تنبيه سفر أمريكي بشأن «الإرهاب» في المكسيك — لماذا صدر؟ أخبار الجريمة

أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيراً سفر محدثاً للمواطنين الأميركيين المتجهين إلى المكسيك، مستشهدة بمخاطر «الإرهاب والجريمة والاختطاف».

الخلفية
جاء التحذير بعد أشهر من الضغوط المكثّفة من الرئيس دونالد ترامب بشأن قضايا مثل الهجرة وأنشطة العصابات الإجرامية المتورطة في تهريب المخدّرات والاتجار بالبشر، بما في ذلك تهديدات رسوم جمركية وتقارير تفيد بتوجيهات للنظر في عمليات عسكرية محتملة ضد مهربي المخدّرات عبر الحدود.

ماذا حدث؟
أصدرت الحكومة الأمريكية تحذيراً جديداً يحذّر من عنف يُصنّفه بأنه «إرهابي» في 30 من أصل 32 ولاية مكسيكية — وهي المرّة الأولى التي تُشير فيها واشنطن إلى خطر إرهابي من هذا النوع على المكسيك. التحذير وصف ارتفاعاً حادّاً في معدلات القتل والاختطاف وسرقة السيارات والسطو، إلى جانب تحذير من احتمال وقوع هجمات إرهابية وأنشطة عنيفة منسوبة إلى إرهاب. ورفع مستوى التنبيه إلى المستوى الثاني: «توخّ الحيطة المشدّدة» على مقياس مؤلّف من أربعة مستويات.

الولايات التي نُصح بعدم السفر إليها ولماذا
الحكومة الأمريكية نصحت بعدم السفر إلى ولايات كولما، وغويريرو، وموتشواكان، وسينالوا، وتاماوبيباس، وزاكاتيكاس بسبب «الإرهاب والجريمة العنيفة والاختطاف» — هذه الولايات محدّدة باللون الأحمر ومصنّفة بالمستوى الرابع (الأخطر). (ملاحظة: هنا وقع خلل مطبعي شائع في كتابة اسم إحدى الولايات.)

وللاسباب نفسها نُصِحَ بتع reconsider زيارة ولايات أخرى ظهرت باللون البرتقالي وصنّفت بالمستوى الثالث، من بينها باها كاليفورنيا، وتشياباس، وتشيهواهوا، وكواهويلا، وغواناخواتو، وخاليسكو، وموريلوس، وسونورا.

بينما تقع نحو 16 ولاية أخرى — منها مكسيكو سيتي، وولاية مكسيكو، وكينتانا رو، وأواكساكا، وتاباسكو، وآغواسكالينتس، وباها كاليفورنيا سور، ودورانجو، وهيدالغو، وناياريت، ونويفو ليون، وبويبلا، وكيريتارو، وسان لويس بوتوسي، وتلاكسكالا، وفيراكروز — ضمن المستوى الثاني (أصفر): «توخّ الحيطة المشدّدة». لم تُفرض حظر سفر تامّ، لكن التحليل يشير إلى انتشار جرائم عنيفة وغير عنيفة في هذه المناطق. فقط يوكاتان وكامبيشي بقيتا بالمستوى الأول (الأدنى)، والمظلّلتان باللون الأزرق.

يقرأ  الأمم المتحدة: جرائم حرب مرجّحة ارتكبها الجانبان في أعمال العنف على الساحل السوري

خلفية الإجراءات والتسليمات
التحركات الأخيرة تزامنت مع تسليم المكسيك 26 متهماً مزعوماً من أعضاء عصابات مهربة للمخدرات إلى الولايات المتحدة، في محاولة يبدو أنها تهدئة لمطالب ترامب المتزايدة بالتصدي لتهريب الفينتالين والجريمة المنظمة. وقد شملت التسليمات عناصر مهمّة من «كارتل جاليسيا الجيل الجديد» و«كارتل سينالوا»، وهما أكبر منظمتين إجراميتين في البلاد. وفي وقت سابق من العام أُرسِلَت دفعة أخرى تضم 29 متهماً من بينهم كارلو كوينتيرو، المتهم بقتل عميل إدارة مكافحة المخدرات إنريكي كامارينا عام 1985.

