رئيس إندونيسيا يمضي قدماً بزيارة الصين رغم موجة الاحتجاجات

الرئيس برابوو سوبيانتو سيشارك قادة دوليين في مسيرة يوم النصر في بكين بعد أن أعلن في البداية إلغاء زيارته

نُشر في 2 سبتمبر 2025

غادر رئيس إندونيسيا، برابوو سوبيانتو، إلى الصين للمشاركة في مسيرة يوم النصر، بعد أن كان قد قرر في مرحلة أولى إلغاء الزيارة على وقع أيام من الاحتجاجات الواسعة ضد تصاعد حدة عدم المساواة، بحسب ما ذكر المتحدث الرئاسي براستييو هادي في بيان.

سينضم الرئيس إلى أكثر من خمسة وعشرين زعيماً، من بينهم كيم جونغ أون وفلاديمير بوتين، لحضور المسيرة المقررة يوم الأربعاء في ساحة تيان آن من ببكين لإحياء الذكرى الثمانين لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.

ومن المتوقع أن يجري سوبياٱنتو لقاءات ثنائية مع نظيره الصيني شي جينبينغ خلال الزيارة، وفق ما أضاف المتحدث، على أن يعود إلى بلاده في الثالث من سبتمبر.

هزّت إندونيسيا موجة احتجاجات واسعة أودت بحياة ستة أشخاص على الأقل، وخلّفت أكثر من عشرين مفقوداً بحسب منظمات حقوق الإنسان. بدأت التظاهرات في العاصمة جاكرتا الأسبوع الماضي، امتداداً لغضب شعبي من ارتفاع تكاليف المعيشة، وتصاعدت عقب مقتل سائق سيارة أجرة درّاجة نارية عندما دهسته مركبة تابعة للشرطة خلال تظاهرة.

هاجم متظاهرون مقر الفرقة المتنقلة للشرطة وأضرموا النار في مبنى مكوّن من خمسة طوابق قرب مجمع الشرطة في حي كويتانغ بوسط جاكرتا. كما شهدت مدن أخرى احتجاجات متفرقة منها سورابايا وسولو ويوجياكارتا وميدان وماكاسار ومانادو وباندونغ ومانوكواري في إقليم بابوا الشرقي.

كما اقتحم محتجون منزل وزير المالية ومنازل عدد من النواب الآخرين.

تحقيق شامل وشفاف

وعد الرئيس سوبيانتو يوم الجمعة بفتح تحقيق في وفاة سائق الدراجات العامل بنظام العمل بالمهمات المؤقتة (الجبّ)، عفان كورنياوان، معرباً عن “أخلص العزاء والمواساة” باسم الحكومة. وقال في بيان: “أمرت بإجراء تحقيق شامل وشفاف للحادث الذي وقع الليلة الماضية، وأن يتم محاسبة الضباط المتورطين.”

يقرأ  اتهامات متبادلة بين مشجعي الأرجنتين وتشيلي بعد موجة عنف «همجية» — أخبار كرة القدم

لمعالجة المطالب الاقتصادية للمحتجين، قررت الحكومة تقليص الامتيازات المالية لبعض النواب يوم الأحد. وأوضح الرئيس أن قيادة البرلمان نقلت نيتها إلغاء سياسات عدة، بينها قيمة بدل النواب وفرض حظر مؤقت على الزيارات الخارجية، من دون تحديد البدلات المقصودة بالضبط.

لكن الرئيس أبدى أيضاً موقفاً حازماً من الإجراءات الاحتجاجية التي قال إنها بلغت حد الخيانة و”الإرهاب” في بعض الحالات. وأضاف في كلمة ألقاها بالقصر الرئاسي في جاكرتا: “يجب احترام حق التجمع السلمي وحمايته، لكن لا يمكننا تجاهل علامات على أعمال خارجة عن القانون، بل وميل بعضها إلى الخيانة والإرهاب.”

وقال وزير الدفاع شافري سيامسودين خلال مؤتمر صحفي يوم الأحد إن إندونيسيا ستتخذ إجراءات قوية ضد “المشاغبين والناهبيـن”، بعد اقتحام منازل عدد من السياسيين مع انتشار الاحتجاجات في البلاد، وقد تم نشر القوات المسحلة في العاصمة لتشديد الإجراءات الأمنية.

تراجعت أعداد المظاهرات في الأيام التالية بعد إلغاء بعض امتيازات النواب ونشر الجيش في عرض للقوة، غير أن منظمات حقوقية اعتبرت أن مبادرة الرئيس من البرلمان لم تكن كافية. قال عثمان حميد، المدير التنفيذي لأمنستي إندونيسيا، في بيان إن “تصريح الرئيس بدا غير حساس تجاه كل الشكاوى والتطلعات التي عبّر عنها الناس خلال التظاهرات”، وأضاف أن على الدولة الاستجابة لمطالب مختلف فئات الشعب من خلال سلسلة من التغييرات السياسية الشاملة.

أضف تعليق