ختام طواف إسبانيا للدراجات يُلغى بعد احتجاج ضخم مؤيد لفلسطين — أخبار الاحتجاجات

احتدت الاحتجاجات المؤيِّدة للفلسطينيين في مدريد إلى حد توقيف المرحلة النهائية من طواف إسبانيا (لا فويلتا)، بعدما اقتحم متظاهرون أجزاءً من مسار السباق وتخطّوا الحواجز المعدنية، ما دفع المنظّمين إلى الإعلان عن إيقاف السباق نهائياً وإعلان الدنماركي يوناس فينغيغارد فائزا بالمجمل، بينما تصادمت قوات الشرطة مع المحتجين.

المتظاهرون أغلقوا مقاطع من المسار يوم الأحد وخرجوا إلى الطريق، فاستدعت السلطات انتشاراً واسعاً لقوات الأمن التي تلجأت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع في مواجهة اندفاع الحشود، بحسب مراسلة عملٍ حُر لـــ”الجزيرة”. وصرّح متحدث باسم المنظمين لرويترز قائلاً: «السباق انتهى».

ذكرت السلطات الإسبانية أن نحو مئة ألف شخص شاركوا في التظاهرات بالعاصمة. وتركّزت الغضبة على فريق Israel–Premier Tech، المملوك لرجل الأعمال الإسرائيلي-الكندي سيلفان ادامز، بسبب دور إسرائيل في الحرب على الفلسطينيين في غزة. ويُذكَر أن ادامز يشغل رئاسة فرع إسرائيل بالمجلس اليهودي العالمي، الذي يصفه بأنه «ملتزم بتعزيز صورة إسرائيل دولياً».

الاحتجاجات لم تقتصر على مدريد؛ فقد عطلت أسابيع سابقة مراحل عدة من الطواف. في بلباو تمّ تعويض مرحلة الحادية عشرة دون إعلان فائز بعد إغلاق المحتجين الطريق المؤدي إلى خط النهاية، وفي غاليسيا أجبر المئات منظمي مرحلة السادسة عشرة على اختصار المسار بعد اشتباكات مع الشرطة. كما أبلغ المنظمون عن حالات سقوط وتهديد بعض الدراجين بالانسحاب إثر الحواجز والاعتراضات.

نُشر أكثر من ألفي عنصر أمن (أو أكثر من ألف عنصر شرطة في يوم النهاية بحسب تقارير متضاربة) في مدريد لتأمين ختام السباق الذي كان مقرراً أن ينتهي في السابعة مساءً (17:00 بتوقيت غرينتش). ومع أن المنظمين نفوا في البداية فكرة إلغاء مراحل سابقة، فقد اقترحوا على فريق Israel–Premier Tech الانسحاب لحماية سلامة الفرق الأخرى.

يقرأ  تزايد المؤشرات على عدم مقتل أي من قيادات حماس في الدوحة، وفق مسؤول إسرائيلي لصحيفة «بوست»

مشاركة الفريق الإسرائيلي أثارت انتقادات واسعة في إسبانيا، حيث حظيت القضية الفلسطينية بتضامن شعبي قوي. وقالت بيالار أليغريا، وزيرة الرياضة الإسبانية، سابقاً إن منع الفرق الإسرائيلية من المنافسات الدولية يجب أن يكون مماثلاً للإجراءات التي فُرضت على الفرق الروسية بعد اجتياح أوكرانيا في 2022، واعتبرت السماح لها بالمشاركة بمثابة «معيار مزدوج».

على الساحة السياسية، استدعت الحكومة الإسبانية هذا الأسبوع سفيرها من تل أبيب ومنعت دخول وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف، علماً أن إسبانيا اعترفت رسمياً بدولة فلسطين العام الماضي. في المقابل أثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علناً على استمرار فريق Israel–Premier Tech في السباق رغم الاحتجاجات.

ورغم الاحتقان، عبّر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، خلال مهرجان للحزب الاشتراكي في مالقة يوم الأحد، عن تضامنه مع المحتجين قائلاً: «اليوم ينطوي على نهاية الطواف»، وأضاف: «احترامنا وتقديرنا للرياضيين، وإعجابنا بالشعب الإسباني الذي يتحرك من أجل قضايا عادلة مثل فلسطين. إسبانيا اليوم تلمع كمثال ومصدر فخر، وموقِفة خطوة إلى الأمام في الدفاع عن حقوق الإنسان».

أضف تعليق