حظر استخدام شرطة الخيل لتفريق الاحتجاجات

قالت جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل (ACRI) إنّ استخدام عناصر الشرطة المنطقَدة على الخيل يترك “تأثيرًا رادعًا” يمنع المواطنين من ممارسة حقهم في الاحتجاج ويُضعف أسس الديمقراطية.

وذكرت الجمعية في عريضة قدمتها إلى محكمة العدل العليا أنّه لا ينبغي لشرطة اسرائيل أن تُستخدم الخيل لتفريق التظاهرات، وإن لم يكن حظرٌ تامّ ممكنًا فلابد من تعديل البروتوكولات بحيث لا تُستعمل الخيول بالتزامن مع أساليب تفريق أخرى، حرصًا على سلامة المتظاهرين. وطالبت العريضة بإصدار أمر شرطي يقلب عبء الإثبات لصالح المتظاهرين.

تأتي العريضة على خلفية سلسلة حوادث عنف أوسع شهدتها التظاهرات خلال العامين الماضيين نتيجة الفارق في القدرات والوسائل. فقد شهدت الأيام الأخيرة احتجاجات حاشدة على الطرق السريعة وفي مراكز المدن المطالبة بعودة وخلاص الخمسين رهينة الذين لا يزالون محتجزين لدى حركة حماس.

وقالت الجمعية إن بدائل البروتوكول الحالي يمكن أن تشمل التأكد من وجود ممرات خروج واضحة للمتظاهرين حين تُستخدم الخيول، ومنع استعمال اللجام كأداة للجلد، وإجراءات أخرى تحدّ من مخاطر الإصابة.

وفي لقطة فوتوغرافية تبيّن المشهد العام، اعترض رجال متدينون الحريديم طريقًا واشتبكوا مع الشرطة قرب بني براك خلال احتجاج على اعتقال طلاب ييشيفا رفضوا التجنيد، في 23 يوليو 2025 (تصوير: ديفيد كوهين/فلاش90).

وترى الجمعية أنّ الصلاحيات الممنوحة للشرطة تُنتهك حين تُستخدم وحدات الخيّالة بهذا الشكل، لأن ذلك يهدد الأشخاص وسلامتهم وحرية التظاهر بطريقة غير معقولة. وتوضح العريضة أنّ لدى الشرطة أربع وحدات فارسة تضمّ نحو 64 حصانًا موزّعة في القدس وتل أبيب والشمال والجنوب.

وأضافت العريضة أن استخدام الشرطة الفارسة يترك “تأثيرًا رادعًا” يقيّد قدرة المواطنين على ممارسة حقهم المدني ويُضيّق من أسس النظام الديمقراطي.

أشارت المحامية نِتسان إلاني، مقدمة العريضة، إلى أنّ “النهج الحالي لدى الشرطة يتجاهل تمامًا الخصائص الأساسية لاستخدام الخيول، التي تختلف جوهريًا عن وسائل تفريق التظاهرات الأخرى. الحصان حيوان ضخم له سلوكيات غير متوقعة لا يمكن التحكم بها دائمًا، واستخدام وحدات فارسة لتفريق المتظاهرين غالبًا ما يصاحبه عنف شديد وعشوائي.”

يقرأ  البيانات التي ينبغي أن توجه قرارات التكنولوجيا التعليمية في مراحل التعليم الابتدائي والثانوي — عامَي ٢٠٢٥–٢٠٢٦

في أيار الماضي أقامت النيابه دعوى قضائية ضد شرطي باتهامات احتجاز واعتداء وضرب متظاهر أثناء دورية على ظهر حصان خلال احتجاجات ضد إصلاح القضاء في أبريل 2023. وقال الشرطي شاي بيريتز للمحققين آنذاك: “أمسك بالحِصان، لكن السيطرة ليست مطلقة. في النهاية هو حيوان وسلوكه غير متوقع. كان من المعجزة ألا ينقضّ عليه بوزن 600 كجم على الحشد”، وفق ما نقلت عن ذلك صحيفة حريتس.

وتذكر العريضة أيضًا حادثة أحدث، في 24 يوليو، أصيبت خلالها متظاهرة إصابة خطيرة جرّاء ركلة حصان: تظهر لقطات أنها سقطت أرضًا بعد اقتحام الفارس، ثم ركلها الحصان بقوة في الجزء الخلفي، مما سبّب لها ألمًا شديدًا وعيقها عن الوقوف؛ وأظهر الفحص الطبي كسورًا في فقرات العمود الفقري.

وتورد العريضة حوادث أخرى متعددة لاشتباكات بين متظاهرين ووحدات الخيّالة. وقالت إلاني إنّ “الشرطة لم تكتف بخفض مستوى التحكم في استخدام الخيّالة، بل غيّرت أيضًا بروتوكولاتها لتوسيع نطاق الاستعمال”، مما يقلص بدوره إمكانيات الرقابة ورصد الأضرار المترتبة.

أضف تعليق