دراسة تحذّر: آلاف الأنهار الجليدية ستذوب سنوياً بحلول منتصف القرن

علماء يحذرون: احتمال ذوبان نحو ٤٬٠٠٠ نهر جليدي سنوياً إذا لم تُكبح موجة الاحتباس الحراري

حذّر بحث علمي نُشر الاثنين في دورية Nature Climate Change من أن العالم قد يصل إلى مرحلة «ذروة انقراض الجليد» بحلول منتصف القرن، إذ قد تذوب ما يصل إلى ٤٬٠٠٠ نهر جليدي سنوياً ما لم تتخذ الحكومات إجراءات فورية وفعالة.

يُقدّر عدد الأنهار الجليدية المتبقية حالياً بنحو ٢٠٠٬٠٠٠، ويختفي منها نحو ٧٥٠ سنوياً. وحسب الدراسة فإن هذا المعدل قد يقفز بأكثر من خمسة أضعاف إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بنحو ٤ درجات مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، مع توقع أن يتبقى نحو ١٨٬٢٨٨ نهرًا جليديًا فقط بنهاية القرن.

حتى في السيناريو الأكثر تفاؤلاً — حيث تلتزم الدول بالتعهدات المحددة في اتفاق باريس للحد من الاحترار عند 1.5 درجة مئوية — قد يفقد العالم نحو ٢٬٠٠٠ نهر جليدي سنوياً اعتباراً من ٢٠٤١. وعند هذا المعدل سيغيب أكثر من نصف الأنهار الجليدية على سطح الأرض بحلول عام ٢١٠٠.

التقييمات الأخيرة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أكدت أن مسار الاحترار يقودنا إلى تجاوز 1.5 درجة مئوية خلال السنوات القليلة القادمة، وأن الاحترار المتوقع حتى نهاية القرن قد يتراوح بين 2.3 و2.5 درجة مئوية حتى لو طبّقت الدول خطط العمل الحالية. هذه التوقعات تجعل سيناريو الحد الأدنى من الخسائر أقل ترجيحاً.

نُشر التقرير في ختام «السنة الدولية للحفاظ على الأنهار الجليدية» التي أطلقتها الأمم المتحدة، وكان الهدف منه التأكيد على الحاجة الملحّة لسياسات مناخية طموحة ومستعجلة. وتؤكد الدراسة أن «الفرق بين خسارة ٢٬٠٠٠ و٤٬٠٠٠ نهر جليدي سنوياً بحلول منتصف القرن يتحدد بالسياسات والإجراءات المتخذة على المدى القريب».

أحد المشاركين في البحث، الخبير في الجليديات ماتياس هوس من جامعة ETH زيورخ، شارك عام ٢٠١٩ في مراسم رمزية لتوديع جليد بيزول في جبال الألب السويسرية. وقال إن «فقدان الأنهار الجليدية الذي نتحدث عنه هنا أكثر من مسألة علمية؛ انه يلمس قلوبنا»، معبّراً عن الطابع الإنساني والعاطفي للأزمة إلى جانب أبعادها البيئية والعلمية.

يقرأ  ٦ نصائح مبتكرة للإبداع بميزانية محدودة

الخلاصة التي تؤكدها الدراسة واضحة: تباطؤ أو عكس مسار فقدان الأنهار الجليدية مرهون الآن بقرارات سياسية واجتماعية تُتّخذ في السنوات القليلة القادمة، وإلا فستتسارع خسائر لا رجعة فيها على مدى أجيال.

أضف تعليق