تنزانيا تلاحق عشرات بتهم الخيانة على خلفية احتجاجات الانتخابات

نُشر في 7 نوفمبر 2025

اتهمت النيابة في تنزانيا عشرات الأشخاص بجرائم الخيانة العظمى على خلفية موجة احتجاجات دامية اندلعت إثر انتخابات مثيرة للجدل، وفق ما نقلته وكالات أنباء دولية. أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن 76 شخصًا اتُهِموا بنية عرقلة الاقتراع في 29 أكتوبر، بينما ذكرت رويترز أن ملفات قضايا تشير إلى توجيه اتهامات بالخيانة لما لا يقل عن 145 شخصًا.

إلى جانب تهم الخيانة، واجه بعض المشتبه بهم اتهامات بالتآمر الجنائي، وقد تناولت لائحة الاتهام تفاصيل محددة ضد سيدة أعمال تُزعم أنها شجعت المتظاهرين على شراء أقنعة ضد الغاز المسيّل للدموع من متجرها أثناء التظاهرات.

من جانبها، قالت جماعات حقوقية والحزب المعارض الرئيسي (تشادما) إن قوات الأمن قتلت أكثر من ألف شخص خلال قمع الاحتجاجات، بينما رفضت الحكومه هذا الرقم ولم تقدم بدورها حصيلة رسمية للضحايا.

فاز الرئيسة سامية سلّوهو حسن في اقتراع أُعلن نتائجها بإجماع شبه تام — نحو 98% من الأصوات — وتمت أداؤها اليمين الدستورية يوم الإثنين، لكن الاتحاد الأفريقي اعتبر أن الانتخابات لم تلبِّ المعايير الديمقراطية. وذكرت بعثة مراقبة الاتحاد حالات تلاعب بالبطاقات الانتخابية، وانقطاعًا في خدمة الانترنت فرضته الدولة، واستخدامًا مفرطًا للقوة العسكرية، وخطفًا ذا دوافع سياسية، من بين ممارسات أضعفت نزاهة العملية الانتخابية.

وتم استبعاد اثنين من أبرز مرشحي المعارضة من الترشح، ولا يزال زعيم تشادما، توندو ليسو، محتجزًا قيد المحاكمة بتهم الخيانة المرفوعة بحقه منذ أبريل الماضي.

دعا عدد من الزعماء الدينيين إلى سلوك طريق المصالحة مع خصوم الحكومة والمحتجين بعد موجة العنف. وقال بينسون باغونزا، أسقف في الكنيسة اللوثرية الإنجيلية في تنزانيا، إن توجيه تهم واسعة بهذا الحجم من المرجح أن يعمق الانقسام، مقترحًا أن “الخيار الوحيد للحفاظ على ما يشبه الهدوء الآن هو مشاركة المواطنين أحزانهم بدلاً من الاعتقال والتقديم للمحاكم”.

يقرأ  ترامب يأمر بنشر الحرس الوطني في ممفيس — أحدث انتشار عسكري

وأصدرت مركز القانون وحقوق الإنسان (LHRC) مع ست منظمات غير حكومية بيانًا مشتركًا أدان فيه “الاستخدام المفرط للقوة ضد متظاهرين أعزل، بما في ذلك عمليات قتل انتقامية لمدنيين داخل بيوتهم”. وأضاف البيان أن العائلات تغادر مصدومة وأن أطفالًا شهدوا أعمال عنف طالت آباءهم، كما أشار إلى احتجاز المئات وأن مدى الانتهاكات لم ينكشف بالكامل بعد.

يرى أموس نطوبي، الأمين العام لحزب تشادما في إقليم موانزا الشمالي، أن مئات القتلى سقطوا في منطقته وحدها. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «شهدنا إطلاق نار في وضح النهار؛ وكانت الجثث متناثرة في الشوارع — بعض الناس قُتلوا لحظة، وآخرون تُركوا مصابين إصابات بالغة».

تولّت سامية سلّوهو رئاسة البلاد عام 2021 إثر وفاة سلفها جون ماغوفولي المفاجئة. ومنذ ذلك الحين أعرب مراقبو حقوق الإنسان عن قلق متزايد إزاء سياسات إدارتها، ومنها مزاعم اختفاءات قسرية وتتعذيب منتقدين.

أضف تعليق