رغم اتفاق سلام ترامب… مقاتلو «حركة 23 مارس» يتقدمون نحو أوفيرا

أُبلغ عن إطلاق نار متقطع وانفجارات بينما يواصل متمّعو حركة M23 الزحف نحو مدينة محورية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في هجوم دفع بآلاف الأشخاص إلى الفرار عبر الحدود باتجاه بوروندي.

أفاد سكان ومصادر عسكرية ان الجنود يفرّون من الهجوم على أوفيرا، آخر مدينة تسيطر عليها الحكومة في الإقليم الغني بالمعادن.

وسيط الولايات المتحدة دونالد ترامب توسط الأسبوع الماضي في اتفاق سلام بين رئيسي الكونغو فيليكس تشيسيكيدي ورئيس رواندا بول كاغامي لإنهاء النزاع الطويل.

أُغلقت المحالّ والمدارس، وبقى سكان مرعوبون في منازلهم وسط مخاوف من أن المتمردين سيطروا على بعض المباني الحكومية.

غير أن حاكم جنوب كيفو جان-جاك بوروسي رفض تقارير تفيد بوصول المتمردين إلى المدينة واعتبرها «شائعات لا أساس لها تمامًا».

أخبر قاطنون وسائل إعلام محلية أن المتمردين كانوا يقومون بدوريات في وسط أوفيرا تحت غطاء الظلام ليلة الثلاثاء، وبقيت المدينة خالية صباح الأربعاء.

حذّر مسؤول حقوقي محلي وكالة أسوشيتد برس من «خطر مجزرة» في حال واجه الجنود المتبقون مقاومة عنيفة.

قال ضابط بوروندي لوكالة فرانس برس: «الوضع فوضوي، لا أحد يتولّى المسؤولية. أوفيرا انتهت». وأضاف أحد السكان: «ثلاث قنابل انفجرت للتو في التلال. كلٌّ لنفسه»، بينما روى آخر: «نحن جميعًا تحت الأسرة في أوفيرا — هذه هي الحقيقة».

قالت مصادر عسكرية وأمنية إن المقاتلين المتمردين تقدّموا من الشمال قرب الحدود مع بوروندي.

وفي مقابلة مع راديو أوكابي المدعوم من الأمم المتحدة، نفى بوروسي سقوط أوفيرا بيد M23، مؤكّدًا أن المدينة لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية.

اتهمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وثماني دول أوروبية رواندا بدعم الهجوم المتمرّد، ودعت إلى وقف فوري للقتال.

في بيان مشترك عبّروا فيه عن «قلق عميق» حيال العنف، ولفتوا إلى أن له «قدرة على زعزعة استقرار المنطقة بأسرها».

يقرأ  كليفلاند وكيسوفيم يخلدان ذكرى ٧ أكتوبر بينما يستعد أغلب أعضاء الكيبوتس للعودة بحلول الصيف

ونفَت رواندا أي ضلوع في القتال، متهمة حكومة الكونغو وحليفها بوروندي بانتهاك وقف إطلاق النار.

يقول خبراء من الأمم المتحدة إن جيش رواندا يضطلع بـ«التحكم الفعلي في عمليات M23».

أفادت الأمم المتحدة أن نحو 200 ألف شخص نزحوا عن منازلهم في شرق الكونغو منذ اندلاع الجولة الأخيرة من القتال في مطلع هذا الشهر. وذكرت أنه قُتل ما لا يقل عن 74 شخصًا، معظمهم من المدنيينن، وأدخِل 83 آخرون إلى المستشفى جُرحى.

قال مصدر إداري بوروندي لوكالة فرانس برس إنه سجّل أكثر من 8 آلاف وصول يوميًا خلال اليومين الماضيين، ونحو 30 ألف وصول خلال أسبوع واحد.

تأتي الهجمة الحالية بعد نحو عام من سيطرة متمردي M23 على غوم وبوكافو، المدينتين الرئيسيتين الأخريين في شرق الكونغو.

حركة M23 ليست جزءًا من اتفاق السلام الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، وهي في محادثات منفصلة مع حكومة الكونغو برعاية وساطية تقودها قطر.

في خطاب وطني يوم الإثنين، اتهم تشيسيكيدي رواندا بـ«انتهاكات متعمّدة» لاتفاق السلام، وقال: «هذه حرب بالوكالة تهدف إلى الطعن في سيادتنا على منطقة استراتيجية غنية بالمعادن الحيوية وإمكانات اقتصادية بالغة الأهمية لمستقبل أمتنا».

من جهتها اتّهمت رواندا جيوش الكونغو وبوروندي بقصف قرى قرب حدودها، ما اضطر أكثر من ألف مدنٍ مدني للفرار إلى داخل أراضيها.

تعاني شرق الكونغو صراعات مستمرة منذ أكثر من ثلاثين عامًا، منذ إبادة رواندا عام 1994، وانهارت العديد من الاتفاقات السلمية التي تعود إلى تسعينيات القرن الماضي.

تنافست مجموعات مسلحة عديدة مع السلطات المركزية على السلطة والسيطرة على الثروات المحتملة في هذه الدولة الشاسعة.

أضف تعليق