تلميذتان تفلتان من مأساة اختطاف في نيجيريا — بحسب مسؤول

نجحت فتاتان، كانتا من بين ما لا يقل عن 25 تلميذاً ومعلمة اختطفوا من مدرسة داخلية في ولاية كِبّي شمال غرب نيجيريا، في الهروب، وفق ما قال مسؤول محلي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

قال حسين علييو من مجلس دانكو واساغو إن الفتاتين فرّتَا أثناء اقتياد الخاطفين المسلحين إياهن إلى الأدغال، وتمكّنتا من الفرار عبر أراضٍ زراعية. وأضاف أنّ الفتاتين “عادتا الآن وبحالة آمنة”، غير أن إحداهما احتاجت إلى علاج طبّي بعدما أصيبت في ساقها أثناء الفرار.

أسفر الهجوم عن مقتل عنصرين من العاملين في المدرسة؛ معلمة قُتلت أثناء محاولتها حماية الطالبات، وحارس أمن توفي لاحقاً في المستشفى متأثراً بجراح ناتجة عن إطلاق نار.

فرق من الجيش والشرطة ومتطوّعين تجوب المناطق الحرجية بحثاً عن المخطوفين الذين استحوذ عليهم المسلّحون.

وجه قائد أركان الجيش، اللواء الركن ويدي شاِيبو، تحية للجنود المرسلين إلى ولاية كِبّي، قائلاً: «عليكم أن تواصلوا القتال ليلاً ونهاراً. علينا أن نجد هؤلاء الأطفال».

خلال العقد الماضي، باتت المدارس في شمال نيجيريا أهدافاً متكررة لمجموعات مسلحة تقوم في كثير من الأحيان بعمليات اختطاف بهدف طلب الفدية أو كوسيلة للضغط والتفاوض مع الحكومة.

قالت الشرطة إن المهاجمين، الذين تُعرَف أحياناً محلياً باسم «العصابات»، اقتحموا مدرسة الحكومة الثانوية الشاملة للبنات في مدينة ماجا حوالي الساعة الرابعة صباحاً (03:00 بتوقيت غرينتش) يوم الإثنين.

الأهالي يعيشون انتظاراً مريراً ومؤلماً. أحد الآباء، الذي لا يزال ابنه محتجزة، روى لبي بي سي هاوسا أن أسرته لا تكفّ عن البكاء وأنه “من الصعب العودة إلى البيت والنظر في وجوههم”. وأضاف أنّ له ابنتين مسجّلتين في المدرسة إحداهما تمكنت من الاختباء من المهاجمين، أما الأخرى فلم يحالفها الحظ.

يقرأ  تحفة ريمبرانت تخضع لأعمال الترميم والحفظ في متحف شتادل

قال الأب إن ابنتيه اختبأتَا في المرحاض عندما اقتحم المسلحون المهجع، وأضاف: «حين أمر [المهاجمون] كل من يختبئ بالخروج وإلا سيقتلونه، خافت إحدى ابنتي وخرجت». وذكر أنه علم بالاختطافات بعد صلاة الفجر الإسلامية يوم الإثنين، فتوجه مسرعاً إلى المدرسة ومنذ ذلك الحين ظلّ هناك.

وصف الأب ابنته بأنها “ذكية وسهلة المعشر”.

أفادت الشرطة بأن المهاجمين “تهاوروا في تبادل لإطلاق النار مع عناصر الشرطة المناوبين” قبل أن يتسلقوا سور المدرسة ويختطفوا الطالبات من المهجع.

الحارس الذي توفي كان لديه حفيدة وحفيدة ثانية لدى ابنته يدرسان في نفس المدرسة، وهما من بين المخطوفين. قالت ابنته لبي بي سي: «وجدته غارقاً في دمائه، ثم أخذوا ابنتي وحفيدتي». وأضافت أنها لم تعد قادرة على الأكل أو النوم منذ ذلك الحين.

يسلط الهجوم الضوء على الأزمة الأمنية المستمرة التي تعصف بالمنطقة، والتي تركت العائلات في حالة من الخوف والقلق.

أعربت الحكومة المركزية في نيجيريا عن “قلقها العميق” إزاء هذه الاختطافات. وفي بيان يوم الإثنين، قال وزير الإعلام محمد إدريس مالاغي إن السلطات “تشارك العائلات المتضررة ألمها” وتعمل بشكل عاجل على إنقاذ الطالبات. وأضاف أن الرئيس بولا تينوبو “ثابت في التزامه بحماية كل نيجيري، وبخاصة أطفال المدارس”.

أضف تعليق