تصدّر ائتلاف رئيس الوزراء السوداني نتائج الانتخابات البرلمانية

بدون حصول أي كتلة على أغلبية واضحة، سيتطلب تشكيل الحكومة المقبلة سلسلة من التنازلات والمفاوضات المكثفة بين أقوى الأحزاب والكتل.

أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فوز تحالف يقوده رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني في الانتخابات البرلمانية، بعد أن نال تحالف الاعمار والتغيير نحو 1.3 مليون صوت في اقتراع الثلاثاء، بفارق يقارب 370 ألف صوت عن أقرب منافس له.

ورحّب السوداني بمعدل المشاركة الذي بلغ نحو 56 في المئة، واعتبره «دليلاً واضحاً على نجاح آخر» وتجسيداً لـ«استعادة الثقة بالنظام السياسي». لكن الاستحقاق شابته موجة إحباط بين ناخبين أنهكهم الانقسام السياسي والاقتصادي ورؤيتهم أن الانتخابات وسيلة لإعادة توزيع ثروات النفط بين الجهات التقليدية.

تراجع الإقبال بشكل ملحوظ في محافظات مثل بغداد والنجف، بعد دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره لمقاطعة ما وصفه بـ«الانتخاب المعيب»، فيما حافظ المرشحون الشيعة والسنة والأكراد على مكاسبهم في المحافظات التي تشكل أغلبية لكل منهم، باستثناء مفاجآت محلية مثل نينوى حيث حل الحزب الديمقراطي الكردستاني في صدارة المقاعد، وفي ديالى غاب المرشحون الأكراد تماماً للمرة الأولى منذ 2005.

لا يملك أي حزب في البرلمان المؤلّف من 329 مقعداً قدرة على تشكيل حكومة منفرداً، ما يعني أن التكليف بتشكيل الإدارة يتطلب تحالفات تقود غالباً إلى جولات تفاوضية طويلة ومعقّدة قد تستمر لأشهر. وتذكّر التجربة السابقة في 2021، عندما حصل زعيم التيار الصدري على أكبر كتلة ثم انسحب من البرلمان إثر خلاف مع أحزاب شيعية رفضت دعمه لتشكيل الحكومة.

وقال المراسل علي هاشم من بغداد إن «لا فصيل سياسي خلال العشرين سنة الماضية تمكن من حيازة أغلبية مطلقة تسمح لكتلة واحدة بتسمية رئيس الوزراء»، وأن النتيجة ستقود بالضرورة إلى جولات جديدة من المساومات والتحالفات.

يقرأ  الانتخابات المرتقبة لن تسهم في استقرار سوريا— آراء

تمثل هذه الانتخابات السادسة منذ غزو قادته الولايات المتحدة عام 2003 الذي أطاح بصدام حسين، وفتح الباب أمام حرب طائفية وظهور تنظيم داعش وتدهور بنية الدولة ومرافقها. والرئيس المكلف لاحقاً سيواجه مطالب شعبية ملحة بتوفير فرص عمل وتحسين التعليم والصحة، إلى جانب تحدٍ كبير يتمثل في مكافحة الفساد وسوء الإدارة. كما سيضطر للمحافظة على توازن دقيق بين نفوذ حلفاء العراق الإقليميين والدوليين، إيران والولايات المتحدة، في ظل تحوّلات إقليمية متسارعة ومعقّدة.

أضف تعليق