تقرير أممي الحكومة السورية تكبح صناعة الكبتاغون التي ازدهرت سابقًا

أغلقت السلطات مصانع مخدّرات كانت تشكّل مجرى نقدي لنظام بشار الأسد السابق، وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة.

منذ اطاحة بشار الأسد قبل عام، شرعت السلطات الجديدة في سوريا في تفكيك شبكة تضم مختبرات صناعية ومواقع لتخزين المخدرات، بحسب موجز بحثي صدر الاثنين عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC).

لأكثر من عقد من الزمن كانت سوريا تنتج الجزء الأكبر من حبوب الكبتاغون في العالم، وهي أقراص شبيهة بالأمفيتامين شديدة الإدمان، ما جنّى مليارات الدولارات لخزينة نظام الأسد. لكن الرئيس المؤقت أحمد الشّراع شنّ حملة ضد هذه الصناعة بينما يسعى إلى إضفاء شرعية على حكومته وتعزيز روابطه الدبلوماسية على الصعيد الدولي.

أفاد تقرير مكتب الأمم المتحدة بأن 15 مختبراً على مستوى صناعي و13 موقع تخزين أُغلقوا، وأن هذه الإجراءات «غيّرت بشكل جذري» سوق الكبتاغون في المنطقة. وقد أثارت دور سوريا في تجارة المخدرات شكوكاً لدى عدة دول خليجية، حيث يحظى هذا الدواء بشعبية، ومن بينها السعودية، كما ساهم ذلك في فرض عقوبات غربية.

إرادة سياسية وتعاون دولي

لفترة طويلة كانت تجارة الكبتاغون توفر أرباحاً بمليارات الدولارات لشبكات وأفراد مرتبطين بالنظام السابق، سواء داخل قيادة الأجهزة الأمنية أو في القطاع التجاري والنخبة الاقتصادية، وأحياناً لأفراد من عائلة بشار الأسد، وفق ما قالت كارولين روز، خبيرة في تهريب المخدرات السورية بمعهد نيو لاينز. وذُكر ماهر الأسد، شقيق بشار والقائد السابق للفرقة الرابعة، كلاعب رئيسي استفاد من حماية شحنات تمر عبر اللاذقية، معقله السابق.

رغم استهداف الحكومة الراهنة للصناعة، تشير عمليات ضبط كبرى في أنحاء المنطقة إلى أن مخزونات كبيرة من أقراص منشؤها سوريا ما زالت متداولة. وأضاف مكتب الأمم المتحدة أن إنتاجاً على نطاق أصغر قد يستمر داخل سوريا وفي دول مجاورة، بينما تظل دول الخليج المشترين الرئيسيين للدواء.

يقرأ  «أزمة»: لماذا تخيف خطة الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم بنسبة ٥٠٪ صناعة الصلب البريطانية؟

قالت الوكالة إن تعطيل صناعة الكبتاغون في الشرق الأوسط يبيّن أنه «بإمكان الإرادة السياسية والتعاون الدولي … زعزعة حتى الأسواق المعقّدة للمخدرات خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً». لكنها حذّرت أيضاً من أن هذا التحوّل قد يدفع المستهلكين الإقليميين نحو مواد صناعية جديدة مثل الميثامفيتامين، الذي ازداد انتشاره مؤخراً. «دون معالجة الطلب المتواصل على الكبتاغون، من المرجح أن يتحول الاتجار والاستهلاك إلى مواد أخرى، مثل الميثامفيتامين، مع ظهور طرق جديدة وفاعلين يملأون الفراغ»، على حد تعبير التقرير.

أضف تعليق