المكسيك تسجل أكثر من 5,000 حالة إصابة بدودة آكلة اللحم، غالبيتها في الماشية وحيوانات أخرى، بحسب بيانات حكومية
نُشر في 28 أغسطس 2025
أفادت بيانات رسمية أنّ المكسيك شهدت زيادة بنسبة 53% في حالات الإصابة بـ”دودة آكلة اللحم” بين الحيوانات على مدى الشهر الماضي، بينما يواصل الطفيلي تحركه نحو الشمال باتجاه الحدود مع الولايات المتحدة.
تشير بيانات الحكومة المكسيكية إلى تسجيل 5,086 حالة حتى 17 أغسطس، منها 649 حالة نشطة، وفق ما نقلته وكالة رويترز الخميس عن بيانات محدثة لم تُنشر بعد.
وتم العثور على الطفيلي أساساً في الأبقار، كما سجّل أيضاً في الخيول والأغنام والكلاب.
وتم الإبلاغ أيضاً عن عشرات الإصابات البشرية.
أكدت المكسيك 41 حالة بشرية خلال العام الماضي، ومعظمها في ولاية تشيازاس، بحسب وسائل إعلام مكسيكية. وأُكدت أول حالة بشرية في ولاية ماريلاند الأمريكية في الرابع من أغسطس، لمريض سافر إلى السلفادور.
قامت المكسيك والولايات المتحدة منذ عقود بالقضاء على هذا الطفيلي، لكنّه عاد منذ نحو عام 2023 بعدما تحرك شمالاً من أمريكا الوسطى.
أحدث التفشّي اضطراباً في صادرات الماشية المكسيكية، حيث قدّرت خسائر القطاع بنحو 1.3 مليار دولار خلال العام الماضي، بحسب المجلس الوطني الزراعي المكسيكي.
وحذّر وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) من أنّ عدم التحكم في التفشّي قد يهدد أنشطة اقتصادية بقيمة تصل إلى 100 مليار دولار مرتبطة بقطاعي الأبقار والثروة الحيوانية.
تبدأ إصابات الدودة الطفيلية عندما تضع ذبابة طفيلية بيضها على حيوانات ذوات دم دافئ؛ يفقس البيض إلى يرقات تحفر في لحم المضيف، وقد تؤدّي إلى موته إذا تُركت دون علاج.
العلاج والوقاية من هذه الإصابات صعبان، وكذلك منع تفشّيات مستقبلية.
تبني حكومتا المكسيك والولايات المتحدة منشآت لإنتاج “الذباب العقيم” في ولاية تشياباس ونظيرتها في تكساس لتخفيض أعداد ذبابة السِكْرُو (screw fly).
تنتج منشأة الذباب العقيم أعداداً كبيرة من الذكور وتُعقّمها ثم تُطلقها لتتزاوج مع الإناث في البرية، مما يؤدي تدريجياً إلى تراجع أعداد الحشرات البرية. واستُخدمت هذه الطريقة للقضاء على الدودة في الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي.
بحسب وزارة الزراعة الأمريكية، ستحتاج المنشأتان إلى جانب منشأة ثالثة في بنما إلى إنتاج نحو 500 مليون ذبابة عقيمة أسبوعياً لدفع ذباب السِكْرُو نحو الجنوب وإعادته إلى أمريكا الجنوبية حيث الطفيلي مستوطن.
كما وافقت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية (HHS) على أدوية بيطرية طارئة لمنع انتشار الطفيلي.
وقالت الوزارة إنّ هذه القائمة تشمل “منتجات دوائية للحيوانات قد تكون مصادقاً عليها لأغراض أخرى أو متاحة في دول أخرى، لكنها غير مُعتمَدة رسمياً” لمعالجة دودة آكلة اللحم.
وأضافت: “يبقى الخطر على صحة الإنسان داخل الولايات المتحدة منخفضاً جداً، لكن التهديد المحتمل مستقبلاً على مجموعات الحيوانات وسلسلة الإمداد الغذائي يستلزم اتخاذ إجراءات استباقية.”