تقرير موجز:
أُعلن أن ما لا يقل عن 153 تلميذاً و12 معلماً لا يزالون محتجزين بعد اختطاف جماعي طال مدرسة كاثوليكية الشهر الماضي، بينما أفرجت السلطات النيجيرية عن 100 طفل من بين مئات الخاطفين، بحسب مسؤولين ووسائل إعلام محلية.
وصل الأطفال المفرج عنهم إلى العاصمة نيجيرية أبواجه، ومن المقرر أن تُسلَّمهم السلطات إلى مسؤولي حكومة ولاية النيجر يوم الإثنين، وفق مصدر أممي لم يرغب في الكشف عن اسمه نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المصدر لوكالة الأنباء نفسها: «سيتم تسليمهم لحكومة ولاية النيجر غداً». وأفادت صحيفة The Guardian النيجيرية بأن الأطفال يخضعون حالياً لفحوص طبية وستتم إعادة لم شملهم مع عائلاتهم بعد إجراءات الاستجواب القصيرة. كما أكّد المتحدث الرئاسي ساندي دير لوكالة الصحافة الفرنسية أيضاً صحة أنباء الإفراج عن مئة طفل.
اختُطِف 303 تلامذة و12 معلماً من مدرسة سانت ماري في مجتمع بابيري بمنطقة أغوارا في ولاية النيجر في 21 نوفمبر. وقالت الجمعية المسيحية في نيجيريا إن المخطوفين شملوا ذكوراً وإناثاً تتراوح أعمارهم بين 10 و18 سنة.
تمكّن خمسون من التلامذة من الفرار في الأيام التالية للاختطاف وعادوا إلى عائلاتهم. ومع إفراج مئة طالب الأحد، يُعتقد أن العدد المتبقّي في الأسر يبلغ 153 تلميذاً و12 معلماً.
وقبل أيام اختطف مسلحون أيضاً 25 تلميذة من المدرسة الثانوية الحكومية الشاملة للبنات في بلدة ماجا بولاية كيبي المجاورة، التي تبعد نحو 170 كيلومتراً.
قال دانيال أتوري، المتحدث باسم الأسقف بولوس يوحنا من أبرشية كونتاجورا، التي تدير المدرسة: «كنا نصلي وننتظر عودتهم. إن صدق الخبر فسيكون بشارة مفرحة». وأضاف: «لكننا لم نتلقَ إخطاراً رسمياً حتى الآن من الحكومة الفدرالية».
تعد هذه الخطفات من الأسوأ في نيجيريا منذ حادثة تشابوك عام 2014، حين اختُطِف أكثر من 270 فتاة من مدرستهن. وبحسب سجلات الحوادث المتفرقة، فقد خطف ما يزيد على 1,400 طالب نيجيري منذ عام 2014 في ما يقرب من عشرة حوادث منفصلة.
جاءت هذه الاختطافات أيضاً في أعقاب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إن المسيحيين في نيجيريا «يواجهون إبادة جماعية»، وهو ادعاء طعن فيه مسؤولون محليون وجماعات مسيحية، مشيرين إلى أن العنف أوقع ضحايا من مختلف الديانات.
قال كيمييبي إيموموتيمي إبيينفا، المتحدث باسم وزارة الخارجية النيجيرية، لقناة الجزيرة الشهر الماضي إن العنف طال أتباع كل الأديان: «نحن نُقر بوقوع عمليات قتل في نيجيريا، لكنها لم تكن محصورة بالمسيحيين وحدهم. يُقتل مسلمون ويُقتل موروثون من عباد التقاليد»، مضيفاً أن الغالبية ليست من السكان المسيحيين.
تهدّد تصريحات ترامب بالتدخل العسكري وقطع المساعدات عن نيجيريا، متذرعاً بفشل الحكومة في حماية المسيحيين من الاضطهاد.
تضم نيجيريا أكثر من 200 مليون نسمة، وهي منقسمة إلى شمال يهيمن عليه المسلمون وجنوب يغلب عليه المسيحيون. ووفق تقديرات مركز بيو للأبحاث، يشكّل المسلمون نحو 56% من السكان بينما يشكل المسيحيون ما يزيد قليلاً على 43%.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعات مسلحة تخوض صراعاً اشتد بشكل أساسي في شمال شرق البلاد ذي الغالبية المسلمة، واستمر لأكثر من خمسة عشر عاماً، ما أسفر عن موجات عنف واختطافات متكررة.