جنوب أفريقيا: الأهداف المشتركة لمجموعة العشرين تفوق الخلافات مع اختتام القمة

قال الرئيس سيريل رامافوزا إن إعلان قمة العشرين يعكس “تجدّد الالتزام بالتعاون المتعدد الأطراف” وينمّ عن أن الأهداف المشتركة بين الأعضاء أكبر وأعرض من الخلافات السياسية.

كمستضيف لقمة جوهانسبرغ، نجح رامافوزا في تمرير إعلان تناول تحديات عالمية ملحّة مثل أزمة المناخ رغم اعتراضات الولايات المتحدة وقرارها بمقاطعة الحدث. الإعلان صدر مع انتقال الرئاسة الدورية للمجموعة الى الولايات المتحدة وسط خلاف دبلوماسي مستمر.

وأضاف رامافوزا في حفل اختتام القمة أن نص الإعلان يؤكد أن “الأولويات المشتركة للزعماء تفوق خلافاتهم”، وأنه التزام عملي باتخاذ إجراءات ملموسة لتحسين معيشة الناس حول العالم.

الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا أثنى على انعقاد قمة العشرين وقمة المناخ كوب30 في البرازيل، معتبرًا أن ذلك دليل على أن روح التعددية الحقيقية لا تزال حية، ودعا إلى ترجمة قرارات القمة إلى خطوات تنفيذية سريعة.

انتهت القمة بتجدد الخلاف الدبلوماسي مع الولايات المتحدة بعد رفض البلد المضيف تسليم رئاسة المجموعة رسمياً إلى ما وصفته واشنطن بمسؤول أمريكي “ثانوي”، وهو ما اعتبرته جنوب أفريقيا إهانة لمكانة الرئاسة. وصرّح وزير خارجية جنوب أفريقيا، رونالد لامولا، بأن قمة القادة تستدعي حضور رئيس الدولة أو مبعوث خاص أو وزير، وأن الولايات المتحدة، كعضو في المجموعة، إن أرادت تمثيلاً فعلياً فيمكنها إرسال ممثل بالمستوى المناسب.

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستكون راعية رئاسة مجموعة العشرين لعام 2026، وأنها تنوي عقد قمتها في نادي الغولف في دورال بفلوريدا. وقد قاطع الرئيس دونالد ترمب قمة القادة في جوهانسبرغ، معتبراً المزاعم حول اضطهاد حكومة الأغلبية السوداء لأقلية بيضاء أسباباً للاعتذار عن الحضور—مزاعم نفاها مراقبون ووسائل إعلام على نطاق واسع.

تعمق الخلاف هذا الأسبوع عندما قال رامافوزا إن واشنطن غيرت موقفها ورغبت في المشاركة في القمة في اللحظة الأخيرة، وهو ما نفته الإدارة الأميركية، مؤكدة أن مسؤوليها سيحضرون فقط مراسم تسليم الرئاسة، التي لم تتم. ومع ذلك أكد رامافوزا أن رئاسة المجموعة قد انتقلت الى الولايات المتحدة.

يقرأ  قوات تايلاند تستخدم رصاصًا مطاطيًا وغازًا مسيلاً للدموع في اشتباك مع قرويين كمبوديين — أخبار عسكرية

على صعيد آخر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة لا تزال تقيّم إمكانية نشر قوات أمنية للمشاركة ضمن قوة دولية للتثبيت تخطط لها دول عدة في غزة. ولعبت تركيا دورًا بارزًا في وساطات التهدئة، وكانت من بين الموقعين على الاتفاق الذي جرى توقيعه في مصر، فيما وصف أردوغان الهجمات في غزة بأنها ترقى إلى “إبادة جماعية” وحمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية عنها.

وعلى نحو تاريخي، خرجت جنوب أفريقيا عن التقليد بإصدار إعلان القمة في اليوم الافتتاحي للمحادثات—إعلان يُفترض عادة أن يصدر في ختام القمم. جاء ذلك على رغم معارضة الولايات المتحدة لأجندة جنوب أفريقيا التي أولت اهتمامًا واسعًا لقضايا المناخ وعدم المساواة العالمية، كما أعلنت الأرجنتين معارضةً بعد غياب رئيسها خافيير ميلي عن القمة.

مع ذلك، حظي الإعلان بدعم دول كبرى أخرى في المجموعة، بينها الصين وروسيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة واليابان وكندا. ودعا بشكل أساسي إلى مزيد من الاهتمام الدولي بمسائل تؤثر على الدول الفقيرة بشكل خاص، مثل تمويل جهود التعافي من كوارث مرتبطة بالمناخ، وإيجاد سبل لتخفيف عبء الديون، ودعم انتقالها إلى مصادر طاقة خضراء.

أضف تعليق