جاء هذا التحرك فيما أسفرت الضربات الإسرائيلية على القطاع المُقصف عن مقتل ما لا يقل عن 32 فلسطينياً وإصابة 88 آخرين خلال 24 ساعة.
تقول الجهات المحلية إن عشرات العائلات الفلسطينية محاصرة في شمال غزة، في وقت أعادت فيه القوات الإسرائيلية تموضعها داخل القطاع بما يعد خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة، يوم الخميس، إن قوات إسرائيلية ودبابات تقدمت نحو 300 متراً (984 قدماً) إلى ما وراء ما يُعرف بـ«الخطّ الأصفر» في شرق مدينة غزة.
«مصير كثير من هذه العائلات لا يزال مجهولاً وسط القصف الذي استهدف المنطقة»، أضاف المكتب، مشيراً إلى أن توسيع الخطّ الأصفر يُظهِر «تجاهلاً صارخاً» لاتفاق وقف إطلاق النار.
ينص الاتفاق بين إسرائيل وحماس على خط أصفر غير محدد، وهو الحد الذي أعادت عنده القوات الإسرائيلية تموضعها حين دخل الاتفاق حيز التنفيذ الشهر الماضي.
وقد مَكّن ذلك إسرائيل، التي تطلق النار باستمرار على من يقتربون من هذا الخط، من الاحتفاظ بالسيطرة على أكثر من نصف القطاع الساحلي.
من تقارير مراسلة الجزيرة في مدينة غزة، هند خضّري، أن جنوداً إسرائيليين شوهدوا وهم يضعون كتلاً وعلامات صفراء لتحديد خط التموضع الجديد، أعمق داخل حَيّ الشجاعيه الشرقي.
«لكن لم يتم تحديد كامل الحدود، لذا لا يعرف كثير من الفلسطينيين موقعها بالضبط»، قالت خضّري.
«مع هذا التقدّم الأخير في حيّ الشجاعية بمدينة غزة، صار المزيد من الفلسطينيين غير قادرين على الوصول إلى منازلهم. الناس تقول إن الأمر أشبه بقفص، إذ يجري دفهم وحشرهم نحو الجزء الغربي من غزة.»
لم تُدلِ العسكرية الإسرائيلية بأي تعليق رسمي حول التقارير التي تفيد بتجاوزها الخطّ الأصفر وخروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار.
«متى سينتهي هذا الكابوس؟»
يأتي هذا التحرك على وقع تصاعد في الهجمات الإسرائيلية عبر قطاع غزة، ما بثّ الخوف في أوساط السكان الذين أنهكتهم الحرب.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة صباح الخميس إن 32 فلسطينياً على الأقل قُتلوا في هجمات إسرائيلية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وأُصيب 88 آخرون.
أفاد طبيبون بأن غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً في بني سهيلا، شرق خان يونس، ما أدّى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم رضيعَة وإصابة 15 آخرين.
ووفق تحليل لقناة الجزيرة، فقد خرقت إسرائيل الهدنة قرابة 400 مرة منذ دخولها حيز التنفيذ في 10 أكتوبر.
قال محمد حمدونة، فلسطيني نازح يبلغ من العمر 36 عاماً لوكالة فرانس برس، إن القصف المستمر يقتل الناس يومياً.
«ما زلنا نعيش في خيام. المدن أنقاض، المعابر ما زالت مغلقة، وكل ضروريات الحياة الأساسية لا تزال مفقودة» قال.
لينا قراز، 33 سنة، من حي التفّاح شرق مدينة غزة، أخبرت وكالة فرانس برس بدورها أنها تخشى تجدد الحرب الشاملة.
«كلما نحاول استعادة الأمل يبدأ القصف من جديد»، قالت قراز. «متى سينتهي هذا الکاابوس؟»