تم انتشال طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات من حادث فونيكولار أثار صدمةً في البرتغال

سادَ الذهولُ على وجوهِ المارّين لدى مشاهدةِ حُطامِ انقلابِ القطارِ الجبليّ في العاصمةِ البرتغالية، حيث قتلَ 16 شخصاً، بينما نجا طفلٌ ألمانيّ ذوُ الثلاثِ سنواتِ، أُخرِجَ من العربة بعد أن توفّي والدهُ، وكانت والدتهُ من بينِ أكثرَ من عشرينَ مصاباً.

تعتقدُ الشرطةُ أنَ بينَ القتلى جنسياتٍ مختلفةً من بينها برتغال، كوريا الجنوبية، سويسرا، كندا، ألمانيا وأوكرانيا. أسبابُ الحادثِ ما تزالُ غامضةً، وقال مشغّلُ النقلِ العامّ كارس إنه سيتمُ فحصُ جميعِ القطاراتِ الجبلية وإطلاقُ تحقيقٍ مستقلّ.

تجمّعَت قياداتٌ سياسيةٌ في كنيسةِ القديسِ دومينيك مساءَ الخميس في قدّاسٍ تكريماً لضحاياَ الحادث، وفي خارجِ الكنيسةِ طالبَ المتظاهرون بتحقيقٍ شفافٍ وشامل؛ «يجب أن يعرفَ الناسُ أنهم في أمانٍ هنا»، قالتْ امرأةٌ وسطَ هزّاتِ الموافقةِ من الحاضرين.

«لن أركبَ القطارَ الجبليّ أبداً»

أخبرتْ إحدىُ سكانِ الحيّ مراسلةَ الـBBC أنها لا تزالُ «تستوعبُ» ما حدث وهي تمرّ بالموقعِ حيث ترقدُ حُطامُ العربةِ التي انزلقت واصطدمت بمبنىٍ. قالتْ: «مرّةٌ حزينةٌ جداً». التقطَ آخرونَ صوراً للحطامِ أو وقفوا صامتين. اثنانِ منَ السياحِ القادمينَ من سنغافورةِ أكدّوا أنهم كانوا مُخطّطين للركوبِ يومَ الأربعاءَ لكنّهم ألغوا رحلتهم في اللحظةِ الأخيرة: «إنه لأمرٌ مخيف… لو لم نغيّرْ الخطةَ لربّما كنا فيه»، قالَ أحدهما. «تغيّرَتْ وجهةُ نظري عن الحياة؛ لا تتوقّع أن يحدثَ شيءٌ كهذا».

منَ الشهودِ أيضاً المرشدةُ السياحيةُ ماريانا فيغيريدو التي وصفتْ المشهدَ بالصدمةِ؛ سمعتْ صَوتَ تحطّمٍ هائلٍ وهرعتْ إلى المكانِ قربَ مركبتها الصغيرةِ. «في غضونِ خمسِ ثوانٍ كنتُ هناك»، قالتْ، «قَفزَ بعضُ الناسِ من النوافذِ داخلَ العربةِ عند أسفلِ التلّ، ثم رأيتُ عربةً أخرى أعلى كانتْ مُحطّمةً». صعدتْ للتدخّل والمساعدة، لكنّ ما سمعتهُ كانَ الصمتُ المزعج. عندما شرعوا في نزعِ سقفِ العربةِ، رأوا جثثاً بالداخل. شهدتْ إنقاذَ أطفالٍ، وساعدتْ من لديهم كسوراً وحاولتْ تهدئةَ الأهلِ والمصابين: «كان الكثيرون يبكون حولي، كانوا خائفين جداً. حاولتُ أن أهدئهم».

يقرأ  بي بي سي تكشف شبكة مروّجي الرسائل المزعجة الذين يحققون أرباحًا من صور الهولوكوست المُنشأة بالذكاء الاصطناعي

رجلٌ كان على عربةٍ أخرى في أسفلِ التلّ قالَ للصحافةِ إنّه ظنّ أنّه سيموت؛ «مهما طالَ عمرِي مستقبلاً فلن أركبَ القطارَ الجبليّ مجدداً»، قالَ.

