فلسطينيون يظهرون بين ركام المباني المدمرة بعد غارة جوية في منطقة الرمال غرب مدينة غزة في 30 أغسطس 2025. (تصوير: ريزك عبدالجواد—Getty Images)
أصدرت الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية قراراً ترى فيه أن “سياسات وإجراءات إسرائيل في غزة تفي بالتعريف القانوني للإبادة الجماعية”.
بالاستناد إلى “المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية ومقاضاتها”، ترى الرابطة أن ردّ إسرائيل على الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 لم يُوجَّه فقط إلى حماس، بل استهدف أيضاً السكان الفلسطينيين في قطاع غزة بأكملهم.
«لقد انخرطت حكومة إسرائيل في جرائم منهجية وواسعة النطاق ضدّ الإنسانية، وجرائم حرب وإبادة جماعية، بما في ذلك هجمات عشوائية ومقصودة ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية»، جاء في نص القرار الذي أُقِرّ في 31 أغسطس.
وأوضحت الرابطة أن إسرائيل أجبرت على التهجير ما يقرب من كامل تعداد سكان قطاع غزة البالغ نحو 2.3 مليون نسمة مرات عدة، واستشهدت بتقديرات تشير إلى تدمير أكثر من 90% من البنية السكنية في الإقليم.
رئيسة الرابطة ملاني أوبراين قالت لوكالة رويترز يوم الاثنين: «هذا بيان حاسم من خبراء مجال دراسات الإبادة الجماعية بأن ما يحدث على الأرض في غزة هو إبادة جماعية».
تنص المادة الثانية من اتفاقية عام 1948 على أن الإبادة الجماعية «جريمة تُرتكب بقصد تدمير مجموعة وطنية أو عرقية أو عنصرية أو دينية، كلياً أو جزئياً». الاتفاقية لا تشمل المجموعات السياسية ولا ما يُعرف بـ”الإبادة الثقافية”.
قال مكتب الإعلام الحكومي الفلسطيني، في بيان اطلعت عليه مجلة TIME، إنه يرحّب بقرار الرابطة.
نفت إسرائيل مراراً وتكراراً أن تكون أفعالها في غزة تشكّل إبادة جماعية، مؤكدة حقها في الدفاع عن نفسها. ووصفت دائرة رئيس الوزراء الاتهامات بأنها “سخيفة” و”كذبة صارخة” في خطاب أُلقي في 13 أغسطس، مع إبراز موقف مكتب بنيمين نتنياهو.
اتهمت دول ومنظمات إسرائيل بالإبادة أمام محكمة العدل الدولية، وقدّم جنوب أفريقيا القضية لأول مرة في ديسمبر 2023. كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية سابقاً مذكرات توقيف ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس وزراء الدفاع السابق.
تواصلت مجلة TIME مع مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية الإسرائيلية لطلب تعليق.
يأتي قرار الرابطة في وقت تصعّد فيه إسرائيل خطط التوسع العسكري في مدينة غزة، وهو ما أثار انتقادات من قادة دوليين ومنظمات إنسانية؛ وفي هذا الإطار قررت ألمانيا تعليق مبيعات أسلحة مرتبطة بقطاع غزة إلى إسرائيل عند الإعلان عن التوسيع.
تتزايد المخاوف أيضاً بشأن أزمة سوء التغذية في غزة، بعد أن أكدت جهة دولية معنية بالأمن الغذائي بدعم الأمم المتحدة حدوث مجاعة في مدينة غزة للمرة الأولى منذ بداية حرب إسرائيل وحماس.
بدأت الحرب بعد هجوم نفذته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 أودى بحياة أكثر من 1,200 شخص وأدّى إلى احتجاز نحو 250 رهينة. ومنذ اندلاع الحرب قُتل أكثر من 63,000 فلسطيني، منهم 348 حالة ناتجة عن “الجوع وسوء التغذية” حسب وزارة الصحة في غزة.
وبغياب رقابة مستقلة على الأرض، تظل وزارة الصحة المصدر الأساسي لبيانات الضحايا التي تعتمد عليها مجموعات الإغاثة والصحفيون والهيئات الدولية؛ أرقامها لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين ولا يمكن التحقق منها بشكل مستقل من قبل TIME. وتشير بيانات قوات الدفاع الإسرائيلية إلى أن نسبة ضحايا المدنيين الفلسطينيين تبلغ 83%.
للتواصل: [email protected]