مدير بيانات الجمهور في وزارة الداخلية الكورية الجنوبية قال إن الوصول إلى قاعدة بيانات الهوية الوطنية استُعيد قبل دخول نظام الإعفاء من التأشيرة الخاص بالسياح الصينيين حيز التنفيذ، وهو ما يناقض منشورات تُروّج لنظريات مؤامرة تزعم أن الانقطاع أتاح لهم التهرب من حظر فتح حسابات هاتفية. المسؤول ووزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات يؤكدان أن العطل المؤقت لم يلغِ المتطلب القانوني لمشغّلي الاتصالات بالتحقق من رقم الهوية الوطنية أو رقم تسجيل الأجانب.
في 11 أكتوبر نشرت الناشطة المقيمة في الولايات المتحدة تارا O منشوراً على منصة إكس نشر فيه ادعاءات كانت قد روّجت سابقاً لمزاعم عن نفوذ سياسي صيني مفترض في كوريا الجنوبية. جاء في منشورها: «لم يعد رقم الهوية مطلوباً لفتح حساب هاتف محمول في كوريا الجنوبية بسبب حريق في NIRS (مركز البيانات). لذا كل هؤلاء الصينيين القادمين دون تأشيرة يمكنهم الحصول على هواتف. ما الذي قد يَسوء؟»
نقل منشورها منشور إكس آخر قال إن أنظمة التحقق من الهوية تعطلّت، وأن المتاجر تلقّت تعليمات «تفعيل الهاتف أولاً والتحقق لاحقاً»، ما سمح — بحسب الادعاء — باستخدام «بطاقات هوية مزوّرة أو منتهية الصلاحية أو تالفة» بصورة قانونية. وصف المنشور ذلك بـ«يوم الهواتف المؤقتة القانوني» وادّعى أنه تزامن مع بدء برنامج دخول دون تأشيرة للسياح الصينيين.
التقاط صورة للشاشة للمنشور المزيف أُجري في 13 أكتوبر 2025، وأضافت وكالة فرانس برس عليها شعار إكس باللون الأحمر.
شهدت كوريا الجنوبية ارتفاعاً في المشاعر المعادية للصين منذ محاولة الرئيس السابق يون سوك يول إعلان الأحكام العرفية وفشله وما تلاها من إجراءات عزله. وكالة فرانس برس سبق وأن فندت منشورات أخرى ادّعت خطأً أن السياح الصينيين يمكنهم دخول البلاد دون أي متطلبات هجرة.
ظهرت ادعاءات تفيد بأن انقطاع مركز البيانات سمح للسياح المعفيين من التأشيرة بإنشاء «هواتف مؤقتة» لاستخدامات غير قانونية مثل الاتجار بالمخدرات على منصات مثل ثريدز وفيسبوك. هذه الادعاءات انتشرت بعد حريق 26 سبتمبر في «هيئة الموارد المعلوماتية الوطنية» (NIRS) في دايجون، الذي عطّل أجزاء من شبكة بيانات الحكومة بما في ذلك الوصول إلى قاعدة بيانات الهوية الوطنية.
بموجب قانون أعمال الاتصالات، على مشتركي الهاتف في كوريا الجنوبية إثبات هويتهم بوثيقة رسمية مثل بطاقة التسجيل السكني، رخصة القيادة، جوازسفر، أو بطاقة تسجيل الأجانب. وقد وُضع نظام التحقق بالاسم الحقيقي هذا لكبح الضِّلاع والجرائم المتعلقة بالهواتف، وضمان ربط كل حساب محمول بهوية قابلة للتحقق.
الزائرون قصيرو الأمد والسياح المعفون من التأشيرة يستطيعون استخدام شرائح SIM مسبقة الدفع، لكن لا يمكنهم فتح حسابات هاتفية دائمة، إذ إن الحق في فتح حساب يقتصر على المقيمين الحاملين لبطاقة تسجيل الأجانب الصالحة.
ذكرت صحيفة تشوسون إيبو أن نحو 150 ألف حساب هاتف محمول فُعِّلَت دون التحقق الكامل من الهوية عقب حريق NIRS وقبل استعادة النظام، استناداً إلى بيانات قدّمتها شركات الاتصالات إلى نائب معارض.
استعادة النظام
قال باي إيل-قوان، مدير بيانات الجمهور بوزارة الداخلية، لوكالة فرانس برس إن التعطّل كان قصيراً وأُعيد النظام كاملاً بحلول 29 سبتمبر — نفس اليوم الذي بدأ فيه برنامج الدخول دون تأشيرة لمجموعات السياح الصينيين. وأضاف في 13 أكتوبر: «لا توجد مشاكل الآن. النّظام استُعيد في اليوم التاسع والعشرين»، مشيراً إلى أن متاجر الهواتف استمرت أثناء التوقف في إجراء فحوصات الهوية.
وأوضح: «هناك عدة طرق للتحقق من الهوية. واصلت المتاجر عملية التحقق العادية، لكنها لم تتمكن مؤقتاً من مطابقة ما إذا كانت الوثيقة أصلية عبر قاعدة بيانات الحكومة — هذا الجزء أُنجز لاحقاً بمجرد عودة النظام إلى العمل».
وكلا من باي ووزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات أكدا أن انقطاع NIRS لم يلغِ المتطلب القانوني للّتحقّق.
المتحدثون باسم شركات الاتصالات الثلاث الكبرى في كوريا الجنوبية — SK Telecom وKT وLG U+ — قالوا لوكالة فرانس برس إن «الإجراء تحوّل مؤقتاً إلى تفعيل أولاً ثم التحقق لاحقاً» حتى استعادة النظام بالكامل. وأضاف أحدهم أن «منذ الأول من أكتوبر أكملنا إجراءات ما بعد التحقق تباعاً، وتأكدو أن معظم الحسابات تعود لمشتركين شرعيين»، وأنه «في الحالات القليلة التي لم تتطابق سنعيد التحقق أو نُلغِي الخطط فوراً».
حالات ما يُعرف بـ«الهواتف المؤقتة» في كوريا عادة ما تنطوي على وسطاء يسيئون استخدام هويات أجانب مسجَّلين — وهي مشكلة سبق وقوعها قبل حريق NIRS وسياسة الإعفاء من التأشيرة.