تستعد إسرائيل لاستلام جميع الرهائن الأحياء من غزة يوم الإثنين

توقُّع استلام جميع الرهائن الأحياء صباح الاثنين

تقول حكومة اسرائيل إنها تتوقع استلام بقية رهائنها الأحياء من غزة في ساعات الفجر المبكِّرة من يوم الاثنين، في خطوة أساسية ضمن وقف إطلاق النار الجاري. وأوضحت المتحدثة باسم الحكومة شوش بيدروسيان، يوم الأحد، أن اسرائيل تتوقع أن يُعاد جميع الرهائن العشرين الأحياء معاً في الساعات الأولى من صباح الاثنين.

نقطة التسليم والإجراءات الطبية

كما جرت في تبادلات سابقة خلال الحرب التي استمرت عامين، سيُسلَّم الرهائن أولاً إلى الصليب الأحمر، الذي سينقلهم إلى قاعدة عسكرية اسرائيلية داخل غزة لإجراء فحوص طبية أولية قبل أن يُنقلوا إلى اسرائيل للقاء ذويهم. وبعد اكتمال هذه العملية، ستبدأ اسرائيل في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، بحسب بيدروسيان، مشيرة إلى أنهم سيُفرَج عنهم «بمجرد تأكيد اسرائيل أن جميع رهائننا الذين من المقرر إطلاق سراحهم غداً عبروا الحدود إلى داخل اسرائيل».

إطلاق سراح أسرى وقيود في الضفة

بموجب شروط وقف إطلاق النار، من المقرر أن تُفرِج اسرائيل عن نحو ألفي فلسطيني محتجز لديها، كثيرون منهم بدون توجيه تهم. وتشمل القوائم 250 أسيراً محكوماً عليهم بالسجن المؤبد. وقالت اسرائيل إن الزعيم الفلسطيني المسجون مروان البرغوثي، الذي طالبت فلسطين بإطلاق سراحه طويلاً، لن يكون ضمن المفرَج عنهم. وسيُفرَج عن عدد من المحتجزين في الضفة الغربية المحتلة، حيث طُلب من ذويهم تجنّب الاحتفالات أو التحدث إلى وسائل الإعلام.

استلام جثث القتلى

وأضافت بيدروسيان أن اسرائيل تستعد أيضاً لتسلُّم جثث 28 رهينة تأكد وفاتهم أثناء الاعتقال.

«عرض ترامب»

تأتي عملية التبادل المقرَّرة بعد ثلاثة أيام من موافقة الحكومة الاسرائيلية على المرحلة الأولى من صفقة تهدف إلى إنهاء الحرب على غزة، وذلك تزامناً مع زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قاد الاتفاق، إلى اسرائيل قبيل قمةٍ ستُنظَّم في مصر. وقالت مراسلة الجزيرة نور عودة من عمان إن «الحدث هو عرض لترامب»، مرجعة ذلك إلى أن ترامب سيلتقي عوائل الرهائن، سيلقي كلمة أمام الكنيست، ثم يتجه إلى شرم الشيخ حيث دعا قادة أكثر من عشرين دولة.

يقرأ  محكمة بريطانية تسقط تهمة الإرهاب عن فرقة «كنيكاب» لأسباب إجرائية

الانسحاب الجزئي والدمار في غزة

كجزء من الاتفاق الذي قاده ترامب، انسحبت قوات اسرائيل من أجزاء من غزة، بما في ذلك مدينة غزة ومناطق شمالية أخرى، وإن كانت لا تزال تسيطر على أكثر من نصف أراضي القطاع. وعند عودتهم إلى مناطق القتال التي نزحوا عنها، وجد الفلسطينيون دماراً واسع النطاق — «أراضي قاحلة» حيث كانت أحياؤهم تقف سابقاً، بحسب تقرير إبراهيم الخليلي من مدينة غزة.

المساعدات الإنسانية وبطء التوزيع

بدأت المساعدات الإنسانية بالتدفّق إلى القطاع ضمن وقف إطلاق النار، مع وصول عشرات الشاحنات يوم الأحد، لكن التوزيع لا يزال بطيئاً بالنسبة لسكانٍ عانوا شهوراً من الحرمان الشديد، وفق مراسلة الجزيرة هند الخضري. وقالت: «الناس لا ينتظرون الغذاء فقط، بل ينتظرون الخيام والملاجئ المتنقلة والألواح الشمسية والمعدات والأدوية الطبية التي هم بأمسّ الحاجة إليها — أشياء كانت غائبة إلى حدّ كبير خلال عامين». وأضافت أن معظم الناس فقدوا مدخراتهم، ولا وصول لهم إلى الحسابات البنكية، ويعتمدون كلية على المساعدات الإنسانية للبقاء.

قمة غزة في مصر

من المقرّر أن تُعقَد قمة غزة يوم الاثنين في شرم الشيخ برئاسة مشتركة لترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ومن المتوقع أن تحضرها أكثر من عشر دول، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس تركيا رجب طيب أردوغان. وعلى الرغم من إعلان كل من اسرائيل وحماس عدم مشاركتهما، وصفت القاهرة القمة بأنها «تاريخية» وتهدف «لإنهاء الحرب في قطاع غزة وتعزيز الجهود لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط». وقالت مصر إن «وثيقة لإنهاء الحرب في قطاع غزة» من المتوقع أيضاً أن تُوقّع خلال القمة.

«العمل الشاق» المقبل

رغم تقدم وقف إطلاق النار، لا تزال تفاصيل كثيرة في المرحلة الثانية من الاتفاق بحاجة إلى التفاوض، بما في ذلك التشكيل الدقيق لإدارة ما بعد الحرب في غزة ومصير حماس. ومن المتوقع أن تشمل المرحلة الثانية انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً، ونزع سلاح حماس، وإقامة ترتيبات أمنية وإدارية جديدة، وإجراءات إعادة إعمار. وأوضح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر عدنان هياجنة أن «بعد اليوم الكبير غداً لترامب، وبعد إطلاق سراح الرهائن، يبدأ العمل الشاق. إذا نظرت إلى وضع غزة، فالأمر أشبه بزلزال… لا حكومة هناك. لا مدارس. لا شيء تقريباً».

يقرأ  عباس عراقجي يحذر أوروبا من نهج «متهور» تجاه الاتفاق النووي

اعتراف أميركي بصعوبة الطريق نحو الاستقرار

على نحو مماثل بدا نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، يوم الأحد، واعياً بأن الطريق إلى الاستقرار سيكون صعباً، قائلاً لقناة سي بي إس الأميركية: «سيستلزم الأمر استخدام نفوذ مستمر وضغط مستمر من الرئيس الأميركي نزولاً إلى مستوى المؤسسات المعنية».

أضف تعليق