مشاهدة موجزة: كيف جرى قمة ترامب-بوتين… في أقل من دقيقتين
اللقاء الحاسم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عُرض على أنه خطوة ضرورية نحو سلام محتمل في الحرب الأوكرانية. ومع ذلك، وبغياب أي هدنة ودعوة صريحة إلى موسكو، فإن الاجتماع الذي استمر قرابة ثلاث ساعات أثار أسئلة أكثر مما قدّم من إجابات. إليكم خمس خلاصات رئيسية من قمة الاسكا.
بوتين يعود إلى المسرح الدولي على سجادة حمراء
حين عاد فلاديمير بوتين إلى المشهد الدولي يوم الجمعة كانت أجواء ألاسكا غائمة، وبدا أن استقبالاً رسمياً مهيباً ينتظره: سجادة حمراء مدروسة على مدرج قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون المشتركة، وحضور ترامب الذي صافحه بحرارة. تلك اللحظة كانت تحقق انتصاراً دبلوماسياً لروسيا؛ ففي ستة أشهر فقط تحوّل بوتين من شخصية منبوذة لدى كثير من العواصم الغربية إلى ضيف يُستقبل على أرض أميركية كمتساوٍ وشريك. ولدى خروجه، قَبِل بوتين بصعود الليموزين المدرعة التابعة لترامب بدلاً من الاعتماد على سيارته الرئاسية المرقمة بموسكوا، ومثلت اللقطة صورة قوية شدت عدسات الكاميرات.
بوتين أمام أسئلة نادراً ما تُطرح عليه
على مدار رئاسته التي امتدت ربع قرن، رسّخ بوتين سيطرة على وسائل الإعلام داخل روسيا وأضعف مساحة الصحافة الحرة، ما جعل مواجهته لصيحات صحفيين معارضة نادرة. ومع ذلك، فور وصوله إلى ألاسكا صاح صحفي بسؤال مباشر: «هل ستتوقفون عن قتل المدنيين؟» بدا أن بوتين تجاوب بلامبالاة نسبية، مكتفياً بتغيير نظراته. وفي لحظات التصوير الفوضوية تكررت الأسئلة، حتى بلغ سؤال بالروسية عمّا إذا كان سيقبل اجتماعاً مُثلّثاً مع زيلينسكي؛ ولم يَرُد بوتين إلا بابتسامة غامضة.
ما قيل عند اختتام المحادثات أبكر مما توقّعوا
توقّع الإعلام العالمي مؤتمراً صحفياً، لكن ما بدا أنه موجز بيانات اقتصر على تصريحات دون فتح المجال للأسئلة. بدأ بوتين بالتحدث أولاً، ممدحاً «الجو البنّاء والاحترام المتبادل» وممتداً في سرد تاريخ ألاسكا كأرض كانت تابعة لروسيا. ذكَر لاحقاً وبشكل مقتضب «الوضع في أوكرانيا»، قائلاً إنّ «اتفاقاً» ما تبلور لكنه ربط أي سلام بإزالة «الأسباب الجذرية» للنزاع — عبارة أثارت قلق كييف وغالبية العواصم، إذ تُختزل لدى موسكو في مطالب شاملة ومتصلّبة تشمل الاعتراف بالسيادة الروسية على أجزاء من الأراضي الأوكرانية ونزع سلاح وسياسة حياد وانتخابات جديدة، أي شروط توازي استسلاماً لا تقبله أوكرانيا.
وما لم يُقل
لافت أن ترامب، رغم أنه من المفترض أن يكون طرفاً فاعلاً في مسعى لإنهاء النزاع، لم يذكر الأمر مرة واحدة في معرض كلمته — واقتصر أقصى ما قاله عن الضحايا على عبارة تقريبية عن «خمسة أو ستة أو سبعة آلاف شخص أسبوعياً» قُتلوا، مشيراً إلى رغبة مشتركة بإنهاء النزيف. جاء تصريح ترامب أقصر وأكثر غموضاً من خطاب بوتين، واكتفى بالقول إن هناك «نقاطاً كثيرة اتفقنا عليها» وأنّ «تقدماً كبيراً» تحقق في اجتماع «إنتاجي للغاية»، من دون تفاصيل أو خطوات ملموسة نحو حل النزاع أو إعلان قمة ثلاثية مع زيلينسكي. كما غاب التهديد الصارم الذي سبق لترامب وأن ألمح إليه بشأن «عواقب قاسية» في حال فشل التوصل إلى هدنة؛ «لم نصل إلى ذلك»، اعترف ترامب، وأضاف بتفاؤل غامض: «لكن لدينا فرصة جيدة للبلوغ إليه».
«المرة القادمة في موسكو» — تلميح نادر بالإنجليزية
رغم غياب إنجازات ملموسة، عزز اللقاء تقارباً رمزياً بين واشنطن وموسكو؛ صور الزعيمين وهما يتصافحان ويتبسمان انتشرت سريعاً، كما لفتت الصور الانتباه إلى جنود أميركيين وهم يحملون السجادة الحمراء حتى قالب طائرة بوتين. في ختام البيان المشترك، لم يقدّم بوتين تنازلات ملحوظة، فتحدّث بروح ارتياح حتى تَمَكّن من قوله بالإنجليزية — وهو أمر نادر — مازحاً ترامب: «Next time in Moscow». أجاب ترامب مبتسماً أن ذلك «قد يثير بعض الانتقادات»، لكنه لم يستبعد وقوعه.
الخلاصة: لقاء عبّر عن استعادة بوتين لمكانة رمزية على الساحة الدولية وفتح أفق حوار عابر للخطوط، لكنه لم يقدّم حتى الآن حلولاً عملية للحرب في أوكرانيا، تاركاً الغموض سيد الموقف وفرصة لمزيد من الاجتماعات المستقبلية.