تصاعد الضغوط على حكومة ميلوني — احتجاجات غزة تشلّ إيطاليا

مئات الآلاف يحتجون في إيطاليا تضامناً مع «قافلة الصمود»

خرجت مئات آلاف الأشخاص إلى الشوارع في أنحاء إيطاليا اليوم في إطار إضراب عام واسع تضامناً مع «قافلة الصمود العالمية» التي اعترضتها إسرائيل هذا الأسبوع أثناء محاولتها إيصال مساعدات إلى سكان غزة. دعا الإضراب عدد من النقابات العمالية احتجاجاً على ما وصفته بـ«حصار وإبادة جماعية»، بحسب بيان الكونفدرالية العامة للعمل في إيطاليا (CGIL) على منصة إكس.

شارك في الاحتجاجات أكثر من مليوني شخص يوم الجمعة بعد أن دعت نقابات عدة للإضراب دفاعاً عن القافلة التي كانت تقلّ نحو 40 مواطناً إيطالياً، وللمطالبة بوقف «آلة الحرب». وذكر تقرير لصحيفة لا ستامبا أن التحرك شمل القطاعين العام والخاص، مع توقف حركة القطارات والطائرات ومترو الأنفاق والحافلات، واغلاق مؤسسات صحية ومدارس. أقدم المتظاهرون على إغلاق طرق سريعة قرب بيزا وبيسكارا وبولونيا وميلانو، كما أُقفِل مدخل ميناء ليفورنو.

قالت الشرطة لوكالة فرانس برس إن أكثر من 80 ألف شخص تظاهروا في ميلانو، حيث امتلأت الشوارع ببحر من المتظاهرين الذين هتفوا ولوّحوا بالأعلام الفلسطينية حاملين لافتة ضخمة كتب عليها: «حرروا فلسطين، أوقفوا آلة الحرب».

وقال ماوريتسيو لانديني، زعيم CGIL، لوكالة رويترز: «هذا ليس مجرد إضراب اعتيادي. نحن هنا اليوم للدفاع عن الأخوة بين الناس والشعوب، لإعادة الإنسانية إلى المركز، لنقول لا للإبادة ولا لسياسة التسليح».

من روما، أبلغت مراسلة الجزيرة ميلينا فيسيلينوفيتش أن الحضور شمل «أناساً من خلفيات مختلفة: طلاباً، ومتقاعدين، وعائلات بأطفال صغار أيضاً».

توقعات بحشد كبير غداً في روما

تُعقد غداً تظاهرات ضخمة في روما، التي سجّلت CGIL فيها مشاركة نحو 300 ألف شخص يوم الجمعة، مع انطلاق جموع غفيرة من ساحة بيازالي أوستينزي في الساعة 14:30 بالتوقيت المحلي. وقالت مايا عيسى، قيادية حركة الطلاب الفلسطينيين، لصحيفة لا ريبوبليكا: «اليوم كنا مئات الآلاف. غداً من أجل فلسطين يجب أن نكون مليوناً».

يقرأ  عرض اليوم — خصم ١٥٪ على مستحضرات التجميل من NARS

قال أندريا ديسي، أستاذ مساعد في العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بروما، للجزيرة إن الحكومة الإيطالية «فُوجئت وتائهة تكتيكياً». ورغم إعلان رئيسة الوزراء غورجا ميلوني هذا الأسبوع أن إيطاليا ستعترف بدولة فلسطينية في حال تحرير الرهائن الإسرائيليين وإقصاء حماس عن الحكم المستقبلي، فإن المتظاهرين رأوا أن دعم ميلوني يجب أن يكون بلا شروط، وفق ديسي.

أضاف ديسي: «أتوقع أن يستمر الضغط ويتصاعد. نتوقع مسيرة كبرى غداً في روما، مع وصول ناشطين ومواطنين من أنحاء إيطاليا». وتشمل مطالبهما إطلاق سراح الإيطاليين المتبقين من القافلة، والاعتراف الفوري والداعم بلا شروط بدولة فلسطينية، وفرض عقوبات أكثر جدية على إسرائيل بسبب حربها على غزة.

