حُظر ناشط تانزاني من إنستغرام بعد تحشيده للاحتجاجات الانتخابية

ناشطةٌ تنزانية بارزة تتّهم الحكومة بالضغط لإسكاتها

من دار السلام — تتهم الناشطة المعروفة مانج كيمامبي الحكومة التنزانية بالوقوف وراء إلغاء حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي التي استخدمتها لحشد الرأي العام ضد السلطة. كانت كيمامبي، المقيمة في الولايات المتحده، تملك نحو ثلاثة ملايين متابع على انستغرام قبل حذف حساباتها.

اتهمتها السلطات بتحريض احتجاجات انتخابية أدّت إلى سقوط قتلى، ما أثار دعوات باعتقالها. من جهتها، قالت شركة ميتا أمام هيئة الإذاعة البريطانية إن حساباتها “أُزيلت لمخالفتها سياسة التكرار والانتهاك المتكرر لمعايير المجتمع”. وطلب الناطق باسم الحكومة التنزانية، جيرسون مزيغوا، من كيمامبي أن “تقدّم دليلاً على مزاعمها”.

أدلى النائب العام حمزة جوهاري تصريحاً اعتُبر إشارة إلى كيمامبي قال فيه إنه من الصعب تصديق أن “شخصاً واحداً خارج البلاد” قادر على توجيه الحشود عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأضاف أن على الجهات الأمنية إلقاء القبض عليها. وردّد مسؤولون آخرون تحفّظاتٍ على نشاطها، واعتبر منتقدوها أن تحرّكاتها السياسية سطحية وأنها تستخدم ألفاظاً مسيئة في انتقاد الرئيسة ومسؤولين رفيعي المستوى.

تأتي هذه التطورات في أعقاب احتجاجاتٍ واسعة أعقبت الانتخابات المتنازع عليها في 29 أكتوبر، التي فازت فيها الرئيسة ساميا سولوهو حسن بنسبة تقارب 98% بعد استبعاد معارضيها الرئيسيين من الترشح — أحدهم محتجز بتُّهَمة الخيانة وآخر مُنع لأسباب تقنية. تقول منظمات المعارضة والدفاع عن الحقوق إن قوات الأمن قتلت المئات خلال قمع الاحتجاجات، بينما لم تُصدر الحكومة أياً من أرقام الضحايا.

وبرغم الإدانة الدولية الواسعة، دافعت ساميا عن استخدام القوة ووصفتها بأنها “ضرورية” ضدّ متظاهرين “كانوا يُحاولون الإطاحة بالحكومة”. وأعلنت أنها جاهزة لمواجهة موجة احتجاجاتٍ جديدة مخطّطاً لها. في اليوم نفسه الذي أُغلقت فيه حسابات كيمامبي، تعرضت حسابات ناشطة أخرى بارزة، ماريا سارونغي، لتقييدات مماثلة.

يقرأ  ماهاتير في مئويته: لن تُنسى الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزةأخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

نشرت كيمامبي على حسابها في منصة X، الذي بقي متاحاً، أن ما حصل يوفّر “دليلاً إضافياً” على احتمال ضغطِ الحكومة على شركة ميتا لإسكات الأصوات المطالبة بحقوق الشعب، وطلبت من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التدخّل لدى الشركة لإعادة صفحاتها. وأكدت أنها طوال الأشهر الأخيرة استعملت منصاتها لتسليط الضوء على المشاكل وللدعوة إلى احتجاجاتٍ سلمية، لأن كثيرين من التنزانيين يشعرون بعدم وجود سبل آمنة للتعبير عن الرأي.

في سياق متصل، أكدت واشنطن أنها تراجع علاقتها التنزانية، معربةً في بيان لوزارة الخارجية عن مخاوف متزايدة بشأن تراجع ديمقراطي وحالات انتهاك لحقوق الإنسان، ومن ضمن ذلك قمع الحرية الدينية وحرية التعبير، وعرقلة الاستثمار الأمريكي، وعدم قدرة السلطات على منع العنف قبل الانتخابات وبعدها. وحذّر البيان من أن هذه الإجراءات تعرض مواطنين أمريكيين وسياحاً ومصالح الولايات المتحدة لمخاطر وتهدّد أطر التعاون الأمني والتنموي الممتدّة لعقود، وأن مستقبل العلاقة الثنائية سيُحدد بناءً على تصرّفات الحكومة.

لم يصدر ردّ رسمي من السلطات التنزانية حتى الآن.

من جهتها، بَنَت مانج كيمامبي شهرتها عبر منصات التواصل، وتلقّبت بـ”دَادة الوطن” (dada wa taifa)، وبدأت حملتها ضد الحكومة خلال رئاسة الراحل جون ماجوفولي في 2016. حاولت عام 2018 حشد احتجاجاتٍ على نطاقٍ وطني فشلت في تحقيق هدفها. وفي 2021 تغيّر موقفها وساندت ساميا عند تولّيها الرئاسة بعد وفاة ماجوفولي، وحتى ظهرت معها أثناء زيارة رسمية لأمريكا، لكن العلاقة بينهما توترت لاحقاً وتحولت كيمامبي إلى ناقد لاذع للحكومة الحالية.

قضايا قانونية

تواجه كيمامبي حالياً تهمَتيْن أساسيتين: تهمة “الإخلال الاقتصادي” التي عُرضت في محكمة دار السلام وأُجلت الجلسة إلى 28 يناير، وتهمة غسل أموال تتعلق بمبلغ يزيد عن 56 ألف دولار قُدِّمَ على أنه عائدات جريمة قبل نحو ثلاث سنوات. تدّعي النيابة أنها حصلت على المبلغ من عمل صحفي بدون اعتماد وحصلت على مدفوعات بواسطة الترهيب. وتقدمت النيابة بالقضية أول مرة في 28 أغسطس، زاعمةً أن المبلغ نُهِب في 2022.

يقرأ  بحسب المبعوث — ترامب سيستضيف الشعّارة من سوريا لإجراء محادثات في البيت الأبيض

وصفت كيمامبي الدعوى بأنها “مطبوخة” ونفت أن تغيّر هذه الإجراءات مواقفها من الرئيسة، مشيرةً إلى أن القضية مرتبطة بحساب مصرفي تنزاني كان يحتوي على 40 ألف دولار، وأنه جُمِّد بعد آخر عملية مالية لها في 2023.

في منشوراتها الأخيرة على انستغرام قبل إغلاق حسابها، دعت التنزانيين إلى مواصلة المقاومة والمشاركة في احتجاج مخطط له بتاريخ 9 ديسمبر، ونشرت صوراً لآثار عنف ما بعد انتخابات 29 أكتوبر، التي تقول تقارير إن المئات لقوا خلالها حتفهم. يرجى تزويدي بالنص الذي تود مني إعادة صياغته وترجمته إلى العربية.

أضف تعليق