رحيل شخصية معارضة بارزة في كينيا عن عمرٍ يناهز 80 عاماً

تُوفي رئيس الوزراء الكيني السابق، رايلا أودنغا، عن عمر يناهز الثمانين، بحسب ما أفادت به مصادر عائلية لهيئة الإذاعة البريطانية.

رحل أودنغا يوم الأربعاء أثناء تلقيه علاجاً طبياً في أحد مستشفيات الهند.

خلال الأسابيع الماضية تناهت تكهّنات حول حالته الصحية، لكن أفراد العائلة وحلفاءه السياسيين كانوا ينفون صحة التقارير التي زعمت تدهوراً حاداً في صحته. وقد توافدت رسائل التعزية من سياسيين وقادة عدة، من بينهم رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد.

كان أودنغا منظّماً سياسياً وشخصية بارزة في المشهد الكيني؛ خاض انتخابات الرئاسة خمس مرّات دون أن ينجح، ورفض نتائج الاقتراع في كل مناسبة، مؤكداً مراراً أن الفوز سُلب منه.

صدّق القضاء الكيني الأعلى على بعض ادعاءاته بعد انتخابات عام ٢٠١٧ عندما أبطلت المحكمة فوز أوهورو كينياتا وأمرت بانتخابات جديدة، لكنه قاطع الإعادة مطالباً بإصلاحات انتخابية شاملة.

أدت الانتخابات المتنازع عليها عام ٢٠٠٧، التي قال فيها أودنغا إنه حُرم من النصر لصالح مواي كيباكي، إلى أكبر أزمة في تاريخ كينيا. اشتعل العنف في أنحاء البلاد، وأسفر عن وفاة نحو ١٢٠٠ شخص، وأُجبر نحو ٦٠٠٬٠٠٠ على ترك منازلهم.

لأنهاء الأزمة، توسط الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان في اتفاق لتقاسم السلطة، نتج عنه تشكيل حكومة وفاق وطني تولى فيها أودنغا منصب رئيس الوزراء.

عرف عنه أنه كثير المصالحة مع الرؤساء الحاكمين بعد انتخابات مسيجة بالخلافات، وفي أعقاب هزيمته الأخيرة عام ٢٠٢٢ انضم لاحقاً إلى حكومة واسعة التشكيل بقيادة الرئيس ويليام روتو، ما أتاح لمقربين منه تولي مناصب مؤثرة. وبرّر تلك الخطوة بضرورة توحيد الصف الوطني، في ظل احتجاجات شعبية كبيرة culminated culminated أدت إلى اقتحام البرلمان وأسفرت المواجهات عن مقتل عشرات المتظاهرين على يد قوات الأمن.

يقرأ  الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ يترك رسائل للرهائن في المستشفى قبيل إطلاق سراحهم

دعمت إدارة روتو ترشحه لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي في انتخابات جرت أوائل العام الجاري، لكنّه خسر أمام المرشح الجيبوتي محمود علي يوسف.

استطاع أودنغا أن يبني قاعدة شعبية واسعة ومخلصة طوال مسيرته، خصوصاً في غرب كينيا، مسقط رأسه. وأطلق أنصاره عليه ألقاباً مثل «بابا» و«أغوامبو» (فعل الله) و«تينغا» (الجرّار) — مستلهمة من رمز حزبه في انتخابات ١٩٩٧.

كان يُنظر إليه كاستراتيجي بارع ومُحرّك جماهيري، يجذب حشوداً هائلة إلى تجمعاته وله قدرة فائقة على التواصل مع الناس العاديين.

سيتذكّره كثيرون لنضاله الثابت من أجل الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان.

كما أنه كان سجيناً سياسياً سابقاً ويحمل لقب أطول معاناة من الاعتقال السياسي في كينيا؛ إذ وُضع قيد الاحتجاز مرتين خلال عهد دانيال آراپ موى، الأولى من ١٩٨٢ إلى ١٩٨٨، والثانية من ١٩٨٩ إلى ١٩٩١.

سُجن أولى مرّاتِه بتهمة محاولة انقلاب في عام ١٩٨٢، وهي الحادثة التي أخرجته إلى واجهة المشهد السياسي الوطني.

أضف تعليق