تُوفي بيتر أرنت الصحفي الحربي الحائز جائزة بوليتزر عن عمر يناهز الحادية والتسعين

توفي الصحفي الحاصل على جائزة بوليتزر ومراسل الحروب بيتر أرنيت عن عمر يناهز 91 عاماً، بحسب ما نقلته وسائل إعلام أميركية.

نال أرنيت جائزة بوليتزر للتغطية الدولية عام 1996 عن تقاريره من حرب فيتنام أثناء عمله لدى وكالة أسوشييتد برس. كما عرفه الجمهور على نطاق واسع من خلال عمله في شبكة سي إن إن، ولا سيما تغطيته لحرب الخليج الأولى التي جعلت منه اسمًا مألوفًا.

امتدت مسيرته المهنية على مدار عقود وشملت تغطية صراعات في دول عدة من بينها فيتنام والعراق وإل سالفادر. وقد عمل أولاً مراسلاً لوكالة أسوشييتد برس في فيتنام من 1962 حتى نهاية الحرب في 1975، وكان غالباً ما يرافق القوات في مهماتها ويلتقط صوراً توثّق الواقع على الأرض.

ولد أرنيت عام 1934 في مدينة ريفرتون في نيوزيلاندا، وتجنس لاحقاً بالمواطنة الأميركية. وتوفي الأربعاء في كاليفورنيا محاطاً بالعائلة والأصدقاء، حسبما أفاد ابنه للصحفيين، وكان يتلقى رعاية ميسّر نهاية الحياة بعد معاناة من سرطان البروستاتا.

روى أرنيت في محاضرة عام 2013 حادثة شهِدَ فيها إطلاق نار أثناء خريطة كان يقرأها جندي؛ قال: “بينما كان العقيد يحدق بالخريطة سمعت أربع طلقات مدوية إذ مزقت الرصاصات الخريطة ودخلت صدره بعدة بوصات من وجهي”. وأضاف: “انهار على الأرض عند قدمي”.

غادر أرنيت الأسوشييتد برس عام 1981 للانضمام إلى سي إن إن، وبقي من بين قلائل المراسلين الغربيين الذين لم يغادروا بغداد خلال حرب الخليج الأولى؛ كانت إحدى أولى بثوثه من المدينة تتخللها أصوات الصواريخ وصفارات الإنذار. وقال مرة على الهواء: “كان هناك انفجار قريب مني، قد تكونون سمعتموه”.

أجرى أرنيت مقابلة مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين أثناء وجوده في العراق، وكتب لاحقاً أنه سعى لأن يكون “قاسياً في أسئلته بقدر ما تسمح به الظروف”. وأضاف أنه لم يَخْشَ مواجهة من وصفه كثيرون بـ”جزار بغداد”، معتبراً أن ما يمكن أن يصيبه لا يَفوق الخطر اليومي لقصف بغداد.

يقرأ  باكستان في مواجهة أسوأ فيضاناتٍ مُسجَّلة — كيف تُدير الأزمةَ المناخية؟

في 1997 أصبح أول صحفي غربي يجري مقابلة مع أسامة بن لادن في مخبأ سري بأفغانستان، ونُقل عنه أن بن لادن قال له: “سترونهم وتسمعون عنهم في وسائل الإعلام، إن شاء الله”.

عمل أرنيت لاحقاً لدى شبكة إن بي سي، وفُصل من عمله هناك بعد مقابلة تلفزيونية على شاشة العراق الرسمي رآها كثيرون انتقادية لاستراتيجية الولايات المتحدة. تمّ توظيفه بعد ساعات من ذلك في صحيفة ديلي ميرور البريطانية، وقال إنه “كان في حالة صدمة” من قرار فصله، مؤكداً في مقال أن دوره هو نقل حقيقة ما يجري في بغداد ولن يعتذر عن ذلك.

عُرِف أرنيت أيضاً بصوره الصحفية؛ زار بيونغ يانغ عام 1979 والتقط صورة لأطفال يؤدون عرضاً أمام الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كورت فالدهايم، كما وثقت عدسته مشاهد من هو تشي منه سيتي عام 1972 وغيرها من لقطات في فيتنام تعكس الواقع اليومي للسكان والعمال.

وصفته زميلته إديث ليدرير، التي لا تزال تعمل في وكالة أسوشييتد برس، بأنه “أحد أعظم مراسلي الحروب في جيله — جريء، لا يعرف الخوف، وكاتب راقٍ وسردي ممتاز”. وقال المصوّر المتقاعد نيك أوت، الذي عمل معه في فيتنام: “كان بالنسبة لي كالأخ. وفاة بيتر ستترك فراغاً كبيراً في حياتي”.

يترك وراءه زوجته نينا نغوين وأولاده أندرو وإلسا.

أضف تعليق