سفارة الولايات المتحدة أشادت بالتعاون المكسيكي وأكدت أن هذه الإجراءات تعكس قوة التعاون الثنائي والتزام الشركاء السياديين بضمان أمن ورفاه شعبيهما — تصريح نسب إلى السفير رونالد جونسون.

ردّ الحكومة المكسيكية
قللت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، من أهمية التحذير المحدث، معتبرةً أنه نتيجة لتصنيف واشنطن للعصابات كمنظمات إرهابية عبر أمر تنفيذي أصدرته سابقاً، أكثر من كونه انعكاساً لوضع أمني جديد جذري. شدّدت على أن المكسيك لا تزال الوجهة الأولى للمسافرين الأميركيين، مع نحو مليون أمريكي يقيمون فيها، وأن مناطق سياحية شعبية — مثل الجنوب الشرقي وشبه جزيرة باها كاليفورنيا والساحل الهادئ ومكسيكو سيتي — ما تزال تجتذب زواراً رغم التحذير.

مدى خطورة العنف في المكسيك
الوضع خطير لكنه يشهد تحسّناً جزئياً. تقارير حقوقية أظهرت ارتفاعاً حادّاً في الجريمة العنيفة منذ إطلاق «الحرب» على الجريمة المنظمة عام 2006، لكن إحصاءات رسمية تُشير إلى تراجع مطّرد في معدلات القتل اليومي خلال الأشهر الأولى لإدارة شينباوم — بانخفاض نسبته نحو 25.3% خلال 11 شهراً، من متوسط 86.9 حالة وفاة يومياً في سبتمبر 2023 إلى 64.9 الآن، وهو أدنى مستوى شهري منذ 2015.

في إطار جهودها الأمنية، صادرت السلطات أكثر من 3.5 مليون حبة فينـتالين واعتقلت نحو 29 ألف مشتبه به هذا العام، بينهم زعماء كبار في الكارتلات، فيما نسب نجاح العمليات إلى عمل وحدات استخباراتية وتحقيقية متخصّصة. ومع ذلك، شهدت ولايات مثل سينالوا تصاعداً في العنف بعد اعتقال شخصيات بارزة مثل إسماعيل ثامبادا في أغسطس 2024، حيث سجّلت الولاية زيادة ملحوظة في القتل والاختفاء القسري؛ فخلال النصف الأول من العام سُجّل 883 جريمة قتل مقابل 224 في الفترة نفسها من العام السابق، كما أنّ أكثر من 1500 شخص اختفوا منذ اعتقال ثامبادا، ويشتبه أن مجموعات إجرامية تقف وراء كثير من هذه حالات الاختفاء.

يقرأ  سموتريتش: مستوطنة غير قانونية في الضفة الغربية «تدفن» قيام الدولة الفلسطينيةأخبار الضفة الغربية المحتلة

قضية الاعتقالات والاتهامات الدولية
السلطات الأمريكية طلبت هذه التسليمات مع تعهّد بعدم السعي للعقوبة القصوى، فيما وصفت المكسيك المشتبه بهم بأنهم مجرمون ذوو خطورة عالية مرتبطون بتهريب المخدّرات وجرائم جسيمة أخرى. رغم أن عمليات التسليم ليست أمراً نادراً تاريخياً، فإن وتيرة وكمّ التسليمات هذا العام — 55 شخصاً حتى الآن — تعتبر استثنائية وتنعكس على مستوى التعاون والضغط السياسي بين البلدين.

مآلات محتملة
تظل العلاقة الأمنية بين الولايات المتحدة والمكسيك تحت مراقبة دقيقة: تقارير أشارت إلى أن البنتاغون طُلب منه دراسة خيارات عسكرية ضد الكارتلات خارج الأراضي الأمريكية، وهو ما رفضته شينباوم بقوة بالنسبة لأي عمليات أحادية على الأراضي المكسيكية. وفي الوقت نفسه، تستمر المكسيك والولايات المتحدة في المفاوضات لتقوية اتفاقية أمنية ثنائية تستهدف تنسيق الجهود لمكافحة الكارتلات، مع إبقاء ركائز سيادة الطرفين وتبادل المعلومات والاستخبارات.

أضف تعليق