تقدَّم الديمقراطيون في كاليفورنيا بمبادرة مضادّة لإعادة ترسيم دوائرهم الانتخابية، كرد فعل على ضغوط أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
أنهى الديمقراطيون في تكساس إضرابهم الذي استمر أسبوعين، والذي أعاق جهود الجمهوريين لإعادة رسم دوائر الكونغرس، في صراع حزبي وطني مفتوح تمامًا حول رغبة ترامب في تشكيل خرائط لمجلس النواب بما يخدم مصالح حزبه قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2026.
وقال زعيم الأقلية في مجلس نواب تكساس، جين وو، في بيان يوم الاثنين: «قتلنا الجلسة الخاصة الفاسدة، وصمدنا أمام رقابة وترهيب غير مسبوقين، وحشدنا الديمقراطيين في أنحاء البلاد للانضمام إلى هذه المعركة الوجودية من أجل تمثيل عادل — معاد تشكيل المشهد الانتخابي لعام 2026 بأكمله».
عودة الديمقراطيين إلى الهيئة التشريعية التي يسيطر عليها الجمهوريون في ولاية «لون ستار» تزامنت مع تصعيد كاليفورنيا بمبادرة مقابلة لإعادة رسم الدوائر، في تبادلٍ يصعد النزاع بين أكبر ولايتين سكانًا في البلاد بشأن السيطرة على الكونغرس قبيل انتخابات 2026.
غادر عشرات الديمقراطيين في مجلس نواب تكساس الولاية منذ أكثر من أسبوعين لحرمان زملائهم ذوي الأغلبية الجمهورية من النصاب اللازم للتصويت على خرائط معدَّلة كان من شأنها أن تضيف خمسة مقاعد للجمهوريين بمجلس النواب. أعلن الديمقراطيون نصرهم بعدما أرجأ الجمهوريون أعمال أولى الجلسات الخاصة، وتوحّدت أصوات المعارضة ضد محاولة ترامب لتقنين التلاعب بالدوائر الانتخابية.
أشاروا تحديدًا إلى الخرائط المقترحة التي طرحتها كاليفورنيا، والتي تهدف إلى زيادة مكاسب الديمقراطيين في مجلس النواب بمقدار خمسة مقاعد، ما يعادل عمليًا تحييد أي مكاسب جمهورية متوقعة في تكساس.
ضغط ترامب على ولايات أخرى تسيطر عليها السلطات الجمهورية للنظر في إعادة الترسيم، فيما ألمح عدد من الحكام الديمقراطيين في مقارّ حكومية مختلفة إلى استعدادهم لاتّباع نهج كاليفورنيا ردًا على ذلك. وأكد حاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافن نيوسوم أن الولاية ستجري استفتاءً خاصًا في الرابع من نوفمبر على الدوائر المُعاد رسمها.
يسعى الرئيس إلى تدعيم الأغلبية الضئيلة للجمهوريين في مجلس النواب وتجنّب تكرار سيناريو انتخابات منتصف الولاية 2018 التي استعادت خلالها الديمقراطيّون السيطرة على المجلس وعرقلوا أجندته وقدموا عليه محاولات عزل مرتين.
على الصعيد الوطني، يجعل تركيب خطوط الدوائر الحالي الوضع الديمقراطيين على بعد ثلاثة مقاعد فقط من الأغلبية. من بين 435 مقعدًا في مجلس النواب، لا تزال عدة عشرات من الدوائر قابلة للتنافس، لذا قد تغيّر تحولات طفيفة في عدد من الولايات نتيجة السيطرة على المجلس.
أدرج حاكم تكساس غريغ أبوت إعادة الترسيم على جدول أعمال أولى الجلسات الخاصة التي تناولت مجموعة قضايا، أبرزها حزمة تشريعات استجابت للفيضانات المدمرة التي أودت بحياة أكثر من 130 شخصًا في وقت سابق من هذا الصيف.
حمّل أبوت غياب الديمقراطيين مسؤولية تأخير البت في تلك الإجراءات، فيما رد الديمقراطيون بأن خضوع أبوت لضغوط ترامب هو سبب التأخير، لأنه أصرّ على ربط هذه القضية الحزبية بشؤون الإغاثة غير الحزبية للفيضانات.
من غير المعتاد أن تجري عملية إعادة الترسيم في منتصف العقد؛ إذ تجري عادة مرة واحدة مع بداية كل عقد تزامنًا مع تعداد السكان الأميركي. تمنح العديد من الولايات، بما فيها تكساس، للنواب سلطة رسم الخرائط، بينما تتيح كاليفورنيا مهمة ذلك إلى لجان مستقلة.
من المقرّر أن يجتمع مجلس نواب تكساس مرة أخرى في وقت لاحق من يوم الاثنين.