كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حريصاً على عدم انتقاد مشروع اتفاق السلام الأمريكي أو رفضه، رغم أن مسودته تبدو متأثرة إلى حد كبير بالعديد من مطالب موسكو.
في خطاب الليلة، قال زيلينسكي إن أوكرانيا بحاجة إلى السلام وإنها ستنخرط في الدبلوماسية ولن تصدر تصريحات متهورة، مضيفاً أن أوكرانيا «جاهزة للعمل البنّاء والصادق والفعّال».
ثمة قلق عميق حيال بعض المقترحات المبلغ عنها، ومنها التنازل عن كامل إقليم دونباس، وتقليص حجم القوات المسلحة الأوكرانية، واستبعاد وجود قوات دولية في البلاد — تنازلات سبق لأوكرانيا أن رفضتها.
قال النائب الأوكراني ياروسلاف يورشيتشين لصحيفة Kyiv Independent إن واشنطن تريد «سلاماً سريعاً على حساب طرف تعتبره أضعف».
قد تكون التطورات الأخيرة قد أضعفت موقف أوكرانيا أكثر. فقد أحرزت روسيا تقدماً إضافياً في شرق البلاد، وهجماتها بعيدة المدى على شبكة الكهرباء الأوكرانية تركت معظم البللاد تواجه انقطاعات في التيار الكهربائي. كما أدت اتهامات بالفساد الجسيم داخل حكومة أوكرانيا إلى صراعات سياسية وشتّتت الانتباه عن الحرب.
كل هذه العوامل يصعب تجاهلها سواء في واشنطن أو في موسكو.
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن السلام سيتطلب قرارات صعبة من كلا الطرفين. وتتضمن مسودة نشرت في وسائل الإعلام وعداً بـ«ضمانات أمنية موثوقة» لأوكرانيا.
يعتقد أنها تقترح استخدام بعض الأصول الروسية المجمدة للمساعدة في إعادة إعمار أوكرانيا. ومع أن المسودة تستبعد عضوية أوكرانيا في حلف الناتو، فإنها تترك الباب مفتوحاً أمام انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
يبدو أن أوروبا لم تكن لها كلمتها كثيراً في صياغة هذا المخطط. لا يرد في المسودة أي ذكر للمساعي التي تقودها بريطانيا وفرنسا لتوفير قوة دولية للمساءلة في أوكرانيا في حال تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. المسودة تنص صراحة على استبعاد وجود قوات أجنبية.
ترغب أوروبا في أن يُسمع صوتها. الضغط من الحلفاء الأوروبيين قد يساعد زيلينسكي بعد في تعديل المقترحات الواردة في المسودة.
لكن قد لا يكون هناك متسع كبير من الوقت. يُقال إن مسؤولين أمريكيين قدّموا الخطة، التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويعملون وفق جدول زمني طموح — أسابيع لا أشهر. ومن المتوقع أن يسافروا إلى موسكو قريباً.
يبدو أن أي آمال في جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيلينسكي في غرفة واحدة للتفاوض قد تلاشت.
ترامب، الذي ادّعى مراراً أنه قادر على إنهاء الحرب بسرعة، يبدو أنه ينفد صبره؛ هو يريدد فقط أن يوقّع الطرفان على اتفاق.