قاد نحو 1400 كاثوليكي مرتدّون أزياء قوس قزح وحاملون للصلابان مسيرة مرَّت عبر باب القديس بطرس المقدّس في كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان، في إطار أول حج معترف به رسمياً لمجتمع الميم خلال سنة اليوبيل.
ينحدر الحجاج من حوالي 20 دولة، ويشاركون هذا الأسبوع في ترتيلات صلاة وسهرات التبريك والقداسات وأنشطة أخرى، رغم أنهم لن يحظوا بلقاء خاص مع البابا ليو الرابع عشر.
لم يغير سلفه، البابا فرنسيس الذي توفي في أبريل، عقيدة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تجاه أفراد مجتمع الميم، لكنّه سعى إلى تلطيف الخطاب عبر مرسوم صدر في 2023 تضمن منح الكهنة بعض المجال لبركة الأزواج من نفس الجنس في ظروف محددة — خطوة أثارت استياء محافظين داخل الكنيسة، لاسيما في أفريقيا.
في يوم السبت دخل بعض من أعضاء مجتمع الميم بازياء رمزية باب القديس بطرس المقدّس في احتفال رمزي يُعبر عن المصالحة، ويُفتح هذا الباب فقط مرة واحدة كل خمس وعشرين سنة للاحتفال بسنوات اليوبيل.
قال فرنسيس ديبرناردو، المدير التنفيذي لمنظمة “نيو وايز مينستري” المدافعة عن حقوق المثليين داخل الكنيسة، إنّ «الأمر لا يقتصر على تحرك أفراد مجتمع الميم للمطالبة بكونهم جزءاً من الكنيسة، بل إن مؤسسات كنسية رسمية ترحب بهم وتساعدهم على سرد قصصهم».
تتوقع الجهات المنظمة تدفق نحو 32 مليون حاج إلى الفاتيكان هذا العام بمناسبة احتفالات اليوبيل.
البابا ليو، الذي انتُخب في مايو، لم يتوجّه بعد بخطاب علني إلى مجتمع الميم، ولم يعلّق أيضاً على مرسوم سلفه الصادر في 2023. من جهته، علّق فرنسيس في 2020 قائلاً إنّ “للأشخاص المثليي الجنس الحق في أن يكونوا جزءاً من عائلة”، وأضاف: “هم أبناء الله… ولا ينبغي طرد أحد أو تعذيبه بسبب ذلك”.
وبعد ثلاث سنوات منح فرنسيس بعض الكهنة الإمكانية لبركة الأزواج من نفس الجنس والأزواج المصنَّفين كـ«غير نظاميين» في ظروف معيّنة، لكن الفاتيكان أكّد أن مثل هذه البركات لا ينبغي أن تُدرَج ضمن الطقوس الكنسية الاعتيادية ولا أن ترتبط بالزواج المدني أو حفلات الزواج، مُجدِّداً رؤيته التقليدية للزواج بأنه اتحاد بين رجل وامرأة.
تلعب منظمات مثل “نيو وايز مينستري” دوراً في مناصرة حقوق مجتمع الميم داخل الهياكل الكنيسة الرسمية، وتظلّ المسألة محور نقاش حاد داخل أروقة الكنييسة والدوائر العالمية على حدّ سواء.