ألغت الحكومة التشادية اتفاقها مع منظمة لحماية الطبيعة تثير جدلاً واسعاً، ويَتَواجد في مجلس إدارتها دوق ساسكس، الأمير هاري.
واتهمت وزارة البيئة المنظمة الخيرية African Parks بأنها فشلت في كبح موجة الصيد الجائر، فألغت التكليف الذي امتد لخمسة عشرعاماً لإدارة موقعين محميين في البلاد.
وقالت الوزارة إن المنظمة أظهرت سلوكاً متعجرفاً ومهيناً تجاه السلطات، وامتنعَت عن التعاون الكامل مع الجهات الحكومية.
من جهتها، قالت African Parks إنها “باشرت محادثات مع الوزارة لفهم موقف الحكومة واستكشاف أفضل السبل للمضي قدماً لدعم الحماية المستمرة لهذه المساحات الحيوية للحفاظ على الطبيعة”.
تتولى African Parks، التي شغل فيها الأمير هاري سابقاً منصب الرئيس ويجلس الآن في مجلس إدارتها، الإشراف على محميتين في تشاد: محمية إنّدي الطبيعية والثقافية، والنظام الإيكولوجي الأكبر لزاكوما الذي يضم منتزهَي زاكوما وسينيكا-مينيا الوطنيين.
وكانت هاتان المحميتان من بين 22 متنزهاً وطنياً ومناطق محمية تديرها المنظمة في 12 دولة أفريقية.
ويُعدّ هذا التوتر أحدث فضيحة تلاحق المنظمة؛ فقد اعترفت في وقت سابق من هذا العام بأن موظفين في منتزه كانت تديره في جمهورية الكونغو اعتدوا على أفراد من المجتمع المحلي، كما رفضت نشر تقرير مستقل يوثق تلك الانتهاكات.
وأبلغت المنظمة غير الربحية بقرار الحكومة “أحادي الجانب” يوم الاثنين برسالة رسمية من وزير البيئة حسن بخيت دجاموس.
وحملت الوزارة التشادية إعادة تفشّي الصيد الجائر في منتزهاتها إلى نقص الاستثمار من جانب المنظمة الخيرية.
وتأسست African Parks عام 2000 بهدف حماية المتنزهات الوطنية في أفريقيا وتعزيز جهود الحفظ، لا سيما في دول تواجه صعوبات بسبب الفقر والنزاع. وتُدير المنظمة أكثر من عشرين مليون هكتار من المناطق المحمية، وتسعى إلى جعل كل متنزه “مستداماً بيئياً واجتماعياً ومالياً على المدى الطويل”.
وقد ارتبط الأمير هاري بالمنظمة منذ 2016. وفي 2023، وبعد قضائه ست سنوات في منصب الرئاسة، أصبح عضواً في مجلس الإدارة، الهيئة الحاكمة للمنظمة.
ويذكر موقع African Parks أسماء عدد من المانحين البارزين، من بينهم الاتحاد الأوروبي، وروب والتون وريث ثروة وولمارت، وهوارد بافيت نجل وورين بافيت. وفي تقريرها السنوي لعام 2023 أفادت المنظمة أن تمويلاً سنوياً تجاوز 500,000 دولار (نحو 375,000 جنيه إسترليني) أُوفِدَ من قبل بعض المانحين.
وتعدّ خطوة الحكومة التشادية ضربة جديدة لمساعي الأمير هاري الخيرية، بعد أن تنحّى في وقت سابق من هذا العام عن دور الراعي في منظمة “سنتيبالي” التي أسسها لمساعدة الأطفال اليتامى نتيجة الإيدز في بوتسوانا وليسوتو. جاء ذلك عقب صراع إداري علني مع رئيسة المجلس، الدكتورة صوفي تشانداوكا.