خالد مشعل: حماس تسعى لإقناع الإدارة الامريكية برؤيتها لكيفية التعامل مع السلاح في غزة
قال خالد مشعل، رئيس مكتب حماس في الخارج، إن الحركة تعمل على إقناع الإدارة الامريكية بـ«رؤيتها» لكيفية إدارة مخزون السلاح والعتاد العسكري، وهو الملف الأكثر تعقيداً في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار الذي دام شهرين، والتي انتهكت إسرائيل أحكامه بشكل متكرر.
خلال مقابلة مع برنامج «موازين» على قناة الجزيرة، أعاد مشعل التأكيد على أن هدف حماس هو «خلق وضع بضمانات تمنع عودة الحرب بين غزة والاحتلال الإسرائيلي»، موضحاً أن ذلك يتطلب حسم تساؤلات عملية حول «كيفية تخزين هذا السلاح، وحمايته، وعدم استخدامه أو عرضه».
آليات الاستمرار في تهدئة هشة
عرض مشعل أفكاراً للحفاظ على الهدنة الهشة مع قرب انتهاء المرحلة الأولى التي شهدت تبادلات للأسرى والمخطوفين. وأشار إلى أن المرحلة الثانية ستتناول مسائل شائكة مثل انسحاب القوات الإسرائيلية، ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وإنهاء الحرب رسمياً.
واعتبر أن المفاوضين أجروا حوارات مع واشنطن حول مقاربة حماس للنزع، محذّراً من أن تسليم السلاح على الأرض يعني، بحسب تعبيره، «نزع روح» الحركة. مع ذلك اعتبر الانتقال إلى المرحلة الثانية واعتماد خطة حماس لنزع السلاح أمراً ممكن التطبيق، متوقعاً أن تتعامل الولايات المتحدة بواقعية وتضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاق.
الانتهاكات الإنسانية والواقع الميداني
نوّه مشعل إلى أن إسرائيل لم تَفِ بالتزاماتها بشأن السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وهو انتهاك تصاعدت خطورته في سياق الحرب التي وصفها المسؤولون الفلسطينيون بأنها مدمرة، خصوصاً مع تضرر مئات آلاف المدنيين من عواصف موسمية واضطرار كثيرين للجوء إلى خيام مؤقتة.
وفي تفاصيل أكثر عن الوضع العسكري والسياسي، لفت إلى أن الحركة تأسست في أواخر ثمانينيات القرن الماضي أثناء الانتفاضة الأولى، وأن جناحها العسكري، كتائب القسام، تشكل بعد ذلك بفترة قصيرة وظل يمثل لبّ هويتها القتالية منذ التسعينيات، بينما تولت القيادة السياسية إدارة القطاع منذ 2006.
خطة ترامب والضغوط الدولية
أشار النص إلى أن مكوّناً رئيسياً في خطة سلام مرحلية طرحتها إدارة ترامب ينص على تسليم السلاح إلى قوة حفظ سلام دولية، ما يعني نهاية حكم حماس في غزة. الصور السياسية الإسرائيلية اعتبرت ذلك هدفاً حربياً أساسياً، محذّرة من أن إخفاق مثل هذه الخطوة قد يفضي إلى انهيار الهدنة.
الانتهاكات والتبعات البشرية
رغم أن الهدنة بقيت قائمة نسبياً فإن إسرائيل خرقت الاتفاق مئات المرات، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى، وبقيت قواتها تسيطر على نحو نصف مساحة قطاع غزة المدمر. وسجّلت الجهات الصحية في غزة أرقاماً مروعة من الضحايا والجرحى على مدار الحرب.
وذكر التقرير أن أسيراً واحداً فقط الذي أُخِذ خلال هجمات أكتوبر 2023 ما زال في غزة، بينما أعيد مئات الأسرى الفلسطينيين، بينهم رفات بعض المتوفين أثناء الاعتقال، وظهرت على كثيرين منهم آثار تعذيب وتشويه بحسب مسؤولين في غزة.
دور الوسطاء والمرحلة الحرجة
أكّد الوسطاء على ضرورة تنسيق الجهود مع اقتراب وقف إطلاق النار من مرحلة وصفتها الدوحة بأنها «حاسمة». ونقل عن مسؤول أمريكي تأكيده إجراء مفاوضات مكثفة للانتقال إلى المرحلة الثانية، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن المرحلة الأولى تقترب من الانتهاء وأنه يسعى لتحقيق «نفس النتائج في المرحلة الثانية».
خلفية عن انهيار هدنة سابقة
تطرّق المشهد أيضاً إلى انهيار هدنة سابقة توسطت فيها إدارة ترامب مطلع العام، إذ انتهت فشلاً بعد انتهاك إسرائيل للاتفاق واستئناف عمليات عسكرية أسفرت عن مئات القتلى في اليوم الأول وحده.
قوة دولية للتثبيت وإدارة غزة المستقبلية
في منتدى الدوحة دعا وزير الخارجية التركي هاکان فيدان إلى التحلّي بالصبر في ملف نزع سلاح حماس، مؤكداً أن ذلك لن يحدث فوراً وأن هناك حاجة لتسلسل عملي وواقعية. وأعربت أنقرة عن رغبتها بالمشاركة في قوة دولية لتثبيت الوضع تسهّل انسحاب إسرائيل وتعمل على منع تصعيدات مستقبلية، فيما رفضت تل أبيب أي دور تركي.
ومن جانبه، لم يستبعد مشعل وجود قوات دولية لحفظ السلام، مشبّهاً إمكاناتها بدور قوات «اليونيفيل» في لبنان، رغم انتقاده لموافقة مجلس الأمن على خطة ترامب، وأعرب عن ثقة بأن وجود قوة دولية يمكن أن يحد من «التصعيد العسكري من داخل غزة».
أما على صعيد الإدارة المحلية في غزة بعد أي تسوية، فقد كرّر مشعل رؤية حماس بتسليم إدارة الشؤون لخبراء تقنيين مع التشديد على مبدأ «أن يحكم الفلسطيني الفلسطيني، وأن يقرّر الفلسطيني من يحكمه»، مع رفضه لفكرة «مجلس للسلام» الذي طرحه الرئيس الأمريكي واصفاً إياه بأنه ينطوي على مخاطر وقد يتحوّل إلى «نوع من الوصاية» على القطاع.
شارك مشعل أيضاً أن مباحثات في القاهرة جمعت فصائل فلسطينية لتشكيل هيئة تمثيلية لغزة تضم ثمانية أعضاء، لكنه قال إن هذه المساعي تواجه «عراقيل تضعها إسرائيل».