توجيه اتهام إلى مستشار الأمن القومي السابق لترامب

جون بولتون — مستشار الأمن القومي السابق لدونالد ترامب والناقد الصريح له — وُجِّهت إليه تهم جنائية فيدرالية بعد أن قررت هيئة محلفين كبرى في ماريلاند أن هناك أدلة كافية لتوجيه لائحة اتهام ضده.

قدمت وزارة العدل file إلى هيئة المحلفين في جرينبيلت، ماري لاند، يوم الخميس، وتضمَّنت لائحة اتهام من 26 صفحة، تتضمن ثمانية توجيهات تتعلق بنقل معلومات تتعلق بالدفاع الوطني و10 توجيهات بخصوص الاحتفاظ غير القانوني بتلك المعلومات. ووفقاً للائحة، يُتهم بولتون بإرسال معلومات سرّية للغاية عن دفاع الولايات المتحدة الوطني عبر بريده الإلكتروني الشخصي وتطبيقات مراسلة أخرى.

جاء ذلك بعد أن داهم عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي منزل بولتون ومكتبه في أغسطس في إطار تحقيق بشأن التعامل مع معلومات مصنفة. وتنص أوراق المحكمة على أن هذه الوثائق كشفت معلومات استخباراتية عن هجمات محتملة وخصوم أجانب وعلاقات في السياسة الخارجية.

إذا أدين، قد يواجه بولتون، البالغ من العمر 76 عاماً، عقوبات قد تمتد لعقود — لكل تهمة قد تصل العقوبة إلى عشر سنوات سجن. ومن المتوقع أن يسلم نفسه للسلطات يوم الجمعة.

قالت المدعية العامة الأمريكية بام بوندي في بيان إعلان التهم: «لا أحد فوق القانون». من جهته، أصدر بولتون بياناً ينفي فيه ارتكاب أي مخالفة، مؤكداً أنه يتطلع للدفاع عن «سلوكه القانوني» في المحكمة، ومتهمًا ترامب بالسعي للانتقام ضده.

وأضاف بولتون: «لقد أصبحت الهدف الأحدث في تسييس وزارة العدل لتوجيه اتهامات تجاه من اعتبرهم أعداءه — اتهامات رُفِضت سابقاً أو تُشوّه الحقائق».

محاميه آبي لويل قال إن التهم تتصل بمذكرات يوميات احتفظ بها موكّله طوال مسيرة عامة امتدت 45 سنة، واصفاً هذه السجلات بأنها «غير مصنفة، شاركها فقط مع أسرته المباشرة، وكان مكتب التحقيقات على علم بوجودها منذ عام 2021».

يقرأ  المعلمون يتكاتفون لإعادة الانخراط والملاءمة إلى الفصول الدراسية

تذكر تقارير أن بولتون شارك بعض هذه المعلومات مع زوجته وابنته، وأن بعض المواد شبيهة بالمذكرات من فترة عمله كمستشار للأمن القومي طُبعت وُخزِّنت في منزله في بثيسدا.‎

بولتون الذي أقيل من إدارة ترامب الأولى عام 2019، أصدر لاحقاً مذكرات بعنوان The Room Where It Happened تناولت عمله تحت إدارة ترامب وقدَّمت صورة لرئيس يُعاني من نقص في الإحاطة بالجيوسياسة. حاول البيت الأبيض حجب نشر الكتاب بزعم احتوائه على معلومات مصنفة ولم يجرَ تدقيقها بشكل صحيح، لكن قاضياً رفض طلب المنع وصُدِر الكتاب بعدها بأيام.

فتحت وزارة العدل تحقيقاً لاحقاً لمعرفة ما إذا كان بولتون قد أساء التعامل مع معلومات مصنفة عبر الكشف عنها في كتابه. وعند سؤاله في البيت الأبيض عن لائحة الاتهام، قال ترامب إنه لم يكن على علم بها وأضاف أن بولتون «رجل سيء».

يُذكر أن بولتون هو ثالث خصم لترامب يواجه اتهامات جنائية في الأسابيع الأخيرة. فقبل ذلك وُجّهت مدعية عامة مدينة نيويورك ليتيتيا جيمس اتهامات بالاحتيال المصرفي في أكتوبر، كما وُجّهت اتهامات لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأسبق جيمس كومي في أواخر سبتمبر بتهم المتعلقة بالكذب أمام الكونغرس.

ويأتي توقيت هذه القضايا بعد دعوات من ترامب للمدعي العام لملاحقة خصومه السياسيين؛ إذ كتب على وسائل التواصل الاجتماعي: «لا يمكننا التأجيل أكثر، هذا يقتل سمعتنا ومصداقيتنا».

أضف تعليق