من جهتها، أشارت مراسلة الجزيرة إلى أن الحكومة اليمينية الإيطالية من غير المرجح أن تستسلم للضغوط، لأن إيطاليا حليف مهم لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، لاحظت المصادر أن لهجة الحكومة قد تشددت قليلاً في الأشهر الأخيرة تجاه مسؤولي تل أبيب بسبب أحداث مثل هذا الاحتجاج.

الحكومة والبرلمانيون المحتجزون

انتقدت الحكومة الإضراب، وقالت ميلوني إن بعض المشاركين استغلوا الاحتجاجات للحصول على عطلة أسبوع أطول. وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أن إسرائيل أفرجت عن أربعة نواب إيطاليين من بين 40 شخصاً احتجزوا من القافلة؛ وهم نائبان في البرلمان الإيطالي واثنان في البرلمان الأوروبي، وكان من المقرر أن يصلوا إلى روما يوم الجمعة.

ردود فعل عالمية

شهدت احتجاجات تضامناً مع القافلة الإنسانية التي شارك فيها شخصيات بارزة مثل الناشطة المناخية غريتا تونبرغ وعدد من السياسيين، امتداداً عبر قارات عدة يوم الخميس من أوروبا إلى أستراليا وأمريكا الجنوبية. في برشلونة، حيث انطلقت القافلة، احتشد نحو 15 ألف متظاهر مرددين شعارات مثل «غزة ليست وحدها» و«قاطعوا إسرائيل» و«حرية لفلسطين». من بين الذين تم اعتراضهم في البحر عمدة برشلونة السابقة آدا كولاو، التي قد تواجه الآن الترحيل، إلى جانب ناشطين آخرين من بينهم حفيد نيلسون مانديلا.

يقرأ  الدانمارك تستدعي كبير الدبلوماسيين الأمريكيين على خلفية مزاعم بعملية نفوذ

قال منظمو القافلة على تيليغرام إن القوات البحرية الإسرائيلية «اعترضت بشكل غير قانوني جميع سفننا الأربعين – كل منها تحمل مساعدات إنسانية ومتطوعين والعزم على كسر الحصار البحري غير القانوني على غزة». وأضافوا أن آخر سفن القافلة، المسماة مارينيت، اعترضت صباح ذلك اليوم.

وأفادت الشرطة الإسرائيلية لوكالة فرانس برس أن أكثر من 470 من المشاركين «نُقلوا إلى حجز الشرطة العسكرية وخضعوا لفحوصات مشددة ثم نُقلوا إلى إدارة السجون». ومن بين المحتجزين أكثر من 20 صحفياً، حسب مراسلين بلا حدود، بينهم مراسلون من الجزيرة وإل باييس الإسبانية وRAI الإيطالية.

أشاد الجيش الإسرائيلي ببحرية بلاده على ما وصفه بإحباط محاولة تسلل جماعية، متهماً القافلة بمحاولة انتهاك «الحصار البحري المشروع» قرب غزة. وقال بيان عسكري إنه خلال عملية استمرت نحو 12 ساعة في يوم كيبور تمكنت القوات البحرية من إحباط محاولة دخول واسعة لنحو مئات الأفراد على متن 42 زورقاً.

إلا أن منظمات حقوقية وسياسيين، ومن بينهم مقرّرة الأمم المتحدة السابقة فراتشيسكا ألبانيز، اعتبروا أن اعتراض القافلة كان غير قانوني.

احتجاجات داخل إسرائيل

في إسرائيل نفسها، نفّذ متظاهرون يوم الجمعة إغلاق طريق يؤدي إلى قطاع غزة ونظموا اعتصاماً مطالبين بالسماح بدخول المساعدات التي صادرتها السلطات من القافلة إلى الأراضي الفلسطينية. لم ترسل النص المراد إعادة صياغته وترجمته. الرجاء لصق النص هنا لأتمكن من المتابعة.

أضف تعليق