بينما يظلّ اهتمام العالم مُنصبًّا على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، على بُعد أقلّ من 33 كيلومترًا، يواصل مستوطنون إسرائيليون، وغالبًا ما يكونون مدعومين من جنود، شنّ هجمات ومداهمات يومية في أنحاء الضفة الغربية المحتلّة.
في ليلة الإثنين اقتلع مستوطنون 150 شجرة زيتون في قرية بردلة بوادي الأردن الشمالي، مُدمرين موارد رزق لعائلات عدّة.
يستولي المستوطنون بانتظام على أراضي بردلة، ويحرقون ممتلكات ويدمّرون محاصيل في محاولة للاستحواذ على الأرض الفلسطينية، وتوسيع المستوطنات غير القانونية، وترهيب السكان المحليين لإجبارهم على الرحيل.
في وقت سابق من مساء الإثنين اعتدى مستوطنون على مزارعين فلسطينيين في بيت فجّار جنوب بيت لحم، ما أسفر عن إصابة عدد منهم. وشهد شهودٌ قيام المعتدين برشق الحجارة وإطلاق الكلاب وإضرام النار في مركبات.
تصاعد اعتداءات المستوطنن
منذ بدء حرب إسرائيل على غزة في أكتوبر 2023، تصاعدت أعمال العنف المرتبطة بالمستوطنين في الضفة الغربية المحتلّة بوتيرة مستمرة.
ووفقًا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا)، شنّ المستوطنون نحو 3000 هجوم على فلسطينيين في الضفة خلال العامين الماضيين تقريبًا.
وسجلت الاعتداءات ارتفاعًا حادًا منذ عام 2016: 852 حادثة في 2022، و1,291 في 2023، و1,449 في 2024. ومع توثيق أكثر من 1000 هجمة خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2025، يبدو أن هذا العام على طريق أن يصبح الأعنف حتى الآن.
(الجزيرة)
تتصاعد الاعتداءات غالبًا خلال موسم قطف الزيتون من سبتمبر إلى نوفمبر، وهو موسم حيوي يُعتبر مصدر رزق أساسيًا لعديد الأسر الفلسطينية.
من هم المستوطنون الذين يهاجمون الفلسطينيين؟
المستوطنات الإسرائيلية هي تجمعات يهودية مُقامة على أراضٍ فلسطينية احتلّتها إسرائيل عام 1967. يعيش اليوم ما بين 600,000 و750,000 مستوطن في أكثر من 250 مستوطنة وتجمّع استيطاني في الضفة الغربية المحتلّة والقدس الشرقية. تقع كثير من هذه التجمعات قرب بلدات وقرى فلسطينية، ما يفاقم التوترات ويزيد من قيود الحركة المفروضة على الفلسطينيين.
غالبًا ما يكون المستوطنون مسلّحين ومرافقين أو محميين من قِبَل قوات الجيش الإسرائيلي. وإلى جانب تخريب الممتلكات الفلسطينية، قاموا بحملات حرق وقتل لسكان فلسطينيين.
أين وقعت الاعتداءات في الضفة المحتلّة؟
تعرّضت كل محافظات الضفة لهجمات مستوطنين خلال العامين الماضيين. وتشير بيانات الأوتشا إلى أن محافظة رام الله والبيره سجلت أعلى عدد من الحوادث بين يناير 2024 وأغسطس 2025 بواقع 634 حادثة، تلتها نابلس بـ501 حادثة، والخليل بـ462 حادثة.
تركز معظم الاعتداءات في المنطقة (ج) التي تشكّل أكثر من 60% من مساحة الضفة المحتلّة، وبالقرب من المستوطنات والتجمّعات الاستيطانية.
(الجزيرة)
بموجب اتفاقات أوسلو عام 1993 قُسِّمت الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق: المنطقة (أ) تحت السيطرة الكاملة للسلطة الوطنية الفلسطينية؛ المنطقة (ب) تحت الإدارة المدنية الفلسطينية والسيطرة الأمنية الإسرائيلية؛ والمنطقة (ج) الخاضعة لسيطرة إسرائيل بالكامل.
أكثر من 1000 فلسطيني قُتلوا في الضفة
منذ 7 أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 1000 فلسطيني وأُصيب نحو 10,000 آخرين في الضفة الغربية المحتلّة على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين المسلحين، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة.
وفي عام 2025 وحده وثّقت الأوتشا ما لا يقل عن 178 حالة وفاة فلسطينية مرتبطة بعنف المستوطنين والقوات العسكرية، من بينهم مزارعون وأطفال وسكان وقعوا ضحية مداهمات يومية على قرى ومخيمات اللاجئين.
كما أدّى عنف المستوطنين إلى موجات نزوح واسعة؛ فقد اضطر ما لا يقل عن 3,434 فلسطينيًا إلى مغادرة منازلهم بسبب العنف الاستيطاني وقيود الوصول منذ اندلاع الحرب على غزة.