حذّرت رئيسة وزراء الدنمارك ميت فريدريكسن من أن على أوروبا أن تتسلح للاستجابة لحرب هجينة تُنسب إلى روسيا.
«آمل ان يدرك الجميع الآن أن ما نواجهه حرب هجينة؛ فبينما يكون اليوم في بولندا وغدًا في الدنمارك، فمن المحتمل أن نشهد في الأيام المقبلة أعمال تخريب أو طائرات مسيّرة في أماكن أخرى»، قالت فريدريكسن للصحفيين الأربعاء خلال قمة تضمنت زعماء أوروبيين ناقشوا جهودًا مشتركة لتعزيز الردع والدفاع.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حضر القمة هو الآخر وحثّ الاتحاد الأوروبي على التحلّي بالحذر في المواجهة الراهنة مع موسكو. «أظنّ أننا جميعًا يجب أن نكون شديدي الحذر لأننا نعيش زمن مواجهة ملطّخ بالممارسات الهجينة»، قال ماكرون على هامش القمة في كوبنهاغن. «لهذا علينا أن نكون أقوياء لردع أي عدوان، لكن علينا أيضًا أن نتوخّى الحذر ونتجنب أي تصعيد.»
وحذرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني من الإفراط في رد الفعل. «رغم كل شيء، أعتقد أنّ علينا التفكير بهدوء. لا ينبغي أن نرد على الاستفزازات. علينا أن نتزوّد بالقدرات، وهذا أمر لا جدال فيه»، قالت.
تشمل الحرب الهجينة استخدام أساليب تقليدية مثل الدبابات والصواريخ، جنبًا إلى جنب مع أساليب غير تقليدية تشمل الهجمات السيبرانية وحملات التضليل على الإنترنت. وذكر ماكرون أن روسيا كانت «لاعبًا عدوانيًا جدًا» لسنوات، مستشهدًا بهجمات سيبرانية استهدفت انتخابات، وحربها على أوكرانيا، وتهديداتها النووية، وتجاوزاتها الأخيرة للمجال الجوي.
اجتمع رؤساء الدول ورؤساء الحكومات في عاصمة الدنمارك بعد سلسلة حوادث لطائرات مسيّرة قرب مطارات وقواعد عسكرية دنماركية خلال الأسبوع الماضي. قبل انعقاد الاجتماع، نُصِب نظام راداري خاص في مطار كوبنهاغن لمراقبة الأجواء بعدما تسبّبت طائرات مسيّرة مجهولة في إغلاق حقل الطيران قبل أسبوع، ما أدّى إلى تعطيلات كبيرة. أرسلت فرنسا وألمانيا وهولندا والسويد والمملكة المتحدة طائرات وسفنًا وأنظمة دفاع جوي إلى الدنمارك قبل المحادثات.
وعلى الرغم من أن السلطات الدنماركية لم تحدد الجهة المسؤولة حتى الآن، قالت فريدريكسن: «هناك بلد واحد فقط يهدّدنا، وهو روسيا، ولذلك نحتاج إلى ردّ قوي جدًا». وطالبت رئيسة الوزراء بالتسليح مجددًا في وجه التهديدات المتزايدة: «أريد أن نتسلّح. أريد أن نشتري مزيدًا من القدرات. أريد أن نبتكر أكثر، على سبيل المثال في مجال الطائرات المسيّرة. عندما أنظر إلى ارووبا اليوم، أعتقد أننا في أصعب وأخطر وضع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.»
تجاوزات في المجال الجوي
سُجّلت تجاوزات خطيرة للمجال الجوي في أوروبا خلال الشهر الماضي، لكن ليست كل دول الاتحاد متفقة على طريقة التعامل معها. بعد أن اتُهِمت روسيا بالتورّط في دخول طائرات مسيّرة إلى مجالَي بولندا ورومانيا الجويين، قال ماكرون الأسبوع الماضي إن ردّ حلف شمال الأطلسي سيتعين أن «يرتفع درجة» في حال وقوع «استفزازات جديدة» من موسكو. ولم يستبعد ماكرون إسقاط مقاتلة روسية إذا خرقت المجال الجوي الأوروبي: «وفقًا لعقيدة الغموض الاستراتيجي، أستطيع أن أقول لكم إن لا شيء مستبعد».
في الشهر الماضي قالت بولندا إنها أسقطت طائرات مسيّرة روسية اخترقت مجالها الجوي بينما شنت روسيا هجومًا واسعًا على أوكرانيا، فيما أفادت وزارة دفاع رومانيا بأن طائرة مسيّرة اخترقت مجالها الجوي أثناء هجوم روسي على بنى تحتية مجاورة في أوكرانيا.
وذكر ماكرون كذلك أن ناقلة نفط قبالة السواحل الفرنسية ارتكبت «انتهاكات خطيرة جدًا» وربطها بأسطول الظل الروسي الذي يتجنّب العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا. وكانت الناقلة تبحر قبالة سواحل الدنمارك الأسبوع الماضي وأشار خبراء بحريون أوروبيون إلى احتمال تورطها في عمليات طائرات مسيّرة فوق الدولة الإسكندنافية.
بعد غزو روسيا لأوكرانيا توقّع زعماء ومؤسسات استخباراتية أن روسيا قد تشن هجومًا في مكان آخر بأوروبا خلال ثلاث إلى خمس سنوات، وأن الرئيس فلاديمير بوتين يسعى لاختبار حلف الأطلسي وسط شكوك بشأن التزام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالمنظمة. ومع ذلك، يشكك بعض الخبراء العسكريين في جاهزية الجيش الروسي لخوض حرب واسعة جديدة.