إسماعيل عمر، رئيس جيبوتي، قد يترشح لإعادة انتخابه في 2026 بعد إقْرار البرلمان إلغاء حدّ السن للمرشحين
نُشر في 26 أكتوبر 2025
أقرّ برلمان جيبوتي الأحد إلغاء القيد الدستوري الذي كان يحدّ عمر المرشحين للرئاسة بـ75 عاماً، ما يفتح الباب أمام الرئيس الحالي، الذي يبلغ 77 عاماً، للترشح لولاية سادسة. صوت جميع النواب الـ65 الحاضرين لصالح إلغاء الحدّ، في خطوة تتطلب موافقة رئاسية تليها جولة تصويت ثانية في البرلمان في مثل يوم 2 نوفمبر، أو طرح التعديل في استفتاء شعبي.
يذكر أن إسماعيل عمر يتولى السلطة منذ 1999 بعد أن حلّ محلّ حسن جوليد أبتيدون، مؤسس الدولة. وقد أدخل هو نفسه هذا القيد العمري في دستور 2010 إلى جانب تعديلات ألغت حدود الولايتين الرئاسيتين، مع تقليص مدة الولاية من ست سنوات إلى خمس.
دافَع رئيس مجلس النواب ديليتا محمد ديليتا عن التعديل بوصفه ضرورياً للحفاظ على الاستقرار في منطقة تموج بالأزمات، وقال إن الدعم الشعبي للتدابير تجاوز 80 في المئة، وهو أمر لم تتمكن الجزيرة من التحقق منه بصورة مستقلة.
في مقابلة سابقة مع مجلة Jeune Afrique هذا العام، ألمح الرئيس إلى أنه لا ينية لديه للتنحّي، قائلاً: “كل ما أستطيع قوله هو أنني أحب بلدي كثيراً لدرجة أنني لن أخوض مغامرة متهوّرة وأكون سببًا في الانقسامات.” وناصر حقوقيون ونشطاء ديمقراطيون موقفهم منتقدين القرار باعتباره خطوة نحو حكم مدى الحياة. قال عمر علي إوّادو، رئيس رابطة حقوق الإنسان في جيبوتي: “هذا التعديل يمهّد لرئاسة مدى الحياة”، ودعا إلى انتقال ديمقراطي سلمي وسلمي — (ملاحظة: صوت فيها الحزب المعارض على المقاطعة).
قال أطر أحمد فرح، قيادي في حركة التجديد والتنمية الديمقراطية، للجزيرة إن الشركاء الدوليين ينبغي أن يعيدوا تقييم أولوياتهم، مضيفاً أن موقع البلاد الاستراتيجي وقواعدها العسكرية لا تعني أن المصالح الثانوية تهمّ شخصاً واحداً على حساب الشعب الجيبوتي.
فاز إسماعيل عمر بولاية خامسة في 2021 بنسبة تفوق 98% بعد مقاطعة معارضة واسعة. حينها رحبت الولايات المتحدة بالنتيجة لكنها حثت الحكومة على “تعزيز مؤسساتها وآلياتها الديمقراطية بما يتوافق مع توصيات بعثات المراقبة”.
يعدّ إسماعيل عمر ثالث أطول زعماء شرق إفريقيا بقاءً في الحكم بعد يوري موسيفيني في أوغندا وإسياس أفورقي في إريتريا.
رغم تعدادها السكاني المتواضع الذي يقارب مليون نسمة، تتمتع جيبوتي بنفوذ جيوسياسي كبير؛ فهي تستضيف القاعدة الأمريكية الدائمة الوحيدة في أفريقيا إلى جانب منشآت فرنسية وصينية ويابانية وإيطالية، وتقع على مداخل مضيق باب المندب، ما يجعلها محورية لشحنات التجارة بين آسيا وأوروبا. هذا الموقع الاستراتيجي ساهم في حفاظ البلد على قدر من الاستقرار، بينما تشهد دول الجوار أزمات متصاعدة تشمل الحرب الأهلية في السودان وتفكك مؤسسات في الصومال.