عندما تتخيل السفر إلى فرنسا، قد لا تخطر على بالك الجزر، ومع ذلك تنتشر على الساحل الغربي لفرنسا عدة جزر ذات مناظر خلّابة، من بينها جزيرة مونت سانت ميشيل الصخرية وإيل دو ريه المشهورة بالمأكولات البحرية وركوب الأمواج. وأكثرها جاذبية من حيث الاسم والمشهد الطبيعي هي بيل-إيل-آن-مير، أو ببساطة بيل-إيل، أي «الجزيرة الجميلة في البحر».
الموقع والإطلالة العامة
تقع بيل-إيل في منطقة بريتاني شمال غرب فرنسا، وتشتهر بشواطئها الخلّابة ومناظرها الطبيعية المتنوّعة. هي أكبر جزر بريتون، مجموعة تضم أكثر من 800 جزيرة صغيرة. القرى الساحلية الساحرة مثل لو باليه، سوزون، بانغور، ولوكماريا تتباهى بمباني ملونة ومطاعم على البحر ومتاجر صغيرة وقوارب صيد تقصُّ رحلاتها لاصطياد مأكولات بحرية لذيذة. يزور كثيرون بيل-إيل في رحلة نهارية من كويبيرون، بينما يفضّل آخرون البقاء بضعة أيام أو أسبوع أو أكثر. تتوافر في الجزيرة بيوت ضيافة تؤجر بالليلة، وإيجارات منازل وشقق قصيرة الأمد عادة بالأسبوع، بالإضافة إلى 13 فندقًا منها كاستيل كلارا الفاخر في بانغور، ولا ديزيراد العائلي في بانغور، وفندق لو كاردينال ذو الإطلالات البحرية في سوزون، وجراند هوتيل دو بريتاني، أقدم فندق في الجزيرة في لو باليه.
ما الذي يمكنك فعله في بيل-إيل
سواء أفضت وقتًا هادئًا في الهواء الطلق أو رغبت في تحديات رياضية، تقدم بيل-إيل خيارات واسعة للمشي، وركوب الدراجات، والسباحة، والإبحار، وحتى ركوب الأمواج. تعج الجزيرة بموانئ ذات طابع صورىء، وسواحل صخرية، ومنحدرات، وكهوف، وشواطئ، مع مسارات مخصّصة للمشي الطويل والتجوال بالدراجات. من بين شواطئ المنطقة يبرز شاطئ ليه غراند سابل أو «الرمال الكبرى»، شاطئ ذو رمال بيضاء في خليج محمي ومقصد مفضّل للسباحة، والتمتع بأشعة الشمس، والتجديف والإبحار. تعتبر صخور ليه أِيجويس دو بورت كوتون (إبر بورت كوتون) — التي خلدها كلود مونيه بريشته — موقعًا سياحيًا شهيرًا يشتهر بغروب شمس بديع؛ الاسم يعبّر عن أشكال الصخور الإبرية ورغوة البحر الشبيهة بالقطن في الأجواء العاصفة. بالقرب من هناك يقف المنار الكبير (Le Grand Phare) بارتفاع 52 مترًا وقد شُيّد عام 1856، وهو من أشهر معالم بيل-إيل، ويمكن للزائرين تسلّق 247 درجة للوصول إلى قمته. يمكن للمشيّين اتباع مسار دائري من إبر بورت كوتون إلى المنار الكبير، والمسار الطويل المعروف GR®340 يحيط بالجزيرة ويستغرق عادةً أربعة أيام لإتمامه.
تراث فني وثقافي
تحمل الجزيرة تاريخًا فنيًا هامًا؛ فقد رسم منظرها الطبيعي عدد من روّاد الانطباعية مثل كلود مونيه، هنري ماتيس، وجون بيتر روسيل. كما أمضت الممثلة الفرنسية الشهيرة سارة برنار فصول الصيف في بيل-إيل، وسكنت حصنًا صغيرًا يُدعى لا بوانت ديه بولان وأضافت لاحقًا مبانٍ أخرى لإيواء مرافقيها؛ تُستعاد ذكراها اليوم في متحف L’Espace Muséographique Sarah Bernhardt.
ما الذي تأكل وتشرب في بيل-إيل
تشتهر الجزيرة بمأكولاتها البحرية الطازجة، خصوصًا «الأبراص» أو البرنكلز (barnacles)، وهي قشريات قريبة من السلطعون والروبيان واللوبستر. تتنوّع مصائد المنطقة فتوفّر القاروس، والبولاك، وأنقليس الكونغر، والبلطي، والماكريل، والبلطيان المسطح، والمحار في مياهها القريبة. تُعرض منتجات البحر الطازجة في أسواق الأسماك عبر الجزيرة، ما يتيح للزائر شراء صيد يومي للطهي بنفسه. كما تشتهر بيل-إيل بعسل النحل الأسود ذو نكهة فريدة ناتجة عن النباتات البرية المحلية، وسلالة أغنام محلية تساهم في توفر لحم الحمل وجبن مصنوع من حليب الغنم. من المطاعم المعروفة: لو سوت بقائمة موسمية بحرية، وكريبيري لا مېر ميشيل، ولو غرين دو سِل بإطلالات على البحر. يمكن لعشّاق الطعام زيارة منحل Fromagerie Pilou، ومقناة تقطير الكحوليات Kailis لتذوّق الويسكي المحلي، وجولة تربية نحل في Rucher de l’Abeille Noire، والتدلّل بحلوى المحل الصغير la Bien Nommée. كما تُباع منتجات البحر والسمكك الطازجة في الأسواق المحلية.
كيفية الوصول
للوصول إلى بيل-إيل يجب أولاً الوصول إلى ميناء كويبِرون، حيث تنطلق فيه العبّارات إلى الجزيرة. أما أقرب المطارات الدولية فهي نانت أتلانتيك ورين بريتاني، وكل منهما على بعد ساعة تقود بها السيارة تقريبًا، بينما المسافة من باريس إلى كويبِرون تقطع بالسيارة في نحو ست ساعات. سواء أكنت قادمًا من نانت، باريس، أو حتى لندن، فيمكنك الوصول إلى كويبِرون بالحافلة أو القطار أو السيارة، ومن ثم استقلال العبّارة مع أو بدون السيارة. تزدهر الجزيرة في فصل الصيف لكنها مفتوحة للزوار طوال العام.
خلاصة
من الطعام إلى الطبيعة والتاريخ الثقافي، تُعد بيل-إيل جوهرة قلّما تُقدَّر حق قدرها ضمن خيارات السفر في فرنسا. وإذا كنت تستكشف إقليم بريتاني فلا تفوت زيارة دينان، المدينة المتوسطية المحفوظة بشكل رائع والتي يُوصي بها كثيرون. للاطلاع على نصائح سفر متخصصة واكتشاف مواقع مخفية أخرى يمكنك الاشتراك في النشرة الإخبارية المجانية لمتابعة أحدث الاقتراحات.