ما يجب معرفته
خلال الأيام الأربعة الماضية فقد نحو 360 شخصاً حياتهم في باكستان نتيجة فيضانات موسمية عنيفة، وفق ما أفادت به السلطات المحلية. وأوضحت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث أن الحصيلة الإجمالية للوفيات على مستوى البلاد بلغت 660 حالة بين 26 يونيو وحتى الاثنين 18 اغسطس، فيما تواصل الأمطار الصيفية الممتدة عادة من يونيو حتى سبتمبر إغراق مناطق واسعة.
لم تقتصر أسباب الوفاة على الغرق فحسب، بل شملت أيضاً ضربات البرق وانهيار المساكن، ما زاد من موجة الخسائر والدمار في القرى والبلدات المتأثرة. وقال شاب محلي لشبكة إخبارية: “الجميع خائف… الأطفال لا ينامون”، مشيراً إلى أن الأسر تبتعد عن منازلها بحثاً عن أماكن أعلى وأكثر أماناً.
وصف سكان منطقة بونر اجتياح المياه المفاجئ بأنه بمثابة سيناريو يوم القيامة، وفي تلك المنطقة وحدها أفاد مسؤولون بغياب نحو 209 أشخاص حتى الأحد 17 أغسطس، في وقت تكافح فرق الإنقاذ للوصول إلى المناطق النائية وإخراج السكان العالقين.
أعرب رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، عن تعازيه العميقة لأسر الضحايا، وأعلن توجيهه لرئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث بتسريع عمليات الإنقاذ والإغاثة في المحافظات المتضرِّرة، بما في ذلك سوات وبونر وبجاور وتورغار ومانسهره وشانغلا وباتاغرام. وقال إن الحكومة تعبئ كل الموارد المتاحة لتقديم الإغاثة الفورية للمحاصرين، وتوفير المساعدات الطبية وإشراك الآليات الثقيلة لفتح الطرق واستعادة شبكات الاتصال.
من شهود العيان، روى أحدهم كيف شاهد الكارثة بعينيه: “المياه كانت جرفت كل شيء بلا رحمة”، في حين تواصل السلطات جهودها لتقدير الخسائر وتحديد عدد المفقودين بدقة وتنسيق عمليات الإنقاذ مع المنظمات المحلية والدولية.