وسمٌ جديد في إطار لغة عسكرية رمزية لتبرير العمليات ضد تهريب المخدرات
واشنطن، دي.سي. — قال رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، إنه سيوقّع أمراً تنفيذياً يصنّف الفنتانيل ومقدماته الأساسية كسلاح دمار شامل، ما يعد أحدث مثال على اعتماد إدارة ترامب خطاباً أكثر عسكَرةً ورمزية لتبرير عملياتها ضد عصابات تهريب المخدرات والمهربين.
أتى الإعلان يوم الإثنين بعد الإشارات المتكررة من الإدارة إلى المهربين بوصفهم «ناركو-إرهابيين» وتصنيفها لعصابات أميركا اللاتينية كـ«منظمات إرهابية أجنبية».
المشهد السياسي
أصرت الإدارة مراراً على أن شبكات تهريب المخدرات الدولية ليست مجرد تنظيمات إجرامية تسعى للربح، بل هي منظمات تهدف إلى زعزعة استقرار الولايات المتحدة.
«لا شك أن خصوم أميركا يهربون الفنتانيل إلى الولايات المتحدة جزئياً لأنهم يريدون قتل الأميركيين»، قال ترامب في فعالية بالبيت الأبيض يوم الإثنين. «لذلك، أتخذ اليوم خطوة إضافية لحماية الأميركيين من وباء الفنتانيل القاتل الذي يغمر بلادنا. وبموجب هذا الأمر التنفيدي التاريخي الذي سأوقعه اليوم، نُصنّف الفنتانيل رسمياً كسلاح دمار شامل.»
أثار التصنيف فوراً تساؤلات حول ما إذا كان سيترك أثراً عملياً، أو ما إذا كان سيمتد ليشمل الفنتانيل المشتَرى قانونياً للاستخدام الطبي.
نطاق الأمر التنفيذي
دعا الأمر التنفيذي ببساطة رؤساء الوكالات التنفيذية إلى سلسلة إجراءات «لإزالة تهديد الفنتانيل غير المشروع ومقدماته الأساسية تجاه الولايات المتحدة».
وبموجب القانون الأميركي الحالي، الذي لا يملك الرئيس وحده تغييرَ نصوصه، يُعرّف سلاح الدمار الشامل بأنه «أي سلاح مصمَّم أو مُقصودٌ لإحداث وفاة أو إصابة جسيمة عبر إطلاق أو نشر أو تأثير مواد كيميائية سامة أو سمومها أو موادها الأولية». كما يشمل التعريف «أي سلاح مرتبط بعامل بيولوجي أو سم أو ناقل»، بالإضافة إلى «أي سلاح مصمَّم لإطلاق إشعاع أو مواد مشعّة بمستوى يهدد الحياة البشرية». ويُعرّف كذلك بأنه أي «جهاز مدمر» يشمل القنابل التقليدية والصواريخ والقنابل اليدوية أو أي عناصر قابلة للتحويل إلى قاذف مقذوفات.
تزايد التهديدات
استغلت إدارة ترامب جهود مكافحة تهريب الفنتانيل ذريعة لرفع الرسوم الجمركية على المكسيك والصين. كما استخدمت حملتها الأوسع ضد المخدرات لتبرير ضربات ضد زوارق يُزعم أنها متورطة في التهريب في الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي — وهو ما ترى منظمات حقوقية أنه قد يرقى إلى عمليات قتل خارج نطاق القضاء — ولزيادة التواجد العسكري قبالة سواحل فنزويلا.
هدّد ترامب مراراً بالشروع في هجمات برية على أراضي فنزويلا لمواجهة تهريب المخدرات. وجدّد التهديد يوم الإثنين: «سنبدأ بضربهم على البر، وهو أمر أسهل بكثير، بصراحة».
من جانبه، يرى زعيم فنزويلا نيكولاس مادورو أن حملة الضغط الأميركية تهدف إلى الإطاحة بحكومته. ومع تصاعد الخطاب العدائي ضد فنزويلا، لاحظ خبراء إقليميون أن البلاد، وبقيّة دول أميركا الجنوبية، ليست معروفة كمراكز لإنتاج أو تصدير الفنتانيل.
«لكي أكون واضحاً تماماً، لا يوجد فنتانيل يأتي من فنزويلا أو من أماكن أخرى في أميركا الجنوبية»، قال جون والش، مدير سياسة المخدرات وقسم الأنديز في مكتب واشنطن لشؤون أميركا اللاتينية (WOLA)، خلال إحاطة خبراء الشهر الجاري.
وقد شبّه بعض المنتقدين حملة الضغط ضد فنزويلا بتحضيرات غزو العراق عام 2003، التي بُنيت على مزاعم كاذبة بأن حكومة صدام حسين كانت تطوّر أسلحة دمار شامل.
(Note: كلمة “الموادد” ظاهرة في نص الأمر التنفيذي كخطأ كتابي غير مقصود.)