ثوران بركاني في إثيوبيا بعد ١٢٬٠٠٠ عام ما نعرفه — أخبار الطيران

ثوران مفاجئ لبركان خامد في شمال إثيوبياا

في يوم الأحد اندلع بركان كان خامداً منذ فترة طويلة في شمال البلاد، واقتحم سحب كثيفة من الرماد البركاني والغبار السماء، لتنتشر لاحقاً عبر قاراتٍ وتعيق حركة الطيران في دولٍ منها الهند ودولة الإمارا ت.

لا توجد تقارير عن ضحايا داخل البلاد بعد الثوران، لكن مسؤولين محليين صرّحوا للصحفيين بأنهم قلقون من أثر الرماد على المجتمعات المحلية وماشيتهم في منطقة آفار، حيث يقع البركان.

معلومات أساسية
– وفق بيانات مؤسسة سميثسونيان، لدى إثيوبيا نحو خمسين بركاناً معروفة، بعضها لم ينشط منذ آلاف السنين.
– وادي الصدع الإثيوبي، الذي تنتشر فيه العديد من البراكين، يمتد من آفار جنوباً عابراً دول الجوار؛ تشكّل نتيجة لحركة الصفائح التكتونية التي انشقت مكوّنة الكتل القارية لأفريقيا وشبه الجزيرة العربية، ويُعد من أهم المواقع الجيولوجية في العالم.

ماذا حدث؟
أفاد مركز المشورة حول سحب الرماد البركاني في تولوز (VAAC) بأن بركان “هايلي جبّي” — جزء من سلسلة إرتا ألي في إقليم آفار بشمال البلاد — ثار حوالى الساعة 11:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (08:30 بتوقيت غرينتش). سكان محليون قالوا للصحفيين إنهم لاحظوا دخاناً خفيفاً قُبيل الثوران بحوالي ثلاثة أيام، لكن لم تكن هناك تحذيرات علمية دقيقة تسبق الحدث.

بحسب برنامج البراكين العالمي في سميثسونيان، لم يُسجَّل أي نشاط معروف لهذا البركان خلال العصر الهولوسيني الجاري، الذي بدأ قبل نحو 12 ألف سنة مع نهاية العصر الجليدي.

صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو الملتقطة من الأرض أظهرت سحابة رماد هائلة تتصاعد نحو الفضاء وتتحرك شرقاً باتجاه البحر الأحمر، بينما غطت كتلٌ ضخمة من الرماد الأفق فوق سلسلة الجبال.

قياسات VAAC أشارت إلى أن سحب الرماد ارتفعت إلى نحو 45,000 متراً (148,000 قدماً) أثناء الثوران، وأن حركة الرماد كانت في مجملها باتجاه الشمال الغربي.

يقرأ  رونالدو يسجل هدفين ويقود البرتغال إلى فوز عاطفيخلال تصفيات كأس العالم في أرمينيا

تأثير محلي
الوسائل المحلية أفادت بتغطية مناطق حول البركان بالرماد، بما في ذلك قرى جبلية تُعرف كمواقع جذب سياحي. في قرية قريبة تسمى آفديرا، روى أحد السكان لوكالة رويترز أنه سمع صوتاً عالياً عند حدوث الثوران: «شعرنا وكأن قنبلة فجّرت مع دخان ورماد». وأضاف أن القرية بقيت مغطاة بالرماد حتى يوم الإثنين، مما عرقل حركة السياح والمرشدين المتجهين نحو صحراء داناكيل.

محطة آفار التلفزيونية ذكرت أن اهتزازات ورجوات متوسطة الشعور وصلت إلى مناطق وُلو في إقليم تغراي الشمالي، وبدت آثارها حتى في جيبوتي المجاورة. سكان وصفوا أن الدخان الداكن — لا الأبيض — أحاط بالمنطقة فوراً، مما أدى إلى ظلام شبه كامل محلياً.

هناك مخاوف صحية وبيئية حول تأثير الرماد على جودة الهواء في القرى القريبة. وأوضح المسؤول المحلي محمد سعيد لوكالة الأنباء أن للثوران انعكاسات اقتصادية محتملة على المجتمع المحلي، الذي يعتمد في معيشته على رعي الماشية وتغذيتها بالأعشاب، وجزء كبير من هذه المراعي مغطى الآن بطبقة سميكة من الغبار. «حتى الآن لم يتم تسجيل خسائر بشرية أو في المواشي، لكن العديد من القرى مغطاة بالرماد وباتت الحيوانات بلا غذاء كافٍ»، قال.

معلـومات عن بركان هايلي جبّي
بركان هايلي جبّي، من نوع القُبَّع (قشري/درعي) — سُمي بذلك لشكله المنخفض الشبيه بالدرع عند النظر إليه من الأعلى — يقع نحو 800 كم (500 ميل) شمال شرق أديس أبابا عاصمة البلاد. يرتفع نحو 500 متراً (1,640 قدماً) ويُعد الطرف الجنوبي لسلسلة إرتا ألي من البراكين الدرعية المنخفضة في آفار، ولم تُسجَّل له ثورات منذ حوالى 12 ألف سنة.

