دراسة: شركات الاتحاد الأوروبي تحوّل لموسكو مليارات كعوائد ضريبية عن واردات الغاز الطبيعي المسال

سفنا تسييل وإعادة غازية من طراز FSRU، هما “Energos Power” (في المقدمة) و”Neptune”، رستا في ميناء موكران.

تُظهر دراسة لمنظمة غرينبيس نُشرت الثلاثاء أن روسيا تحقق أرباحًا كبيرة من مبيعات الغاز الطبيعي المُسال (LNG) لشركات في الاتحاد الأوروبي. في حين تُفرض عمليًا قيود على واردات النفط والفحم الروسية ضمن عقوبات الاتحاد بسبب الغزو الشامل ل‍اوكرانيا، تراجع استيراد الغاز عبر الأنابيب بعدما دُمّرت خطوط نورد ستريم في سبتمبر 2022. ومع ذلك، ظلّ الغاز المسال حتى الآن معفياً من هذه العقوبات.

تقدّر غرينبيس أن مشروع يامال للغاز المُسال، أكبر مصدّر روسي لهذا الوقود، حقّق إجمالي صادرات عالمية بقيمة نحو 40 مليار دولار خلال الفترة 2022–2024، سُدِّد من خلالها ما يُقدَّر بـ 9.5 مليار دولار إلى خزينة روسيا كإيرادات ضريبية (مقدره بـ 9.5 مليار دولار).

تضم قائمة كبار زبائن يامال شركات أوروبية بارزة، حيث تتصدر الفرنسية TotalEnergies اللائحة، تليها الصينية المملوكة للدولة CNPC في المرتبة الثانية، ثم الألمانية SEFE في الثالثة والإسبانية Naturgy في الرابعة. وتُقدّر مساهمة TotalEnergies في إيرادات الدولة الروسية من الضرائب بنحو 2.5 مليار دولار، وSEFE بحوالي 1.45 مليار دولار، وNaturgy بنحو 1.25 مليار دولار، بحسب غرينبيس.

تلفت الدراسة إلى أن مبلغ 9.5 مليار دولار من إيرادات الضرائب الناتجة عن صادرات يامال كان بالإمكان توظيفه لاقتناء نحو 271000 طائرة قتالية من طراز “شاهِد”، أو 2686 دبابة رئيسية من طراز T‑90M، أو 9.5 مليون قذيفة عيار 152 ملم. وتعادل الكمية المعلنة من القذائف نحو ثلاثة أعوام تقريبًا من الإنتاج السنوي الحالي الروسي البالغ نحو 3 ملايين طلقة. أما عدد الطائرات فيمثّل كمية تقارب 271 ضعف ما نشرته روسيا ضد أوكرانيا خلال أسبوع واحد.

يقرأ  محادثة مُسجَّلة تكشف أن شي جينبينغ وبوتين ناقشا زراعة الأعضاء ومفهوم «الخلود»

كما لفتت غرينبيس إلى أن أكبر مستوردي الغاز المُسال الروسي في الاتحاد — فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا — أنفقوا منذ 2022 وحتى حزيران/يونيو 2025 نحو 34.3 مليار يورو على استيراد الغاز الروسي، بينما قدموا دعمًا لأوكرانيا قيمته 21.2 مليار يورو، وفق التقرير.

تُشير الدراسة أيضًا إلى أن مجموعة TotalEnergies الفرنسية تملك حصة تبلغ 20% في مشروع يامال وحصة تبلغ 19.4% في شركة Novatek الأم. ومنذ 2022، تلقت TotalEnergies ما يُقدَّر بـ 5.06 مليار دولار كأرباح توزيعات من يامال، إضافة إلى نحو 1.74 مليار دولار من توزيعات Novatek، كما يورد الباحثون.

تدافع شركات الطاقة الأوروبية عن استمرار تعاملها مع يامال للغاز المسال بالاستناد إلى طلب السوق ووجود عقود طويلة الأمد. ومن الأمثلة على ذلك الشركة الألمانية SEFE، المرتبطة بعقود مع يامال تمتد حتى عام 2038. وكانت هذه الشركة تُعرف سابقًا باسم Gazprom Germania وكانت تابعة لمجموعة الغاز الروسية الحكومية غازبروم، قبل أن تُؤمَّم نتيجة الحرب الروسية ضد اوكرانيا وأزمة الطاقة التي تلتها في ألمانيا.

أضف تعليق