خَمْسَةُ طُرُقٍ يَضُرُّ بِهَا إِغْلاقُ الحُكُومَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ

أدخل إغلاق الحكومة الأميركية أسبوعه الخامس من دون أفق واضح لحله. تعليق العمل بين الديمقراطيين والجمهوريين على تمرير خطة إنفاق تفتح الوكالات الفدرالية ترك ملايين الأميركيين يعانون آثاراً اقتصادية قد تتفاقم قريباً.

المساعدات الغذائية
أكثر من أربعين مليون أميركي يعتمدون على برنامج المساعدة التكميلي للتغذية (SNAP) لإطعام أنفسهم وعائلاتهم. وكان للبرنامج تمويل يكفي لأربعة أسابيع أولى من الإغلاق، لكن الادارة الأميركية حذّرت من أن الأموال قد تنفد في 1 نوفمبر، ما يهدد بتوقف مزايا برنامج القسائم الغذائية للمرة الأولى في تاريخه. يعتبر الباحثون في مجال انعدام الأمن الغذائي برنامج SNAP شريان حياة يمنع الأسر من السقوط في الفقر؛ والجمعيات الخيرية التي توفّر الطعام مشدودة الحال أصلاً، وفقدان هذه المساعدات سيزيد العبء بشكل كبير. أعلنت نيويورك حالة طوارئ لمحاولة دعم نحو ثلاثة ملايين نيويوركي سيفقدون الدعم الغذائي، بينما بدأ مستفيدو البرنامج في تخزين المؤن واللجوء إلى منظمات الإغاثة في انتظار انفراج على مستوى الكونغرس. رفعت نصف الولايات ومنطقة كولومبيا دعاوى قضائية ضد إدارة ترامب حول تجميد المساعدات، وورد أن الادارة تُحمّل الديمقراطيين مسؤولية نفاد الأموال وتؤكد أنها لن تلمس صندوق طوارئ SNAP إلا في حالات كوارث طبيعية.

رواتب العسكريين
إذا لم تتدخّل الادارة، سيفقد أكثر من مليون منتسب بالقوات المسلحة شيكات رواتبهم يوم الجمعة. أظهرت دراسات أن نحو ربع أسر العسكريين تواجه انعداماً غذائياً، وحوالي 15% تعتمد على SNAP أو بنوك الطعام، فيما لا تملك نسبة كبيرة من العائلات سوى مبالغ طوارئ محدودة. أعلن البنتاغون قبُول تبرع بقيمة 130 مليون دولار من متبرع ثري لسد جزء من الرواتب أثناء الاغلاق، وهو ما يعادل نحو 100 دولار لكل فرد من نحو 1.3 مليون عنصر في الخدمة الفعلية. ونقلت تقارير عن خطط للغطاء المالي من صناديق إسكان عسكرية وحسابات أبحاث ومشتريات دفاعية لسداد الرواتب في أواخر أكتوبر، بعد أن تم في وقت سابق تحويل 6.5 مليار دولار من أبحاث عسكرية لتغطية الأجور. وأبلغت عشرات العائلات منظمات الدفاع عن أسر العسكريين بأنها تلقت مبالغ أقل من مستحقة أحياناً بمئات أو آلاف الدولارات.

يقرأ  المسؤولون المفصولون في مكتب التحقيقات الفيدرالييُقاضُون إدارة ترامب بتهمة «انتقام غير قانوني»أخبار دونالد ترامب

التدفئة مع قدوم الشتاء
حوالي ستة ملايين أميركي يعتمدون على برنامج المعونة الفدرالي لتكاليف الطاقة للمنازل منخفضة الدخل (LIHEAP). ومع أن الحكومة عادة ما تدفع هذه المساعدات مباشرة لشركات المرافق منتصف نوفمبر، فإن هبوط درجات الحرارة في الشمال حيث يعتمد السكان على البروبان والكهرباء والغاز الطبيعي يجعل المخاطر فورية. تمنع بعض الولايات فصل الغاز والكهرباء عن غير القادرين على الدفع، لكن ذلك لا يشمل البروبان أو زيت التدفئة في كثير من الحالات، فترتفع مخاطر تعرض الآلاف لظروف قاتلة ما لم يُفتح خط حل أو يُعلن حظر وطني على قطع خدمات التدفئة خلال الاغلاق.

الموظفون المدنيون الفدراليون
آلاف الموظفين المدنيين الفدراليين واجهوا تأخراً في الرواتب، وبعضهم لم يتلق شيئاً منذ 1 أكتوبر، والبعض الآخر حصل على أُجور لأسبوع أو أسبوعين فقط. من بين المتأثرين أيضاً مساعدو الكونغرس في الكابيتول هيل، كما أبلغت بنوك الطعام عن زيادة طلبات المساعدة خاصة في واشنطن العاصمة. وحسب تقديرات مراكز أبحاث مستقلة، فإن استمرار الاغلاق حتى الأول من ديسمبر سيؤدي إلى حجب نحو 4.5 مليون شيك رواتب عن الموظفين المدنيين بمجموع يصل إلى حوالى 21 مليار دولار. عادة ما تُدفع رواتب الموظفين الذين تُوقَف خدماتهم بعد انتهاء الاغلاق، لكن تهديدات بصرف موظفين واحتجاز الأجور تثير جدلاً قانونياً قائمًا.

مراقبو الحركة الجوية وتأخيرات الرحلات
فات آلاف مراقبي الحركة الجوية أولى رواتبهم هذا الأسبوع، ولأنهم موظفون أساسيون فُرض عليهم الاستمرار في العمل دون أجر أثناء الاغلاق. شهدت المنشآت تزايد حالات الغياب المرضي بين المراقبين، ولجأ كثيرون للحصول على وظائف إضافية، ما أسهم في حدوث تأخيرات واسعة النطاق في الرحلات. وصف رئيس نقابة مراقبي الحركة الجوية تصاعد المشكلات اليومية، فيما حمّل وزير النقل غياب المراقبين مسؤولية العديد من التأخيرات مؤخراً وحذّر من إمكانية فصل من لا يحضرون إلى العمل.

يقرأ  منطقة هوكينسون التعليمية تطلق أداة جديدة لتعزيز إنجازات الطلاب

الخلاصة
التداعيات اليومية للإغلاق تمتد من رفوف السوبرماركت إلى بطون العائلات، ومن دفاتر رواتب العسكريين إلى درجات الحرارة في منازل المحتاجين. ومع بقاء المواقف السياسية على حالها، تزداد معاناة المواطنين والمؤسسات التي تحاول التعاطي مع آثار توقف التشغيل الفدرالي.

أضف تعليق