سلسلة إرتا ألي تضم أيضاً بركان إِرتا ألي النشط، المعروف محلياً باسم «الجبل الدخاني» باللغة الأفارية، والذي شهد انسياباً للحمم آخر مرة في يناير 2023 بحسب سجلات سميثسونيان.

يقرأ  غموض اختفاء الدكتور أبو صفية — صراع على الحقيقة

انتشار الرماد وتأثيره على الطيران
سحب الرماد البركاني انتشرت عبر البحر الأحمر إلى اليمن وعُمان ثم إلى باكستان والهند، حسب تتبُّعات مواقع رصد الطيران. سحب الرماد تحوي جسيمات كاشطة قد تدخل محركات الطائرات وتتلفها، وتلوّث المدارج وتقلل الرؤية، ما يجعل الطيران خطراً.

نتيجة لذلك تسبّب الرماد بتعطيلات واسعة لحركة السفر في دول مجاورة وعلى قارات أخرى، مع تسجيل إلغاءات لرحلات لدى عدة شركات طيران احترازياً؛ من ضمنها الناقل الهندي الوطني Air India و(إنديغو) وAkasa، وكذلك شركة KLM الهولندية. بغض النظر عن ذلك، لم ترد حتى الآن تقارير عن تأخيرات كبيرة في رحلات داخل إثيوبيا التي تُعد محوراً رئيسياً للرحلات في أفريقيا. إلغاء رحلات ونشر سحب الرماد البركاني — موجز الأحداث

شركات الطيران والإجراءات التنظيمية
– ألغت شركة “إير إنديا” 11 رحلة طيران يومي الاثنين والثلاثاء، فيما ألغت شركة “أكاسا” رحلات كانت مبرمجة في اليوم نفسه إلى جدة والكويت وأبوظبي، وفقًا لوكالة رويترز.
– أصدرت المديريه العامة للطيران المدني (DGCA) تحذيرات يوم الاثنين تطالب شركات الطيران بتفادي الارتفاعات والمناطق المتأثرة، محذرة من أن رماد البراكين قد يتسبب في أضرار لمحركات الطائرات، وفقًا لما نقلته صحيفة “ذا هندو”.
– طالبت الهيئة كذلك بإجراء فحوصات احترازية للطائرات التي عبرت المسارات المتأثرة والإبلاغ عن أي شبهة تأثير للرماد في أداء المحركات أو عن أي دخان أو روائح في قمرة الركاب. كما أُمرّت المطارات بتفتيش ممرات الإقلاع والهبوط بحثًا عن تلوث.

امتداد سحب الرماد وتوقعات الطقس
– انتشرت أعمدة الرماد عبر ولايات راجستان وماهاراشترا ودلهي وهاريانا وبنجاب.
– توقعت دائرة الأرصاد الجوية الهندية (IMD) أن تعود السماء صافية بحلول الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش يوم الثلاثاء مع تحرك سحابة الرماد نحو الصين.

يقرأ  في قطاع الفن العام بآرت بازل باريسكيرميت، الضفدع العملاق — والمزيد

الوضع في باكستان والخليج وعُمان
– أفادت مصلحة الأرصاد الباكستانية أن سحابة الرماد شوهدت على بُعد نحو 60 ميلاً بحريًا (حوالي 111 كلم) جنوب مدينة غوادر يوم الاثنين، بحسب صحيفة “داون”.
– ألغت شركة “طيران العربية” عددًا من الرحلات من الشارقة يوم الثلاثاء.
– فعّلت هيئة البيئة في عُمان استجابة طارئة لمراقبة سحب الرماد، لكنها لم تسجل تأثيرًا فوريًا على نوعية الهواء، وفقًا لصحيفة “تايمز أوف عمان”.

متى تسبّبت انفجارات بركانية بفوضى السفر سابقًا؟
– تُعد الانفجارات البركانية الشديدة التي تؤدي إلى تعطيلات واسعة النطاق أمورًا نادرة الحدوث.
– الحادثة الأبرز في العصر الحديث وقعت عام 2010، عندما ثار بركان “إييافجالايوكل” في آيسلندا بشكل متواصل من مارس إلى يونيو، مطلقًا أعمدة من الرماد البركاني غطت أجزاء من دول اسكندنافيا والمملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى. وصل الرماد إلى ارتفاعات تقارب 11 كيلومترًا في الغلاف الجوي، وكان يحتوي على جزيئات دقيقة وحادة من حطام جليدي نتيجة اندلاع الثوران تحت غطاء جليدي.
– في أبريل من ذلك العام أُجبرت المملكة المتحدة على إغلاق أجوائها بالكامل لمدة ستة أيام، وأُلغيت خلال تلك الفترة نحو 95 ألف رحلة؛ وقدّر مركز البحوث الاقتصادية والأعمال أن قطاع الطيران البريطاني تكبّد خسائر تقارب 1.45 مليار دولار نتيجة ذلك الإغلاق المطوّل. كما أغلقت إسبانيا والبرتغال وإيطاليا والنمسا وألمانيا أجواءها في مايو.
– شهدت حركة الطيران عبر أوروبا قيودًا شديدة وتوقفات متقطعة لعدة دول، مما أدى إلى احتجاز نحو 1.2 مليون مسافر يوميًا في أكبر شلل لحركة الطيران منذ الحرب العالميه الثانية.

أضف تعليق