لم تُسمِ الشرطةُ رسمياً أسماءَ القتلىَ أو المصابين، لكنها قالت في مؤتمرٍ صحفيّ يومَ الخميس أنها تعتقدُ أن اثنينِ من الكنديين، وواحداً من الألمان، وآخرَ من الأوكرانيين بينَ القتلى. جاء ذلك بعد تحديثٍ سابقٍ أشارَ إلى تحديدِ هويةِ خمسةِ برتغاليين، واثنينِ من الكوريين الجنوبيين، ومواطنٍ سويسري واحد. من بينِ الضحايا كانَ موظفُ فراملِ القطارِ الجبليّ أندريه خورخي غونسالفيس ماركيش. وأكدّت جمعيةُ الإحسانِ Santa Casa da Misericórdia، التي كان موظفوها يستخدمون القطارَ في تنقلاتهم، مقتلَ أربعةٍ من عمالِها.

قالَ أحدُ موظفي الجمعية، فالدي مار باستوس، إنّ العاملين في مقرّ الجمعية الواقع على رأسِ التلّ كانوا كثيراً ما يستخدمونَ القطارَ إلى جانبَ السياحِ والمسنين: «لطالما شعرتُ بالأمان. لم أتوقّع حدوثَ شيءٍ كهذا».

أعلنَ رئيسُ مشغّلِ النقلِ بمدينةِ لشبونة، بيدرو غونزالو دي بريتو أليكسو بوغاس، أن كلَّ القطاراتِ الجبلية ستُغلَقُ حتى إتمامِ الفحوصاتِ الفنية. وقال إن خطّ «غلويا» سيعادُ فتحه في المستقبل بعربةٍ جديدة. وأضافَ أن الشركةَ زادتْ إنفاقَها على صيانةِ القطاراتِ الجبلية، وأن تكلفةَ الصيانةِ تضاعفتْ تقريباً خلالَ العقدِ الماضي. وأضافَ أنّ نتائجَ التحقيقِ ستُنشرُ قريباً لكنهُ امتنعَ عن تحديدِ موعدٍ لذلك.

أظهرتْ لقطاتٌ نُشرت على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيّ العربةَ الصفراءَ المكسورةَ مطويةً على رصيفٍ مرصوفٍ بالحجارةِ، والركضَ في الشارعِ مع تصاعدِ دخانٍ في المكان. اضطرّ المستجيبونَ للطوارئِ إلى تحريرِ عددٍ من الركابِ المحاصرينَ في الحطامِ، حسبَ ما أفادتْ بهِ السلطاتُ المحلية. كانتِ الحصيلةُ الأوليةُ للوفياتِ 17 شخصاً، لكنّها رُفعتْ ثم نُقِصَت إلى 16 بعد اكتشافِ أنّ شخصاً توفي في المستشفى أُحصِي مرتين.

يقرأ  عملاقُ العقاراتِ الصينيُّيُشطبُ من البورصةِ بعدَ انهيارٍ مدوٍ

القطارُ الجبليّ هو نظامُ سكةِ حديدٍ خاصّ يسهّلُ الصعودَ والنزولَ على المنحدراتِ الحادّة، وفي لشبونةَ يُعدّ وسيلةً أساسيةً للتنقّلِ في شوارعِها المُنحدرةِ والمبلّطة. تُعدّ خطوطُ المدينة الجبلية—غلوريا، لافرا، بيكا وغراسا—من معالمِ الجذبِ السياحيّ، إذ تتلوّى العرباتُ الصفراءُ الشبيهةُ بالترام عبرَ الشوارعِ الضيّقةِ والتلال. افتُتِحَ خطُّ غلوريا في عامِ 1885 وسُلكِنَ بالكهرباءِ بعد ثلاثِ عقودٍ تقريباً؛ يقطعُ مسافةً تقاربُ 275 متراً (حوالي 900 قدم) من ميدانِ ريستاورادوريس إلى شوارعِ بايرو ألتو الخلّابة. لم أتلقَ أي نصٍ لترجمته أو لإعادة صياغته. هلّ يمكنك إرسال النص المطلوب؟

أضف تعليق