رئيس كولومبيا بترو يدعو ترامب لحضور هدم معامل تصنيع الكوكايين على خلفية تهديدات بشن هجمات

الرئيس الكولومبي يوبّخ ترامب: «18,400 مختبراً للكوكايين دمرناها دون إطلاق صواريخ»

دعا الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى زيارة كولومبيا والمشاركة في عمليات تدمير مختبرات تصنيع الكوكايين، بعد أن حذّر ترامب خلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبض من أنّ أي دولة تُهرِّب مخدرات إلى الولايات المتحدة «قد تتعرّض لهجوم» — وليس فقط فنزويلا — مذكِّراً بإشارة إلى كولومبيا كمصدر لإنتاج الكوكايين وتصديره إلى الأسواق الأميركية.

قال ترامب: «أسمع أنّ كولومبيا تصنع الكوكايين. لديهم مصانع لصنع الكوكايين، ثم يبيعون لنا كوكايينهم. أيّ أحد يفعل ذلك ويبيعه إلى بلدنا معرض للهجوم».

ردّ بيترو سريعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي مستعرضاً إنجازات حملته ضد تجارة المخدرات، وقال إن حكومته دمرت 18,400 مختبراً «دون صواريخ». ودعا ترامب قائلاً: «تعال إلى كولومبيا، يا سيد ترامب، تعال معي وسأريك كيف تُدمَر المختبرات، مختبر كل أربعين دقيقة»، مؤكداً أن الهدف هو منع وصول الكوكايين إلى الولايات المتحدة.

وحذّر بيترو من أن تهديد سيادة كولومبيا «يُعتبر إعلان حرب» قد «يوقظ النمر الجاغوار»، وناشده عدم الإضرار بعلاقات دبلوماسية امتدت لقرنين، مضيفاً أن ترامب قد أوقع به افتراءات نبّه إلى عدم الاستمرار في هذا المسار. وأكد بيترو أنّ كولومبيا هي من دفعت ثمناً كبيراً لوقف آلاف الأطنان من الكوكايين كي لا يصل إلى المستهلكين في أميركا الشمالية.

في تغريدة باللغة الإسبانية قال بيترو: «تعال يا سيد ترامب إلى كولومبيا، أدعوك لتشاركنا تدمير 9 مختبرات يومياً لنمنع وصول الكوكايين إلى الولايات المتحدة. دون صواريخ دمرت خلال حكومتي 18,400 مختبر، تعال معي وسأريك كيف تُدمر، مختبر…»

ورغم جهود كولومبيا، تظلّ البلاد المصدر الأساسي للكوكايين الذي يدخل الولايات المتحدة: وفقاً لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية، نحو 84% من المخدرات المصادرة في الولايات المتحدة عام 2024 كانت منشأها كولومبيا.

يقرأ  قطر تطالب بردٍّ على إسرائيل إثر الضربة في الدوحة

من ناحية أخرى، نشرت الإدارة الأميركية قوة عسكرية كبيرة في المنطقة اللاتينية بذريعة قطع تدفُّق المخدرات من فنزويلا إلى الولايات المتحدة، ونفّذت هجمات بصواريخ على سفن في المحيط الهادئ والبحر الكاريبي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 83 شخصاً، وفق تقارير.

وزاد التصعيد بعدما أدلى ترامب بتعليقات حول توسيع الهجمات ضد دول مُصدِّرة للمخدرات وهو جالس بجانب وزير الدفاع بيت هيغسث، الذي يواجه تدقيقاً بشأن ضربة من نوع «الضربة المزدوجة» في سبتمبر أودت بحياة ناجين من هجوم أميركي سابق على سفينة في البحر الكاريبي، والتي كانت قد أسفرت أصلاً عن تسعة قتلى.

ورأى خبراء قانونيون أن الضربة الثانية ضد الناجين أثناء تمسّكهم بحطام السفينة المدمّرة قد تُشكّل جريمة حرب محتملة، وقد وعد مشرّعون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالتحقيق في ملابسات تلك العمليات.

دافع هيغسث عن الضربة الثانوية لكنّه قال إنّه شاهد الهجوم الأول على السفينة المشتبه بها في التهريب مباشرةً، ولم يرَ الناجين أو الهجوم الثاني القاتل. وأضاف أن وزير الدفاع اكتشف لاحقاً، بعد ساعات، أنّ الأدميرال فرانك برادلي قائد قيادة العمليات الخاصة قد أصدر أمر الضربة الثانية ضد الناجين.

واشنطن لم تقدّم حتى الآن أدلة تثبت ارتكاب الضحايا أيّ مخالفات، بينما اتّهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بالتخطيط لإزاحته عن السلطة تحت ستار عمليتها المضادة للمخدرات.

أضف تعليق