تصاعد التوتر بين باكستان وأفغانستان مع قرب انقضاء الهدنة

انفجار انتحاري بسيارة يهز خيبر بختونخوا مع تضارب تقارير عن عرض قطري لاستضافة محادثات سلام

تتصاعد حدة التوتر بين باكستان وأفغانستان على خلفية تقارير عن هجوم حدودي عنيف استهدف قوات باكستان، مع اقتراب انتهاء هدنة هشة بين الجارين والليْنَتين اللتين كانت تربطهما علاقة تحالف سابقة.

دخلت هدنة مدتها 48 ساعة حيز التنفيذ هذا الأسبوع بعد أيام من تبادل الهجمات الدامية عبر الحدود، ومن المقرّر أن تنتهي عند الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش يوم الجمعة. ومع اقتراب مهلة الهدنة، أعلن مسؤول شرطي باكستاني أن انتحارياً يقود سيارة مفخخة، مدعوم من قبِل حركة طالبان باكستان (TTP)، استهدف معسكراً عسكرياً في مدينة مير علي بمنطقة شمال وزيرستان، في إقليم خيبر بختونخوا.

تباينت الروايات بشأن الخسائر الناتجة عن الهجوم. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن المسؤول أن ثلاثة مقاتلين قُتلوا في اشتباك عنيف، من دون أن تُسجل إصابات في صفوف القوات العسكرية. في المقابل، نقلت رويترز عن مسؤولين أمنيين باكستانيين، طالبوا بعدم الكشف عن هويتهم، أن سبعة جنود باكستانيين قتلوا بعدما انقضّ مقاتل بسيارة محمّلة بالمتفجرات على سور معسكر عسكري بشمال وزيرستان، وأن مقاتلين آخرين قُتلا أثناء محاولتهما اقتحام المنشأة، وأُصيب ما لا يقل عن 13 شخصاً.

وأفادت قناة Geo News بأن أربعة مهاجمين من TTP قُتلوا في هجوم انتحاري على معسكر عسكري بشمال وزيرستان، ونقلت عن مصادر أمنية أن القوات لم تُسجّل خسائر على صعيد العنصر البشري. الجيش الباكستاني لم يُدْلِ بتصريح فوري بشأن الحادث.

اشتباكات دموية

الهدنة، التي فُرضت يوم الأربعاء، أوقفت مؤقتاً أعنف المواجهات بين الجارتين منذ 2021، عندما استلمت طالبان السلطة في أفغانستان عقب انسحاب القوات الأميركية وحلف الناتو. والصراع، الذي يهدد زعزعة استقرار منطقة تحاول فيها تنظيمات مثل داعش والقاعدة إعادة التمركز، اندلع بعد مطالبة إسلام أباد كابول بكبح جماح مقاتلين كثفوا هجماتهم داخل باكستان ويُزعم أنهم يتحركون من ملاذات داخل أفغانستان.

يقرأ  طالبان الأفغانية تؤكد تنفيذ هجمات «انتقامية» على الحدود مع باكستان

تنفي حركة طالبان هذه الاتهامات وتردّ بأن الجيش الباكستاني يروّج لمعلومات مضللة عن أفغانستان، مما يفاقم التوترات الحدودية، وأنه يوفر ملاذات لمقاتلين تهدف إلى تقويض استقرار وسيادة أفغانستان.

ذكرت تقارير إعلامية أن قطر عرضت استضافة محادثات سلام في الدوحة، لكن عرض الدوحة لم يؤكد رسميًا من قبل أي من الحكومتين. وقال كمال حيدر، مراسل الجزيرة من بيشاور، إن هناك “حديثاً عن اجتماع في الدوحة … دول صديقة تبذل جهوداً لتمديد الهدنة”، ووصف الوضع على الحدود بأنه “متوتر” محذراً من أن باكستان أكدت أن المسألة ستبقى في وضع هش وقد تتصاعد في أي لحظة ما لم تتناول الجانب الأفغاني مخاوفها.

من جهة أخرى، أفادت حكومة طالبان الأفغانية يوم الخميس أن باكستان شنت هجومين بطائرات مسيّرة على كابول في اليوم السابق مباشرة لبدء سريان الهدنة؛ وأبلغ أطباء وكالة الأسوشيتد برس بمقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات. وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان أن 37 مدنياً قُتلوا وأُصيب 425 آخرون في أفغانستان نتيجة الاشتباكات عبر الحدود هذا الأسبوع. ولم تُصدر باكستان إحصاءً لعدد الضحايا المدنيين على جانبها من الحدود.

وفي وقت لاحق يوم الخميس، نقلت صحيفة Dawn عن جناح العلاقات العامة في الجيش الباكستاني (ISPR) أن 34 “إرهابياً مدعومين من الهند” من مجموعة وصفتها الحكومة بـ«فتنة الخوارج» — وهو المصطلح الذي تستخدمه السلطات للإشارة إلى TTP — قُتلوا خلال عمليات متعددة في إقليم خيبر بختونخوا على مدار الأسبوع، في وقت لا تزال فيه المعطيات الميدانية متغيّرة والموقف مستمرر بالتطور.