في فيكتوريا بجزر سيشيل (أسوشييتد برس) — أدلى أهالي سيشيل أصواتهم يوم السبت في الانتخبات لاختيار رئيس وبرلمان جديدين، في حين يسعى الرئيس واڤيل رامكالاون للفوز بولاية ثانية في أصغر دولة بأفريقيا.
الخصم السياسي الأبرز لرامكالاون هو باتريك هيرميني عن حزب «سيشيل المتحدة»، وهو نائب مخضرم ومَنْ تَولى رئاسة البرلمان في الفترة من 2007 حتى 2016.
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة السابعة صباحًا، في مؤشر على ما كان متوقعًا من إقبال قوي في هذا الملاذ السياحي، حيث تُنتخب رئاسة الجمهورية لفترة خمس سنوات.
تشكّلت طوابير طويلة أمام العديد من مراكز الاقتراع السبت، وأعلنت السلطات الانتخابية أن كل المراكز فتحت في موعدها وأن سير الاقتراع يتم بسلاسة.
رامكالاون، الذي كان قسًا أنجليكانيًا ثم انخرط في العمل السياسي، أصبح في 2020 أول زعيم معارض منذ عام 1976 يطيح بالحزب الحاكم بعدما فاز في محاولته السادسة للترشح للرئاسة.
شنّ حزب «لينيون ديمقراطيك سيسيلوا» الحاكم حملته الانتخابية على برامج التعافي الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة والاستدامه البيئية.
إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات، يتواجه المرشحان الأكثر حصولًا على الأصوات في جولة ثانية. ويبلغ عدد المسجلين للتصويت في سيشيل نحو 77,000 ناخب.
تُعرف أرخبيلات السيشيل المكونة من 115 جزيرة في المحيط الهندي بالفخامة والسياحة البيئية، ما رفع ترتيبها إلى قمة دول إفريقيا من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد، بحسب البنك الدولي.
كما غذى هذا الاقتصاد طبقة وسطى متنامية وزاد من حدة المعارضة للحزب الحاكم.
قبل أسبوع من الاقتراع، رفع ناشطون دعوى دستورية ضد الحكومة مطالبين بإلغاء قرار منح عقد إيجار طويل الأمد لجزء من جزيرة أسومبشن، أكبر جزر الدولة، لشركة قطرية لتطوير فندق فاخر.
يشمل العقد إعادة بناء مدرج للطائرات لتسهيل الوصول للرحلات الدولية، ما أثار انتقادات واسعة بأن الاتفاقية تفضّل المصالح الأجنبية على رفاهية سيشيل وسيادتها على أراضيها.
بإقليم يمتدّ نحو 390,000 كيلومتر مربع (150,579 ميلًا مربعًا)، تُعد سيشيل عرضة بشكل خاص لتبعات تغير المناخ، بما في ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر، وفقًا لتقارير البنك الدولي ومجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستديمة.
هَدَّدت قضية أخرى الناخبين وهي تفشّي أزمة المخدرات. وصفت الأمم المتحدة في تقرير عام 2017 البلاد بأنها ممرّ رئيسي لتهريب المخدرات، وقال مؤشر الجريمة المنظمة العالمي 2023 إن للأمة الجزيرة واحدة من أعلى معدلات الإدمان على الهيروين في العالم.
يُقدَّر أن نحو 6,000 شخص من إجمالي سكان سيشيل البالغ نحو 120,000 يتعاطون المخدر، بينما يذهب محلّلون مستقلون إلى أن نسب الإدمان تقترب من 10%. يعيش معظم السكان على جزيرة ماهي، التي تحتضن العاصمة فيكتوريا.
يرى المنتقدون أن رامكالاون فشل إلى حد كبير في احتواء أزمة المخدرات، كما تعرّض منافسه هيرميني للانتقاد لعدم قدرته على خفض معدلات الإدمان خلال فترة قيادته لوكالة الوقاية من تعاطي المخدرات وإعادة التأهيل بين 2017 و2020.