايلاند 18 جندياً كمبودياً وإزالة الأسلحة الثقيلة من المنطقة الحدودية، كما تقرر نشر قوات ماليزية لضمان عدم تجدد القتال. وتمتد المناطق المتنازع عليها على طول حدود بطول نحو 800 كيلومتر بين تايلاند وكمبوديا، وهي نزاعات متجذرة تعود لعقود.
صفقات اقتصادية منفصلة
عقب توقيع هدنة، وقع ترامب أيضاً اتفاقات اقتصادية منفصلة مع كمبوديا وتايلاند، تضمنت اتفاق تعاون تجاري متبادل مع بنوم بنه واتفاقاً حول المعادن الحرجة مع بانكوك. وأشاد أنور إبراهيم بالاتفاق خلال كلمته الافتتاحية للقمة، قائلاً إن «المصالحة ليست تنازلاً بل فعل شجاع».
التحفظ التايلاندي
من سا كايو، قال مراسل القناة إن الاتفاق الموقع يوم الأحد يعزّز في جوهره «اتفاقات سبق أن أُبرمت». وأضاف أن القوات الماليزية كان مقررًا أن تنتشر بموجب اتفاقية السلام الأولى التي نُوقشت في يوليو، لكنها لم تصل بعد. ورغم ترحيب التايلانديين بأي خطوة نحو السلام، وصف كثيرون الاتفاق بأنه «بداية النهاية» للصراع لا حله الكامل بحد ذاته.
«الشيطان يكمن في التفاصيل»، قال المراسل، مشيراً إلى أن الجيش التايلاندي يعمل على تطهير بعض المناطق الحدودية المتنازع عليها، بينما شيدت بعض القرى ملاجئ جديدة لقنابلها خلال الأسابيع الأخيرة. لذلك يظل السكان هنا قلقين من أن تتطور الأوضاع في أي من الاتجاهين.