حماس تحشد مقاتلين مع تزايد المخاوف من عنفٍ داخلي

استدعت حركة حماس نحو سبعة آلاف عنصر من قواتها الأمنية لإعادة فرض السيطرة على مناطق في غزا تُركت مؤخراً من قبل القوات الإسرائيلية، وفقاً لمصادر محلية.

كما عيّنت المجموعة الفلسطينية خمسة محافظين جدد من ذوي الخلفيات العسكرية، بعضهم كان يقود ألوية في جناحها المسلح سابقاً.

وأُمرَ بالتعبئة عبر اتصالات هاتفية ورسائل نصية أفادت أن الهدف هو «تطهير غزا من الخارجين عن القانون والمتعاونين مع إسرائيل» وأن على المقاتلين الالتحاق خلال 24 ساعة.

تشير تقارير من غزة إلى أن وحدات مسلحة تابعة لحماس انتشرت بالفعل في عدة أحياء، بعضها بملابس مدنية وأخرى بزِيّ الشرطة الزرقاء في غزة.

تصاعدت التوترات بشكل حاد وسريع بعد أن أطلق مسلحون من عشيرة الدغموش القوية في حي صبرا بمدينة غزة النار فقتلوا عنصرين من قوات النخبة في حماس. وكان أحد القتيلين ابن قائد رفيع في الجناح المسلح لحماس، عماد عقل، الذي يتولى الآن قيادة الاستخبارات العسكرية للحركة.

تركت جثثهما في الشارع، مما أثار غضباً وأعاد الاحتمال بحدوث رد مسلح واسع من قبل حماس.

لاحقاً، أحاط عناصر حماس بمنطقة واسعة يُعتقد أنها تضم أكثر من 300 مسلح من عشيرة الدغموش، مُسَلَّحين بالرّشاشات والمتفجرات المُعدَّة يدوياً.

فهذا الصباح قتلت حماس عضواً من عشيرة الدغموش، ووردت تقارير عن اختطاف نحو 30 آخرين.

بعض أسلحة العشيرة نُهبت من مخازن حماس أثناء الحرب، بينما كانت أجزاء أخرى بحوزتهم لسنوات.

لقد كانت التعبئة التي قامت بها حماس منتظرة على نطاق واسع في ظل تزايد الغموض حول من سيحكم غزة بعد انتهاء الحرب.

وهذا موضوع محوري قد يعقّد انطلاق المرحلة الثانية من خطة السلام للرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تدعو إلى نزع سلاح حماس.

يقرأ  الجيش الإسرائيلي ينشر صورة جديدة لمتحدث حماس القتيل أبو عبيدة ويعرض لقطات للضربة الجوية التي أودت بحياته

رفض مسؤول حماس الموجود في الخارج التعليق مباشرة على تقارير النشر حول الانتشار الأمني، لكنه قال للبي بي سي: «لا يمكننا ترك غزة رهينة للصوص والميليشيات المدعومة من الاحتلال الإسرائيلي. أسلحتنا شرعية… لمقاومة الاحتلال، وستبقى ما دام الاحتلال مستمراً».

أعرب ضابط أمني متقاعد خدم سنوات مع السلطة الفلسطينية في غزة عن خشيته من انزلاق الإقليم نحو جولة أخرى من الاقتتال الداخلي الدموي.

وقال للبي بي سي: «حماس لم تتغير. لا تزال ترى في السلاح والعنف الوسيلة الوحيدة لإبقاء حركتها على قيد الحياة».

وأضاف: «غزة غارقة بالأسلحة. النَهّابون سَرَقوا آلاف الأسلحة وذخائر من مخازن حماس أثناء الحرب، وبعض المجموعات تلقت إمدادات حتى من إسرائيل. هذه وصفة مثالية للحرب الأهلية: أسلحة، إحباط، فوضى، وحركة يائسة لإعادة فرض السيطرة على شعب محطّم ومرهق.»

قال خليل أبو شمّالة، خبير حقوق إنسان يقيم في غزة، إنه يبقى أن نرى ما إذا كانت حماس ستقبل بتسليم السيطرة ميدانياً أم ستسعى لعرقلة تنفيذ الخطة.

وأضاف: «لا شك في وجود خوف واسع بين كثير من الغزيين من احتمال اندلاع قتال داخلي، بالنظر إلى الظروف العديدة التي قد تؤججه.»

وألمح إلى أن حماس اضطرت لقبول خطة السلام تحت ضغوط شديدة تعرضت لها.

وقال: «أعتقد أن محاولاتها المستمرة للحفاظ على نفوذها بكل الوسائل، بما في ذلك التدخل في الشؤون الأمنية، قد تقوّض الاتفاق في النهاية وتغرق سكان غزة في معاناة أشد.»

هذه التطورات منذ وقف إطلاق النار في وقت سابق هذا الأسبوع أثارت قلقاً عميقاً لدى الغزيين الذين أرهقهم عامان من صراع مدمر.

أضف تعليق