رئيس وزراء قطر والرئيس المصري يدعمان جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة

انتهت جولات سابقة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي أدارتها وسطاء، من دون التوصّل إلى اتفاق يوقف الحرب بين إسرائيل وفلسطين.

التقى الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء ووزير خارجية قطر، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبحث وقف إطلاق النار في غزة، في وقت تكثّف إسرائيل هجومها لسيطرة على مدينة غزة.

وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي والشيخ محمد أكدا على ضرورة تكثيف الجهود للتوصّل إلى اتفاق لوقف القتال في القطاع. كما شدّدا على رفض أي إعادة احتلال لقطاع غزة أو تهجير جديد للفلسطينيين، وحفّزا على أنّ إقامة دولة فلسطينية هي السبيل إلى السلام الدائم.

قال مصدر لفرانس برس إنّ «محادثات مكثفة» تُجرى حالياً في مصر بين وفد من حماس والوسطاء. حماس تطالب بوقف إطلاق النار، بينما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلك المطالب مراراً.

تتوسط مصر وقطر والولايات المتحدة بين الطرفين منذ اندلاع الحرب في غزة، التي أودت بحياة نحو 62,000 فلسطيني، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال. وعلى مدار أكثر من 22 شهراً، فشلت جهود الوساطة في ضمان هدنة مستدامة، ما تسبب في تفاقم كارثة انسانيّة حادة في القطاع.

اتفاق هدنة توسطت فيه قطر ومصر والولايات المتحدة دخل حيز التنفيذ في يناير، لكنه انقضى بخرقه من قِبل إسرائيل في مارس. ومنذ ذلك الحين فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً أدى إلى ندرة الغذاء وتجّذّر الجوع؛ وقد أدى هذا إلى وفاة أكثر من 260 فلسطينيًا بسبب أزمة التجويع التي فرضتها القيود الإسرائيلية على دخول المعونات.

استمرت الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة التي أجريت في الدوحة عدة أسابيع وانتهت في 25 يوليو دون تحقيق تقدم يذكر.

يقرأ  اختبار واقع العائد على الاستثمار مقاييس التعلم أم تأثير الأعمال؟

زار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي معبر رفح الحدودي مع غزة وقال إن زيارة رئيس وزراء قطر تهدف إلى «توحيد جهودنا القائمة لرفع أقصى درجات الضغط على الطرفين للتوصّل إلى اتفاق في أقرب وقت». وأشار إلى الخطورة القصوى للأوضاع الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني نسمة في القطاع، محذّراً من عواقب تأخر التوصل إلى حل.

«الوضع الحالي على الأرض يفوق الخيال»، قال عبد العاطي، في وصف يعكس تدهور الأوضاع وتزايد موجات النزوح؛ إذ أجبر آلاف الفلسطينيين مجدداً على الفرار من مدينة غزة قبيل هجوم إسرائيلي وشيك.

«الإبادات الجماعية لا تنتهي بحلول تفاوضية»

علّق عبد الله العريان، أستاذ التاريخ المشارك في جامعة جورج تاون في قطر، على زيارة رئيس وزراء قطر لمصر بالقول إن تجارب تفاوضية مماثلة تكررت من قبل، لكن ما أعاق التقدّم هو «غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية» في التوقّف عن التصعيد. وأضاف أن إسرائيل «واصلت تنفيذ ما يرقى إلى إبادة جماعية، رافعةً مستوى العنف إلى حدود مروّعة وغير مسبوقة»، وأن الضغط الدولي لم يصل بعد إلى مستوى يجبرها على التوقف.

وأوضح العريان أن الإبادات الجماعية تاريخياً نادراً ما تنتهي باتفاقات تفاوضية؛ فهي عادة ما تتوقف بسبب ضغط خارجي أو تدخل يُجبر الجهة المرتكبة على الكفّ عن جرائمها، وما منِع حدوث ذلك حتى الآن.

من جهتها، اتهمت منظمة العفو الدولية (أمنيستي) يوم الإثنين إسرائيل باتباع «سياسة متعمدة» للتجويع في غزة، في تقرير استند إلى شهادات نازحين وفرق طبية عالجت أطفالاً يعانون من سوء تغذية. وقالت المنظمة إن هناك «حملة مقصودة للتجويع في قطاع غزة المحتل».

وأدانت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الإجراءات التي منعت دخول المساعدات الحيوية إلى القطاع، محذّرة من أن استمرار الحصار والقيود على الإغاثة سيكثف الكارثة الإنسانية ويزيد من معاناة المدنيين الأبرياء.

يقرأ  ظهور قوات الحرس الوطني في واشنطن العاصمة بعدما رفض العمدة «الاندفاع نحو الاستبداد»

أضف تعليق