رئيس وزراء أستراليا يعلن مراجعة للاستخبارات وسط حداد وطني على ضحايا هجوم بوندي

«لا تدعوا الخوف ينتصر» — عودة مرتادي شاطئ بوندي بعد هجوم مميت

أعلن رئيس وزراء أستراليا أنطوني ألبانيس فتح مراجعة شاملة لعمل الشرطة وأجهزة الاستخبارات الوطنية عقب هجوم بوندي في نهاية الأسبوع الماضي. وقال إن «العمل الإجرامي المستوحى من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي وقع الأحد الماضي يعكس تغيراً سريعاً في بيئة الأمن القومي لدينا»، مضيفاً أن «هيئاتنا الأمنية يجب أن تكون في أفضل وضع ممكن للاستجابة».

أقيم يوم وطني للاحترام والتأمل إحياءً لذكرى 15 شخصاً قُتلوا عندما فتح مسلحان النار على حشد في مهرجان يهودي على الشاطئ. وستُحى دقيقة صمت عند الساعة 18:47 بالتوقيت المحلي (07:47 بتوقيت غرينتش) مواكبةً مرور أسبوع كامل على بداية الهجوم.

تقول الشرطة إن الهجوم الذي وقع في 14 ديسمبر، والذي صنفته حادثة إرهابية، نُفّذ على يد ثنائي أب وابنه مستلهمين «أيديولوجيا تنظيم الدولة الإسلامية». وقد وُجّهت إلى نافيد أكرم، البالغ من العمر 24 عاماً، تهم كثيرة — 59 تهمة من بينها 15 تهمة قتل وواحدة تتعلق بارتكاب عمل إرهابي — بينما قُتل والده ساجد أثناء الواقعة.

أوضح ألبانيس أن المراجعة الاستخباراتية، المقررة إنجازها بحلول أبريل 2026، ستركز على ضمان أن السلاطات المزودة بالأدوات والصلاحيات والهيكليات والعمليات وآليات تبادل المعلومات قادرة على التصدي للتطرف. وأضاف أن مكتب رئيس الوزراء ومجلس الوزراء سيبحث ما إذا كانت وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات الفيدرالية تمتلك الصلاحيات والهياكل والعمليات وترتيبات المشاركة المناسبة لحماية الأستراليين بعد الجريمة المعادية للسامية في بوندي.

وفي أعقاب أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في أستراليا منذ ما يقارب ثلاثة عقود، أعلنت الحكومة خططاً لتشديد ضوابط امتلاك السلاح، وتسعى ولاية نيو ساوث ويلز لتمديد جهود مكافحة خطاب الكراهية.

يقرأ  نيجيريون يطالبون بحلول محلية لمواجهة العنف وسط تهديد ترامب بغزو أميركي

توافد رواد الأمواج والسبّاحون ومحبو الشاطئ لتقديم تحية لضحايا إطلاق النار. كُوِّنت فعاليات تأبينية في بوندي بعد أسبوع من المأساة، كما ألقى الحاكمة العامة سامانثا موستين كلمة خلال وقفة نظمتها الهيئة الوطنية للنساء اليهوديات في أستراليا، حيث ارتدى الحضور في الغالب الأبيض رمزاً للسلام. قالت موستين: «المجتتمع اليهودي بأسره، سواء هنا في بوندي أو في أنحاء بلادنا، جزء من قصة الانتماء ونجاح هذا البلد».

ما يزال الأستراليون في حالة صدمة وعدم تصديق لوقوع حادث من هذا النوع، لكن هذا الأسبوع عادت بعض مظاهر الحياة الطبيعية تدريجياً: عاد ممشى بوندي مليئاً بالمتزلجين والعدّائين ومربّي الكلاب إلى روتينهم اليومي. وعلى الرغم من الجو الكئيب الذي يخيّم، استؤنفت أنشطة نوادي ركوب الأمواج للأطفال المعروفة محلياً باسم «نيبرز» يوم الأحد كدليل على قدرة المجتمع على الصمود.

أخبر ستيف لارناتش، رئيس نادي إنقاذ الحياة في شمال بوندي، بي بي سي أنهم درسوا إلغاء فعاليات «النيبرز» مراعاةً لحساسية الوضع، لكنه قال إنهم استشاروا المجتمع اليهودي الذي أعرب بدوره عن تأييده لإقامة الأنشطة، مع شكر عظيم لما قام به المنقذون والمتطوّعون. كان بعض حماة الشاطئ أوائل من وصلوا إلى مكان الحادث لتقديم الإسعافات الأولية، وقد احتُفي ببعضهم كبطلة بعد أن صور أحدهم وهو يركض من شاطئ مجاور حاملاً حقيبة إسعافات أولية حمراء.

وعند إحضارها ابنتها إلى «النيبرز»، قالت جيرالدين نوردفيلت: «من الضروري أن نعود، لا يمكننا البقاء بعيدين، لا بد ألا نسمح للخوف أن ينتصر. الشاطئ هو أسلوب الحياة الأسترالي ونحن جميعاً نحبه».

أضف تعليق