المحتجون يمنحون الرئيس مهلة 24 ساعة للرد «بشكل مُرضٍ» وإلا فسيتّخذون «كلّ الإجراءات اللازمة»
3 أكتوبر 2025
تجاهل رئيس مدغشقر، أندري راجويلينا، دعوات الاستقالة الصادرة عن حركة احتجاجية شبابية وطنية، ووصَف ما يجري بأنه محاولة انقلاب يحرّكها خصومه السياسيون. خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة أنتَانَانَاريفو يوم الجمعة بعد توقف «استراتيجي» في الاحتجاجات شبه اليومية التي تقودها حركة تُعرف باسم «جيل زد»، والتي تطالب برحيله على خلفية فشله المزعوم في توفير الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء.
وقالت الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 22 شخصاً قُتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات في 25 سبتمبر. وفي العاصمة استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وفق لقطات بثّتها قناة ريال تي في مدغاشيكار.
في خطاب بثّه على صفحته في فيسبوك، قال راجويلينا: «لا أحد يستفيد من تدمير الوطن. أنا هنا، مستعد للاستماع ومدّ يد العون… ولإيجاد حلول لِمادغشقر». وادّعى، من دون أن يقدّم أدلة، أن بعض السياسيين حاولوا استغلال الاحتجاجات ودرسوا خيار الانقلاب أثناء وجوده في نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة الأسبوع الماضي. وأضاف: «أريد أن أؤكّد لكم أن هناك من يريدون تدمير بلدنا»، من دون أن يسمّي هذه الأطراف.
رفضت حركة جيل زد خطاب الرئيس واعتبرته «عديم المعنى»، وأعلنت أنها ستتخذ «كل الإجراءات اللازمة» إذا لم يَسْتَجِبْ راجويلينا لمطالبها «بشكل إيجابي» خلال 24 ساعة. وخرجت تظاهرات أيضاً في المدينة الساحلية الشمالية ماهاجانغا وفي المدن الجنوبية توليارا و فيانارانتسوا، حيث رمى بعض المتظاهرين الحجارة على الشرطة أثناء المواجهات في العاصمة.
رغم ثراء مدغشقر بالموارد، تظل من بين أفقر دول العالم: حوالى 75% من سكانها البالغ عددهم 32 مليوناً عاشوا تحت خط الفقر عام 2022، وفق البنك الدولي.
أجبرت الاضطرابات رئيس الجمهورية على إقالة حكومته يوم الاثنين ودعوة أطراف للحوار. وقال راجويلينا في منشور على حسابه على «إكس» إنه التقى خلال الأيام الثلاثة الماضية ممثلين عن عدة مجموعات لمناقشة الوضع.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية راساتا رافارافافيتافيكا إن البلاد تعرّضت لـ«هجوم سيبراني ضخم» وحملة تلاعب رقمي مستهدفة انطلقت من دولة أخرى. وذكرت أن التحليلات الفنية أظهرت أن العملية نُسِّقت من الخارج عبر جهة تملك قدرات تكنولوجية متقدّمة، وأن «مجموعات انتهازية» تسلّلت إلى صفوف المحتجين بهدف استغلال هشاشة بعض الشباب المدغشقريين.
راجويلينا، الذي شغل سابقاً منصب عمدة أنتَانَانَاريفو، وصل إلى السلطة لأول مرة عام 2009 إثر انقلاب أطاح بالرئيس السابق مارك رافالومانانا. وبقي خارج سباق الانتخابات عام 2013 تحت ضغوط دولية، ثم انتُخب مجدداً عام 2018 وأُعيد انتخابه في 2023.