خمس نقاط رئيسية تستدعي الانتباه في الانتخابات الأمريكية غير الرئاسية

اليوم هو يوم الانتخابات في الولايات المتحدة — دورة انتخابية تُعرف بأنها «خارجية» لأنه لا تُجرى فيها انتخابات رئاسية أو معارك للسيطرة على الكونغرس، ومع ذلك تبرز عدة اقتراعات حاسمة تستحق المتابعة الليلة.

سباق بلدية نيويورك
النظار تتجه إلى «التفاحة الكبيرة» حيث يحاول زهران مامداني، عضو الجمعية التشريعية البالغ من العمر 34 عاماً، تحقيق مفاجأة سياسية ليصبح أصغر عمدة لنيويورك خلال أكثر من قرن. مامداني، الذي يُصنف نفسه ديمقراطيًا اشتراكيًا، صدم المؤسسة السياسية بعدما تفوّق على الحاكم السابق أندرو كومو في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي هذا الصيف. كومو لم يرحل عن الساحة، واستمر في الحملات بصفته مستقلاً، في حين رفض الجمهوري كورتيس سليوا الانسحاب من السباق لفتح الطريق أمام كومو.

إذا فاز مامداني فسيكون أوّل عمدة مسلم للمدينة. وسيراقب الديمقراطيون عبر البلاد ما إذا كان تركيزه الحاد على قضايا تكاليف المعيشة — مثل الإيجار والمواد التموينية والأجور — يمكن أن يكون رسالة انتخابية فعّالة في سباقات مقبلة. على الرغم من أن استطلاعات الرأي منحته تفوقاً مبدئياً، إلا أن الفارق تقلّص بينه وبين كومو، الذي ركز في الأسابيع الأخيرة على قضايا الجريمة والسلامة العامة وهاجم خبرة المرشح الشاب في إدارة أكبر مدن امريكا.

إعادة تقسم الدوائر في كاليفورنيا
القيادة الديمقراطية في كاليفورنيا تطلب من الناخبين السماح بإعادة رسم دوائر الكونغرس في منتصف العقد، وهو إجراء استثنائي في ولاية تعتمد بالقانون على لجنة محايدة لرسم الخرائط مرة كل عشر سنوات وفق بيانات التعداد السكاني. لكن مع سعي ولايات يقودها الجمهوريون مثل تكساس وميسوري لإعادة رسم خرائطها بسرعة لصالح الحزب قبل انتخابات التجديد النصفي 2026، يسعى حاكم كاليفورنيا غافن نيوزوم لمواجهة خسائر محتملة عبر إعادة الترشيخ في ولايته.

يقرأ  التأمل في وفاة الصحفيين الفلسطينيين — الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

المقترح رقم 50 في كاليفورنيا يسمح باستخدام خرائط دوائر جديدة مؤقتاً حتى عام 2030. الحملة الداعمة اجتذبت تبرعات بقيمة 158 مليون دولار وفقاً لصحيفة لوس أنجلوس تايمز، مع تفوق كبير لمناصري الديمقراطيين في جمع المال على جهود المعارضة الجمهورية. الجمهوريون في الولاية، الذين يشغلون تسعة من أصل 52 مقعداً في مجلس النواب، يعارضون الخطة بشدة. استطلاع مشترك لجامعة كاليفورنيا بيركلي ومركز الدراسات الحكومية يُظهر تأييد 60% من الناخبين المحتملين للمقترح مقابل معارضة 38%، مع انقسام حزبي واضح: 93% من الديمقراطيين «نعم» و91% من الجمهوريين «لا».

سباق حاكم نيوجيرسي
تُعد نيوجيرسي ولاية تميل للحزب الديمقراطي، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى سباق مُزقّ بين الديمقراطية ميكي شيريل والجمهوري جاك شياتاريلي، وهو واحد من سباقين لحاكم هذا العام يمكن أن يعكسا مزاج الناخب الأمريكي. شيريل تمثل الدائرة الحادية عشرة في الكونغرس، وشياتاريلي هو نائب سابق في الجمعية التشريعية. سبق أن تولى الجمهوريون منصب الحاكم في الولاية، آخرهم كريس كريستي الذي خدم بين 2010 و2018.

شهد السباق خطاباً محتدّاً، واستخدم شياتاريلي ومن يؤيده إعلانات سياسية تُظهر لقطات لشيريل وهي تقدم إجابات متقطعة عن سياساتها في مقابلات. كما جذبت الحملة أسماء وطنية من كلا الحزبين؛ فقد حملت مرشحة الديمقراطيين بمساندة نجوم مثل الرئيس الأسبق باراك أوباما ووزير النقل السابق بيت بوتيجيج، بينما حضر الرئيس دونالد ترامب مهرجاناً افتراضياً لشياتاريلي وحظي بدعم ناشط محافظ مثل جاك بوسوبيك.

سباق حاكم فرجينيا
القيادة في فرجينيا تتأرجح تقليدياً بين الديمقراطيين والجمهوريين، لذا قد يشكّل نتيجة انتخابات هذا العام مؤشراً على مزاج الناخبين. بغض النظر عن الفائز، ستنتخب الولاية حاكمتها الأولى هذا العام؛ المرشحتان هما النائبة في الكونغرس الديمقراطية أبيجيل سبانبرغر والجمهورية وينسوم إيرل-سيرز، النائبة الحالية للحاكم. إذا فازت إيرل-سيرز ستصبح أوّل امرأة سوداء تُنتخب لقيادة ولاية أميركية في التاريخ.

يقرأ  مجلة جوكستابوزنوفمبر يحل مبكراً:لينز جيرك في ماسيمو دي كارلو — لندن

فرجينيا حدودها الشمالية مع واشنطن العاصمة ذات التوجه الليبرالي حيث يعمل كثير من السكان في مؤسسات الحكومة الفيدرالية، لكن الولاية تضم أيضاً جيوباً ريفية محافظة وناخبين متأرجحين. ركزت سبانبرغر على الأثر الاقتصادي لتخفيضات الميزانيات الفيدرالية التي طالت خدمات وأثرت على التوظيف في الولاية، بينما أقرت إيرل-سيرز بإنجازات الاقتصاد تحت قيادات جمهورية لكنها راهنت أيضاً على قضايا ثقافية مثل المسائل المتعلقة بالمتحولين جنسياً، التي استخدمها الجمهوريون كسلاح فاصل في انتخابات سابقة.

عامل دونالد ترامب
رغم أنه ليس على بطاقة الاقتراع، إلا أن اسم ترامب يخيّم على هذه الانتخابات. سباق بلدية نيويورك يمثل كذلك اختباراً لكيفية تعامل القائد القادم للمدينة مع إدارة ترامب التي تدخلت في شؤون المدينة، وكومو يعرض خبرته في مواجهة الإدارة السابقة كسبب يدفع الناخبين لاختياره. الرئيس ألمح إلى أنه قد يعاقب المدينة إذا اختار الناخبون مامداني؛ إذ قال في مقابلة لبرنامج «60 دقيقة» إنه «سيكون من الصعب عليّ كالرئيس أن أقدّم الكثير من المال لنيويورك، لأنك إذا كان لديك شخص شيوعي يدير نيويورك فأنت تضيع المال الذي ترسله هناك» — ومن الجدير بالذكر أن مامداني ليس شيوعياً.

بدأ ترامب المعركة حول إعادة رسم الدوائر التي دفعت كاليفورنيا لطرح المقترح 50، كما أعلن دعمه لشياتاريلي في نيوجيرسي، مما يجعل تأثيره امتداداً وظيفياً وسياسياً في نتائج هذه الانتخابات.

أضف تعليق