الرئيس الكونغولي يتهم رواندا بانتهاك إتفاق سلام ويشير إلى تقدم مسلحي «إم23» نحو أوفيرا
اتهم رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، رواندا بخرق اتفاق سلام بوساطة أمريكية وقع أخيراً، في وقت يواصل فيه ما يُعرف بحركة «إم23» تقدمها السريع نحو مدينة أوفيرا الواقعة قرب الحدود مع بوروندي.
قال تشيسيكيدي أمام البرلمان يوم الإثنين إن قوات رواندية نفّذت هجمات في مواقع عدة من إقليم كايفو الجنوبي خلال الأيام التي تلت توقيعَه هو ونظيره الرواندي بول كاغامي لإتفاق في واشنطن في الرابع من ديسمبر، في مسعىٍ لإنهاء سنوات النزاع. وأضاف أن الجيش الرواندي نفّذ وساند هجمات بأسلحة ثقيلة «في اليوم التالي تماماً لتوقيع الإتفاق».
لم يصدر تعليق فوري من حكومة رواندا. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن وزير خارجية رواندا أوليفييه ندهونجيره وصفه الادعاءات الموجهة إلى الجيش الرواندي بأنها «سخيفة» ومحاولة لتبرئة الفاعلين وتحميل الآخرين المسؤولية. رواندا تنفي دعمها حركة «إم23» وتؤكد أنها تواجه تهديدات من مجموعات مسلحة لها صلات بإبادة 1994، ووجودها في شرق الكونغو.
التوقيع الذي جرى الخميس أعاد التأكيد على الالتزام باتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وقطر وتم التوصل إلى مسودة مماثلة في يونيو، وقد رحب به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوصفه «فصلاً جديداً» للمنطقة، رغم استمرار الاشتباكات خلال أو بعدها.
اشتباكات قرب الحدود مع بوروندي
في شرق الكونغو، أفادت وكالات أنباء بأن «إم23» تتقدم نحو أوفيرا، آخر مركز حضري كبير في كايفو الجنوبي لم تسقطه الحركة بعد. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر محلية وعسكرية أن مئات الجنود الكونغوليين وحلفاء بورونديين لاذوا بالفرار إلى داخل بوروندي هرباً من زخم الهجوم.
أبلغت وكالات أنباء أخرى أن مواجهات دارت قرب لوفونجي، وهي مستوطنة تقع نحو 60 كيلومتراً شمال أوفيرا، مع أنباء عن سيطرة مقاتلي «إم23» على القرية. وسُجلت اشتباكات أيضاً في سانغ القريبة، بين أوفيرا ولفوفونجي، حيث أفادت تقارير بأن ما يصل إلى 36 شخصاً لقوا حتفهم جراء هجمات بعبوات ناسفة أو قنابل يدوية.
من جهةٍ ثانية، دانت وزارة خارجية بوروندي هجوماً قالت إنه شنّته رواندا على أراضيها قرب سيبيتوك، وهو عمل أسفر عن جرح شخصين من بينهم طفل عمره 12 عاماً.
توتّر في غوما ومعوقات دفاعية
من غوما، أكبر مدن شرق الكونغو، قال مراسل الجزيرة آلان ويكاني إن التوتر مرتفع مع تقدم «إم23» نحو أوفيرا. وأضاف أن الكونغو ركزت خلال أشهر سابقة موارد عسكرية في المنطقة في محاولة لردع أي تقدم، غير أن ذلك لم يمنع حركة «إم23» من التقدم، مشيراً إلى أن «فوضى» في التنسيق بين الجيش الكونغولي وحلفائه تزيد من صعوبة مهمة الدفاع.
واشنطن «قَلِقة بشدة»
أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن «قلقها الشديد» إزاء العنف المستمر في شرق الكونغو، وقالت إن رواندا، التي تتهمها واشنطن بالاستمرار في تقديم الدعم لحركة «إم23»، مطالبة بمنع أي تصعيد إضافي. وأفاد مسؤول كبير في إدارة ترامب لوكالة رويترز أن واشنطن تراقب الوضع عن كثب «بما في ذلك المناطق التي قد لا تتطابق فيها الأفعال على الأرض مع الالتزامات المعلنة»، وأن الإدارة تعمل مع الطرفين، فيما أكد ترامب توقعه لنتائج فورية.
رغم أن الاتفاق الذي وُصف بالبُركتيبي ـ ويشمل بنداً اقتصادياً يهدف إلى تأمين إمدادات أميركا من المعادن الحيوية ـ لاقى ترحيباً رسمياً، إلا أن محللين شككوا في قدرته على إرساء سلام دائم، لا سيما في بلد شهد على مدى سنوات سلسلة من اتفاقيات وقف إطلاق النار التي لم تنه القتال.