توفا بن-دوف (192/صورة: بإذن المصدر)
توفا بن-دوف، التي اعتُبرت من أبرز القيادات في الحركات الصهيونية والاجتماعية على المستويين الإسرائيلي والدولي، وصاحبة باع طويل في العمل التطوعي، كرّست ستين عاماً من حياتها لخدمة منظمة النساء الصهيونيات الدولية (ويزو). أعلنت المنظمة يوم الجمعة عن وفاتها عن عمرٍ ناهز ثمانية وثمانين عاماً. توفت وهي تحظى بالاحترام والتقدير كقائدة مخلصة وكرئيسة شرف مدى الحياة للويزو.
شغلت بن-دوف منصب رئيسة ويزو العالمية في الفترة 2012–2016، كما تبوأت مناصب قيادية أخرى على الصعيد الدولي منها منصب نائبة رئيس الكونغرس اليهودي العالمي وعضوية هيئة تنفيذية في الوكالة اليهودية لإسرائيل، وعضوية المجلس الدولي للنساء. خلال ولايتها وسّعت المنظمة علاقاتها الدولية وعزّزت روابطها مع فروع ويزو في شتى أنحاء العالم.
تُذكر بن-دوف بأنها كرست حياتها للعمل من أجل تحسين المجتمع الإسرائيلي، وخاصة تعزيز رفاهية النساء والأطفال والشباب والمجتمعات المحلية داخل إسرائيل وخارجها. داخل ويزو تولت عدة مناصب قيادية، منها رئاسة الهيئة التنفيذية العالمية (2004–2012)، ورئاسة قسم الأملاك والمباني والتنمية، وشغلت منصب أمين صندوق ويزو العالمية، ونائب رئيسة قسم جمع التبرعات.
في عهد رئاستها للهيئة التنفيذية، نالت ويزو جائزة إسرائيل عام 2008 تقديراً لمساهمتها في رفع مكانة المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين. ومن أبرز مبادراتها إقامة مركز “مارغريت تاتشر” المفتوح في سديروت — مركز فريد يقدم برامج علاجية ودعم مهني لآلاف الأطفال والأسر سنوياً في مدينة تعرضت لصدمات متكررة. كما أسّست أول روضات مؤمنة في المدينة التي تستقبل نحو 200 طفل وتوظف 50 معلمة وموظفاً.
بدأت مسيرة بن-دوف التطوعية كأم شابة في فرع ويزو في هرتسليا، حيث شاركت في إعادة تأهيل الجنود الجرحى خلال حرب يوم الغفران في بيت هوس، مركز التأهيل الذي أنشأته ويزو. ونمت تجربتها لتصبح قيادة مؤثرة دولياً، قادت برامج لتمكين النساء في مجتمعات متنوعة، وأقامت مراكز ومستشارات نسائية في أنحاء إسرائيل، مساهمةً بصورة جلية في تشكيل هوية ويزو كحركة اجتماعية عالمية.
حصلت في 2011 على لقب “ياكير تل أبيب” تقديراً لتفانيها وإخلاصها وخدمتها لرفعة المدينة، وفي 2016 مُنحت لقب زميلة فخرية في المؤتمر الصهيوني العالمي.
قالت أنيتا فريدمان، رئيسة ويزو العالمية: “ببالغ الحزن والامتنان الأبدي نودع توفا بن-دوف — قائدة شجاعة وملهمة كانت قلب ويزو النابض. على مدار ستين عاماً منحت ويزو قلبها وروحها؛ حياةٌ ملؤها الحب والقيادة والعطاء للنساء والأطفال والأسر في إسرائيل.” وأضافت أن توفا جسرت بين الأجيال والقارات، وكانت مدفوعة بإيمان عميق في صحة مسيرتها وحبّ عميق للناس، مؤمنةً بقدرة النساء على تحويل الواقع، وبفضل رؤيتها أصبحت ويزو حركة دولية موحّدة ومانحة للقوة. “ستظل طرقها وروحها وإرثها مرجعاً لنا في كل ما نقوم به.”
كما كرّمت أنات فيدور، رئيسة ويزو الحالية، إرث بن-دوف ووصفتها بأنها “زعيمة صهيونية حقيقية، امرأة قادت برقيّها وقوتها معاً.” قالت فيدور: “عاشت ويزو في كيانها وفي كل قول وفعل. بالنسبة لتوفا لم تكن ويزو مجرد منظمة بل نداء يُحمل في حمضها النووي. اليوم لا ينعى القليل من عائلتها فحسب، بل آلاف النساء المنتميات للويزو حول العالم اللواتي رأين فيها أماً ومرشدة وقائدة. وبصفتي الرئيسة الثامنة لويزو لي شرف مواصلة الطريق الذي مهّدته — بمحبة وإيمان ونفس الروح الصهيونية الصامدة.”