بكين تنفي الاتهامات قبل أسابيع من قرار حكومي بشأن سفارة صينية جديدة
نُشر في 18 نوفمبر 2025
وكالة الاستخبارات الداخلية البريطانية تحذر النواب والجامعات من محاولات تجسّس من قبل الصين، تتضمّن استخدام جاسوسين متنكرين كمستقطبين للكوادر المهنية
أصدرت خدمة الأمن MI5 تحذيراً رسمياً يوم الثلاثاء موجهاً إلى البرلمان وموظفيه، أكدت فيه أن عناصر مرتبطة بالصين استخدمت منصات التواصل المهني، بما في ذلك لينكدإن، للقيام بـ«اتصالات واسعة النطاق» تهدف لاستقطاب نواب ومسؤولين يمكن أن يُمنحوا وصولاً إلى معلومات حساسة عن أعمال البرلمان والحكومة البريطانية.
وقال وزير الأمن دان جارفيس أمام مجلس العموم: «أصدرت MI5 اليوم إنذاراً بالتجسّس لتحذير مؤسساتنا الديمقراطية من الاستهداف المستمر من قِبل جهات صينية». وأضاف أن أجهزة الاستخبارات البريطانية رصدت محاولات استقطاب وتكوين علاقات مع أشخاص يمكن أن يوفروا معلومات حساسة عن البرلمان والحكومة.
في أكتوبر الماضي، حذرت MI5 من قيام عناصر بإعداد إعلانات وظيفية مزيفة على نطاق واسع على منصات التوظيف الإلكترونية كوسيلة لجذب محترفين بريطانيين والحصول على معلومات منهم. ووصفت لندن نشر آلاف الإعلانات المشبوهة بأنه جزء من أساليب خداعية متزايدة.
ردت بكين بسرعة ونفت الاتهامات، داعية المملكة المتحدة إلى وقف ما وصفته بالمسرحية الممثلة والادانة الذاتية، وقالت متحدثة باسم السفارة الصينية في لندن إنها «قدمت ادانة شديدة» للحكومة البريطانية ورفعت ملاحظات رسمية احتجاجية.
وحذّر جارفيس أيضاً من أن الجامعات البريطانية تقع ضمن نطاق محاولات التأثير الصيني، سواء عبر توجيه البحوث أو التدخّل في نشاطات الحرم الجامعي. وأوضح أن الوزراء سيعقدون لقاء مغلقاً مع رؤساء الجامعات لتوضيح مخاطر التدخّل الأجنبي وسبل التصدي لها.
يأتي التحذير الجديد بعد أن تخلّى الادعاء البريطاني في سبتمبر عن قضية تتعلق باتهام رجلين بريطانيين بالتجسّس لصالح الصين بشأن أعضاء في البرلمان، مستشهداً بعدم كفاية الأدلة الواضحة لبيان أن بكين تمثل تهديداً للأمن القومي. وأنهى تفكك القضية اتهامات من معارضين بأن رئيس الوزراء كير ستارمر يفضّل تحسين العلاقات مع بكين على حساب الأمن القومي، وهو ما تنفيه الحكومة.
هذا التحذير ظهر قبل أسابيع من موعد حاسم على الحكومة لاتخاذ قرار بشأن الموافقة على مقر سفارة صيني ضخم في لندن، وهو مشروع يثير قلق منتقدين يقولون إنه قد يشكل خطراً أمنياً.
في وقت سابق من العام الماضي، منعت المملكة المتحدة دخول رجل أعمال صيني يُزعم ارتباطه بشخصية مثيرة للجدل من العائلة الملكية، وقالت السلطات إن المشتبه به كان يشكّل خطراً على الأمن القومي. وأفادت تقارير أنه كان «مقرباً» من أندرو، ودعي إلى بعض المقرات الملكية مثل قصر باكنغهام، كما التقى المشتبه به مع اثنين من قادة المملكة المتحدة السابقين في مناسبات مختلفة.